معاناة مع الوسواس الديني
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله.
السلام عليكم ورحمة الله. أولاً: شكرا لكم على هذا الموقع الذي خفف عني بعض المعاناة من الوسواس. قصتي مع الوسواس بدأت منذ أن بدأت أدعو الله بما أتمناه في هذه الدنيا، فقد كانت تأتيني وساوس بأن الله لن يحقق لي ما أريد، لكن لم أسمع لها لأن يقيني بالله كان قويا، لكن بعدها أصبح يأتيني في الوضوء والصلاة حيث بدأ معي بخروج الريح، جميع المشايخ كانوا يقولون لي تجاهل، وعندما كنت أتجاهله يأتيني الوسواس ويقول لي كيف تصلي وخرج منك ريح، وعندما أتجاهل يقول لي كيف سيستجيب الله دعائك! فكنت أُعيد الوضوء، عانيت منه فترة ثم تغلبت عليه، ثم عاد مرة أخرى يوسوس لي في الصلاة بأني لم أخشع فكنت أعيد الصلاة بحجة أني لم أخشع.
وعندما بدأت أتجاهله أتاني الوسواس في نزول البول والريح مرة أخرى، تغلبت عليه في نزول البول لكن الريح لم أستطع إلى الآن، لكن سئمت من إعادة الوضوء فقلت له "أنا كافر، ليس لك شأن فيني" فقال لي "لقد كفرت" فهل قولي هذا يكفرني حيث أنني لم أعلم أن من قال هكذا يكفر. وأيضاً قبل عدة أشهر تعلمت السبّ للأسف (سب الدين) لكن تبت منه والحمد لله، في مرة سببت الدين وسمعني صديقي فقال لي هذا حرام، وعندما سمعت قوله استغفرت، ولكن في بعض الأحيان كنت أسب ولكن أستغفر، ولم أكن أعلم أن من سب الدين يخرج من الإسلام، وقد قرأت فتوى أن من فعل أمراً يُكفّر الإنسان عالماً بحرمته جاهلاً بالتكفير خرج من الإسلام، فهل هذا صحيح؟
قلت هذا الشيء لأن الوسواس أصبح يذكرني عندما كنت أسب الدين فيقول لي "لقد كفرت، كيف تصلي؟" وأيضاً تأتيني وساوس إذا فعلت هذا الأمر ستحقق ما تريد، وعندما أفعل الأمر يقول لي الشيطان لقد أشركت بالله لأن الله هو وحده الذي يحقق الأمنيات، فهل فعلي لهذا الأمر شرك بالله؟ أيضاً في مرة من المرّات وسوس لي الشيطان بسب الله فتحركت شفتاي، فقال لي "لقد سببت الله" وأنا فقط عندما وسوس لي الشيطان بسب الله تحركت شفتاي وقلت بعدها مباشرة "لا حول ولا قوة إلا بالله" لدفع الوسوسة عني.
آخر مسألة: عندما أغتسل من الجنابة، وأيضا في الوضوء أجد لزوجة في أذني (ليس في صماغ الأذن وإنما فوقه أجد لزوجة دائماً) فهل تمنع وصول الماء؟ آسف على الإطالة سامحوني فقد بلغ بي الوسواس مبلغاً عظيماً حيث أنني في بعض الأيام لا أصلي إلا في اليوم الثاني ويقول لي "ستموت".
أرجوكم أفيدوني.
آسف على الإطالة.
1/7/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "مازن"، وأرجو أن نكون مصدر راحة لك دائمًا، ولكل مهموم
إنك لا تكفر بقولك لإغاظة الشيطان (أنا كافر لا دخل لك)، ومثلها (أريد أن أصلي بلا وضوء ولا شأن لك)، من قال ذلك جادّا خرج عن دينه، لكن الموسوس إذا قالها لإغاظة الشيطان قاصدًا بها: أنا سأثابر على الصلاة وإن أوهمتني أني كافر أو أني لست متوضئًا، فهذا لا مشكلة فيه، والمشايخ ينصحون الموسوس بإغاظة الشيطان بهذه الطريقة.
أما سب الدين –غفر الله لك- فأقلع عنه نهائيًا، واستغفر الله، فإن غلب عليك، فاستغفر وأعد الشهادتين، وهذا أمر لا علاقة له بالوسواس، وإنما كبيرة عليك الإقلاع عنها نهائيًا. أما قول الوسواس: (لقد كفرت فكيف تصلي؟). أجبه أنك عدت إلى الإسلام والله يقبل العائدين إليه، وأنك لن ترجع إلى السباب مرة أخرى بإذن الله.
سؤالك عن: (إذا فعلت هذا الأمر ستحقق ما تريد): هذا ليس بشرك وإنما ربط يربطه الموسوس بين الأشياء التي لا رابط بينها عادة، يعني هذا مرض وليس بشرك، حاول ألا تربط من أجل علاج وسواسك، وليس لأنها شرك.
كذلك تحريك شفتيك عندما وسوس إليك الشيطان بالسبّ، الأرجح أن هذا التحريك قهري راجع إلى الوسواس، وليس سبابًا إراديًا، وكثيرًا ما يفعله الموسوسون. على كل حال، امنع نفس عن الإرادي، ولا تلتفت للقهري، وسواء خرج منك سباب إرادي –لا سمح الله- أو قهري، فلا تيأس ولا تقنط من رحمة الله، تب إلى الله عند الإرادي، وتجاهل القهري نهائيًا، وتابع عبادتك وصلاتك، وإياك أن تقع في فخ الشيطان فتقطعها.
سؤالك عن اللزوجة في أذنك، أظن أنك تقصد مادة دهنية، كالزيت، وليس مادة لزجة كالمخاط -أعزك الله- .
ما يوجد عادة على الجلد، هو الدهون، وهي لا تمنع وصول الماء إلى الجلد، والغسل معها صحيح.
أرجو أن تبادر بالذهاب إلى الطبيب النفساني فحالتك تستدعي ذلك، وستتحسن بإذن الله خاصة مع تطبيق العلاج السلوكي من التجاهل، وعدم الخوف، هذا واجبك تجاه نفسك فلا تهمله رجاء
أراح الله قلبك، وشفاك.