السلام عليكم
أنا امرأة منفصلة واخترت حياتي التي بدي إياها وعاجبني وضعي ومش ندمانة على هذا القرار الصائب. بس المشكلة يلي هي بقانون الفضيلة مش مشكلة بس بمجتمعنا مشكلة وعار وعلامات استفهام وسوء ظن وكل شيء بدك إياه.
من أنا صغيرة شاعرة بالمسؤولية، مش عارفة من الذي وكلني بهالمهمة وكيف أنا نشأ عندي هذا الشعور مع انو ما حدا حكالي كوني مسؤولة، كنت بالصف الثالث يمكن لما كنا عايشين لحالنا وما عنا أم، أروح من المدرسة عالبيت أشتغل وأنضف البيت ودائما معصبة لإنو إخواني الأطفال بضلو يوسخو البيت وييجي بابا يبهدلني ويقلي لا تصيحي ولا تشتغلي
بس أنا مو قادرة أشوف القيامة قايمة وما أشتغل كنت أحس إنو هدا واجبي ولازم يكون كلشي منظم وما حدا قدر يستأصل مني هدا الشعور بالمسؤولية، حتى إني ألعب مع إخواني ما كنت ألعب كنت أحس هدا اللعب مضيعة للوقت ومش مودي أصلا حتى كنت أتهاوش مع أختي لإنو أنا بدي أشغل القران وهي بدها تشغل أغاني أجنبي مش عارفة مين الي زرع في هدا الاشي
عكل حال هاي أختي تعلمت لغة من ورا الأغاني الأجنبي وفلطح إنجليزي، وأنا نفسي أتعلم متلها وكل إخواني انبسطو وعاشو طفولتهم ونطو عن الخزانة وتسحسلو على الدرج كانو يحطو فرشة ويتسحسلوا. حرام همي كانوا ينادوني ألعب معهم بس أنا كان يكون عندي جلي أو شطف، قمت بكامل مسؤوليتي وما استفدت اشي ........ نفسي أفهم مين أخو الشلن الي علمني هالمسؤولية الشسمو .
كبرت وأنا على هالحال وتزوجت وخلفت ولد وبنت واهتميت فيهم كتير منيح وكنت أقوم بكل واجباتي البيتية على أكمل وجه حتى إني كنت أعزل البيت بعز الشتا بس أشوف الشمس شقشقت أنزل البرادي وأغسل وجوه الكنب والشبابيك وكنت زوجة مطيعة خائفة وأرضى بكل اشي وتقعد عندي البجامة الي اشتريتها بعد ما عملت جمعية خمس سنين.
المهم بعد عشر سنوات زواج قررت أطلق مع إني قمت بكامل مسؤوليتي وما استفدت اشي. طلعت إيد ورا وإيد قدام وتنازلت عن كامل حقوقي لإنو اقتنعت بفكرة بابا هدول صدقة منك على ولادك مو إنتي بتحبي ولادك فلا تاخدي هالمصاري وخليهم لولادك يوكلو فيهم بتعرفي أبوهم فقير وكل سنة لازم ينحبس مرتين او تلاتة من ورا الشيكات والديون......... طيب تمام وأنا مقتنعة والله مو زعلانة ولا ندمانة بس ما استفدت اشي ولا حتى كلمة طيبة بغيابي .
يا سيدي بعدها نزلت على سوق العمل يلي كنت مبهورة فيه وكنت بانية امال واحلام وعندي شغف لا يقاس، بسنة غيرت أربع أماكن عمل، وكنت أشتغل بذمة وضمير وبرضو كنت متحملة المسؤولية بس شو كان يصير كانوا يستغلون شغفي وما يعطوني حقي وأنا أقول مش مشكلة يلا مشان آخذ خبرة.
وآخر مصيبة صارت معي من وراء الشغل جديدة تازة من وراء المسؤولية اشتغلت عند واحد صاحب أكاديمية ابن حلال اسم الله ... استغلني أبشغ استغلال أنا بعرف إني تسرعت بس وقعت الشيكات التي قال لي أنها مع العقد وأنا كنت عاهة شو بعرفني بشيكات ولا كمبيالات والله لو تحطهم قدامي ما بميزهم عن بعض المهم ضحك علي برواتب ولما طالبت بحقي، قالي طيري ما إلك إشي عندي
ومن يومها تعرفت على المحكمة كيف شكلها ومقسم الشرطة اشتكيت عليه وبالأخير تنازلت عن كل مطالبي وأسقطت الدعوى وهو أسقط دعوى الجرائم الإلكترونية التي رفعها علي لأني نزلت منشور بحكي عن تفاصيل مشكلتنا.
والقاضي قرر أنه الجزاء من جنس العمل ونزلي له منشور اعتذار، نزلت منشور ما عجبه وبعث لي أنه منشور مرفوض.... يعني فوق ما تنازلت عن كل حقوقي.. يا محترم وتتنمرد علي. هدا الزلمة كان متمسك في كموظفة جاهلة بالقوانين وملتزمة بعملها ومتحملة المسؤولية وعندها شغف اطورلو شغله. وهينا بالاخير شو استفدت من المسؤولية ؟
حتى صلاة بطلت أصلي مش إلحاد لا سمح الله بس أنا تعبت ومش قادرة ألتزم بأي شيء حتى بداوم هيك من دون أي شغف بس مشان الراتب القليل اللي مسلكني، الصلاة التي التزمت فيها من الصف السادس وقبل سنة وقفت صلاة لإني تعبااااااانة من الالتزام
طول عمري ملتزمة وما حدا قدرني ولا جازاني باشي طول عمري خسرانة مع إني ملتزمة هيني ٢٩ سنة والشجرة ما أثمرت إلا خسائر وراء خسائر. خسرت الطفولة والأولاد والعذرية المعاقة مشان يمشي سوقها الوحدة وتتزوج. خسرت شغفي بالنجاح والتطور وطول عمري بخسر مصاري وبتنازل مشان الإنسانية والعين الشبعانة وإني بنت أصل بتتعامل مع العالم بأصلها. بحس إنو عمري ما راح أحصل على اشي منيح أو مكافأة بحس انو هالاشي معجزة وبحس انو الناس شايفة ضعفي وكل الأفكار الي بفكر فيها مشان هيك لازم التزم حدودي
في شخص هو الي وعاني على هدا الاشي واني لازم أستشير مستشار نفسي لأنو عندي إحساس بإني ما بستحق مكافأة وإني ضحية دائما، رغم إني كنت مفكرة حالي بعرف شو مفهوم الضحية وهو أن أنهض بنفسي بعد كل مشكلة او مصيبة وما أحمل الناس همي . هيك ما بكون ضحية
طلع في جانب آخر لمفهوم الضحية عايشيته وأنا ما بعرف.
وما بعرف أشوف حالي غير إني أقل من غيري مع أني بعرف أنه عندي مميزات بس هذا الشيء عايش في .
8/12/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك عزيزتي "سمية". لديك أسلوب لطيف في الكتابة استثمريه، تسخرين من معاناتك وهو أمر يقدر.
أعتقد ما تعانين منه ليس شعور الضحية بل عدم التقدير. الشعور بالتقدير ضروري للاستمرار، وللتقدير مصادر متعددة ومختلفة من شخص لآخر بل ومن مرحلة عمرية لآخرى، في المرحلة الحالية أهم مصادر التقدير هي رضاك عن نفسك. ليس الرضا عن النتيجة بل عن مجرد السعي والمحاولة. لا توجهي غضبك وإحباطك نحو نفسك فتصبحي ضحية للاكتئاب. اكتفي بالرضا عن المحاولات والسعي وتمتعي بالصبر، ليس الصبر بالأمر الهين وإلا لما وعد الله الصابرين أن يجزيهم بغير حساب، إن لم نكن ناجحين فلنكن صابرين. ومن قال بأنك لن تنجحي إن لم يكن الآن فهو غدا. تعلمي تقدير أبسط إنجازاتك ولو كان منها مواظبتك على تحقيق أهدافك. حددي أهداف عامة وأخرى جزئية، عززي نفسك وقدريها فبعد رضا الله رضاك عن نفسك هو الأهم.
لم تختاري بالتأكيد تحمل المسؤولية بل لقنت لك في سنواتك المبكرة أو قلدت نموذجا أمامك. سؤالك يشبه كيف يتم الاختيار للأدوار المختلفة، هل الأدوار تختارنا أو نحن نختارها، والحقيقة هي أن للأدوار مواصفات معينة تكون موجودة لدى أحدهم فينجذب إليها، نعم لقد تحملت المسؤولية لأن لديك الاستعداد لذلك ولكن يؤلمك أنك لم تنالي التقدير المتوقع، لم يفت الوقت بعد، ولعلك تلقيته دون انتباه لأنه كان غير ما تظنين.
لديك غضب عالي تخلصي منه كي لا يتحول إلى اكتئاب. عبري عن غضبك وعن احتياجك وألمك، دعي من حولك يتحملون مسؤولياتهم بدعمك في لحظات ضعفك.
تعلمت عزيزتي من الحياة دروسا كثيرة وما زال أمامنا جميعا الكثير لنتعلمه، تسامحي مع أخطائك وتعلمي منها فما زلت في مقتبل حياتك.