أنا متعبة نفسياً
سلام عليكم. أنا شابة عمري 25سنة، أعيش أنا وزوجي مند 6 سنوات. أعاني من عصبية مستمرة على أبسط الأشياء وأكثرهم على زوجي الذي أطرده ولا أحترمه وأجرحه، ويجب أن أكسر وبعدها أندم، وأكرر نفس تصرف يومياً. أنا تلقائياً أكذب كثيراً وأصدق كذبي والقصة التي اخترعتها، وأتكلم في الناس، لا أثق بنفسي، لا أحب نفسي. أريد أن أكون رشيقة الجسم منذ عمر 15 سنة ولكن ليست لدي إرادة ولا أهتم بنفسي. أبكي كثيراً وبهستريا.
لا أخرج من المنزل، لا أحب أن أخرج لوحدي، ولا أحب النور والشمس، أتوتر ودائماً خائفة وأرتعش، وإذا رن الهاتف أو الجرس أموت من الخوف. مند عامين كرهت العلاقة الزوجية، وزوجي صبور كثيراً معي. منذ عام لا أفعل شيئاً ولا أطبخ، فقط جالسة أنام النهار وأستيقظ بالليل. ليس لديّ أصدقاء. ليس لدي هواية أو شيء أحبه، أمل بأي شيء أفعله. أهتم لكلام الناس. عانيت كثيراً في طفولتي ومراهقتي مع أمي حيث كانت تضربني وتقول لي أنها تكرهني. وتعرضت لتحرشات من الجار وزوج جدتي.
كنت أجرح يدي ووجهي بسكين الحلاقة، وانتحرت عدة مرات والحمد لله نجوت وندمت، تزوجت لكي أهرب من أمي، تفاجأت أن أخت زوجي وأمه سوف يُعنّفاني لفظياً ويتحكمان في كل شيء. ذهبت إلى طبيب نفسي في صغري والآن في كبري لكن لا فائدة لأني تعودت على دواء، وكرهت الدواء، تطورات حالتي الصحية إلى ألم جسدي مستمر في الأرجل والأيدي وضيق تنفس، ولا أنام، وعصبية، وخمول شديد فلا أفعل شيئاً. لا أتمتع بأشياء الحاضر بل أفكر في الماضي وبالأشخاص، أفكر 24 ساعة، لقد تعبت. زوجي يريد أطفال ولكن لا يمكنني بحكم أني آخذ مضادات الاكتئاب.
ساعدوني أرجوكم. لا أريد أن يضيع عمري هكذا، ولا أريد أن أفقد زوجي.
شكرا كثيراً وأعتذر.
29/6/2020
رد المستشار
صديقتي
أرجو أن تعي بأنك لست طفلة، وأنك لا تحتاجين إلى أفعال طفولية لكي تحمي نفسك من توقعات أو ضغوط الآخرين، لا تحتاجين للكذب أو تصديق الكذب الذي اخترعتِه، لا تحتاجين لذم الناس أو النميمة لكي تثبتي أن لك قيمة، لا تحاجين لخوفك من القرب الحقيقي من زوجك ومحبته والذي يجعلك تعاملينه بقسوة، لا تحتاجين كل هذه المخاوف والذعر والعصبية والغضب من أجل الحصول على الاهتمام والأهمية والشعور بالأمان، لا تحاجين للشكوى والحساسية الزائدة في كل شيء لأنه ليس هناك سبيل إلى التحكم في كل شيء وخصوصاً الأحداث الكونية، لا تحتاجين لعقاب نفسك على ما حدث في الطفولة، ولا تحتاجين لأن تعاقبي زوجك على إحساسك أنت بالدونية، لا تحتاجين لكراهية نفسك أو العالم كله بسبب الماضي.
قد تحتاجين لتغيير الدواء لكي تقل فترات النوم وتعتدل دورة اليوم، ولكن الدواء لن يجعلك تختارين أن تمسكي بزمام حياتك وتكُفٍّي عن كل هذه الدراما، أو أن تحبي زوجك الصبور وتسعدي معه، أو أن تملئي حياتك بالمرح والإنجاز سواء معه أو بدونه، أو أي معنى أخر تختارينه وتودين أن تكوني تعبيراً عنه.
أنصحك بمراجعة معالج نفساني إلى جانب الأدوية لمناقشة هذه الأمور.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.