صعوبة التعايش مع المرض
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أود أن أشير بأن لدي عدة مشاكل أواجهها كوني ولدت بمرض التليُّف العصبي الأول، حيث أن هذا المرض يؤثر على جسدي وشكلي أكثر فأكثر مع مرور الوقت.
سأورد مشكلتي كنقاط بشكل مختصر وموجز، وسأحاول أن أُفصل في كل نقطة.
أولاً: لدي صعوبة في تقبُّل مرضي، فحتى إن حاولت أن أساعد نفسي مجتمعي ومحيطي لا يساعداني لدرجة أنني في عمر صغير ولمدة سنتين كنت لا أحب أن أصلي لربي، وكنت أقول لنفسي "لماذا أصلي وربي لا يحبني؟ لو ربي يحبني كان شفاني من المرض".
ثانياً: بسبب المرض أعاني من ذكريات مؤلمة ومواقف جارحة مغروسة في ذاكرتي لدرجة أنني أبكي على بعض المواقف التي مر عليها أكثر من 20 عام مثل استبعادي من اللعب، وكره أقراني لي بسبب شكلي، وضربهم لي بدون سبب، وتعرضي للأذى الذي وصل للتحرش الجنسي.
ثالثاً: بسبب ما واجهته من التنمر والاستهزاء والإيذاء الجسدي واللفظي تغيّرت شخصيتي، فمنذ طفولتي تشكلت لدي شخصية لإرضاء من حولي والبحث عما يلفتهم لي ويعجبهم، واستمر هذا حتى العام الماضي حتى التفت إلي نفسي وأصبحت أكثر حزناً لأنني قطعت مشواراً كبيراً من حياتي لجعل الناس تتقبلني لأجل شيء لا أملك يداً فيه، حتى اختياري لتخصصي الجامعي ووظيفتي وطريقة حديثي مع الناس وكأنما كنت أحاول محاولات مُستميتة لأجل إرضاءهم وكل هذا حدث دون وعي مني.
رابعاً: أعاني من الانفصال عن الواقع بشدة، ومن ضعف المحفز لأي شيء أقوم به حيث أنني لا أستمر على أي أمر لنفسي وذلك لسببين، الأول: أنني لا أعرف ماذا أريد ومن أنا بالفعل، والآخر: أنني أشعر بعدم جدوى أي شيء.
هذه النقاط التي أعاني منها وقد أوجزتها بحثاً عن حل.
تحياتي.
29/6/2020
رد المستشار
شكراً على رسالتك.
التعايش مع أمراض الجهاز العصبي المزمنة عملية شاقة ومرهقة، والمراجع بحاجة إلى مساندة تمريضية واجتماعية من قبل الخدمات الصحية. في نفس الوقت ما لا يقل عن ثلث المراجعين بحاجة إلى علاج اضطرابات القلق والاكتئاب بالعقاقير حيث أن علاج الاكتئاب يساعد الإنسان على التعايش مع المرض٬ وبالذات العقاقير المضادة للاكتئاب.
أولاً: تحدثي مع الطبيب المشرف على علاجك حول توفر خدمات صحية نفسية توفر العلاج النفساني الكلامي الشخصي أو الجمعي. هناك أيضاً جمعيات تعني بهذا المرض أو ذاك، وكثيراً ما يتم التواصل بينهم هذه الأيام عبر المواقع الاجتماعية.
في نفس الوقت مراجعة استشاري في الطب النفساني ضرورة لتقييم الحالة الوجدانية وعلاجها بالعلاج النفساني أو بالعقاقير.
وفقك الله