وسواس الطهارة الوضوء الاغتسال التكبير م4
وسواس الوضوء والصلاة
السلام عليكم... رجعت لكم بعد شهرين وتغيير الحساب لأنني ضيعت الأول... كانت أول استشاراتي بعنوان "وسواس الطهارة، الوضوء، الاغتسال والتكبير" والحمدلله بعد كلامكم لقيت تحسن مع أنكم وجهتوني للذهاب لطبيب إلا أني إلى الآن لم أستطع التوجه لطبيب، ومع ذلك تحسنت من ناحية الطهارة ولم أعد أهتم بالإفرازات كثيراً _الحمد لله_ إلا أني لم أصل لـ100٪ من التحسن، ولكن الوضع للأفضل... أيضاً في الاحتلام لم أعد أغتسل كلما رأيت إفراز... لكن بقى هناك وساوس النجاسة ولكن بدرجه أقل عن ذي قبل.
وهناك شيء لم أستطع أن أتغلب عليه ألا وهو وسواس الاستنجاء، فأنا أستغرق من خمس عشرة إلى عشرين دقيقة وأحياناً نصف ساعة أنظف في مكان الإفرازات لأني أشك أن المكان لم ينقى من الإفرازات، والآن وضعت لنفسي استراتيجة حيث أمسح بالمناديل قبل البول، وإذا وقف التيار أستنجي، ولكن يظل وضع الإفرازات لأن المكان ليس كالجلد الجاف، ويبقى المكان كأنه دهني وهذا يتعبني فأظل أمرر إصبعي ليس على فتحة المهبل ولكن بين الثنايا... أيضاً أحياناً تكون هناك القليل من الإفرازات فأظل أمرر وأمرر ولا أشعر بنظافتها مع أني أقول لنفسي "انظري لإصبعك، لا يوجد عليه جرم" لكن كأني لا أصدق نفسي، الآن بدأت أفهم البول وكيفية التغلب على وسواسه، ولكن بقية الإفرازات لا.
والوسواس السيء الآخر هو في الصلاة، فأنا لا أشعر أني أسجد مهما سجدت، ولا أشعر أني قلت التشهد مهما قلت، واليوم استغرقني أمر أربع ركعات 50 دقيقة، هل يعقل هذا؟! ماذا كنت أفعل؟!، ورحت أبحث عن صلاة الحرم بمكة فوجدت صلاتهم 6 أو7 أو 10 دقائق تقريباً، أأنا أفضل منهم حتى أصلي ساعة كاملة في أربع ركعات؟!
الآن أود أن أصف لكم طريقة صلاتي الغير صحيحى تماماً ولكني أعجز أن أغيرها: أكبر للإحرام ثم أعيد أحياناً لأني لا أذكر أني كبرت وأحياناً لأني أعتقد أن التكبيرة خاطئة، وإذا كبرت ودخلت في الصلاة أقرأ "دعاء الاستفتاح" وأرجع أعيده لأني لا أذكر أني قلت، وبعد سورة الفاتحة أحياناً أصل إلى النصف ولا أذكر أني قلت البداية، أو ربما داهمتني فكرة فأقطع وأعيدها من جديد، ثم أركع وأقول "سبحان ربي العظيم" سبع مرات، وأقول "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك... إلخ" وأقول بعدها "سبحان ربي العظيم" لكي أتذكر أني راكعة وأن آخر شيء قلته "سبحان ربي العظيم"، أرفع أحياناً ولا أذكر أني قلت "ربنا ولك الحمد" وأحياناً لا أذكر أني قلت "سمع الله لمن حمده"، وأسجد وأرجع فأركع من جديد، وأذهب للسجود وهنا يكون الألم الحقيقي فمهما سجدت لا أذكر أني سجدت، أو أني أذكر لكن إذا جلست قليلاً لا أتذكر وأنسى تماماً أني سجدت فأرحع وأسجد (من الممكن أن أسجد 6 أو 8 مرات) وهكذا باقي الركعات، وأيضاً التشهد مهما قلته لا أذكر أني قلته، فإذا وصلت وقلت "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله" أرجع فأعيد لأني لا أذكر البداية، وأحياناً إذا وصلت للتشهد الأخير لا أذكر أني قلت التشهد الأول، وأيضاً أسجد سجود السهو منذ أكثر من شهر، فأنا في كل صلاة أسجد سجدتين قبل التسليم وبعد التسليم لأني أعلم أني زدت، والتسليم أعيد فيه كثيراً لأني أرى أني لم أسلم.
لقد قلت لكم ماذا أفعل... أريد أن تقول لي د. رفيف من ناحية الدين كيف أتصرف؟ ما هو الصائب فعله في هذه الحالة؟... وأريد النصح من أ.د وائل. رسالتي طويلة لكن مفادها أني أريد أن أصلي كما تصلي الناس، فأنا أصبحت أُعَذَّب وقت الصلاة ولست ممن يستريحون بها..
أيضاً هناك أمر يا د. رفيف: هل يلزم تنظيف الأنف قبل البدء في الوضوء؟ لأن هذا يأخذ مني وقت فأنا أنظف أنفي قبل البدء في الوضوء من المخاط، وبعدها أضطر أن أنظف تحت أظفاري لكي أبعد المادة المخاطية، ولا أكتفي بمرة في التنظيف، فأنا أنظف كثيراً... وأيضاً هل لو تقشرت شفتي بعد الوضوء ينتقض الوضوء؟
18/10/2020
وأضافت بعد نحو 3 أسابيع تقول:
طريقة الاستنجاء الصحيحة للموسوس
السلام عليكم أرسلت استشارات قبل أكثر من أسبوع وقبل أن أحصل على الرد أود أيضاً أن أقول لكم أريد طريقة للاستنجاء سريعة فأنا لم أعد أطيق مكوثي الطويل لنصف ساعة أو عشرين دقيقة في الاستنجاء وخصوصاً عندما أكون في حمام عربي فالأمر يشق عليّ وأنا أيضاً أعاني من آلام الركب
وبدأ الأمر يصبح أسوأ حينما دخل الوسواس في حياتي كنت قبلاً أستنجي ولابد من أن أستخدم يدي هذا ما اعتدتُ عليه منذ الصغر عندما تكون هناك إفرازات فأنا أبعدها في السابق والأمر بسيط ولا أذهب لثنايا الآن بعد أن عرفت أنها يجب غسلها أصبح الأمر جداً سيء فأنا أستمر بالفرك بين الثنايا وفتحة المهبل أعتقد أنني ألحقت الضرر بنفسي لأني دائماً أشعر بشيء يحرقني بين الثنايا وآسفة لشرحي كوني موسوسة لم أعد أفرق بين حقيقة وغيرها أصبحت أحرج من الناس، أنا أوشكت على الحصول على وظيفة كيف سأستمر وأنا أقضي النصف ساعة بالاستنجاء والنصف الآخر بالصلاة، حتى صديقاتي لاحظن الأمر ويسألن لمَ كل هذا التأخير أصبت بالحرج
الآن بعد الوسواس أنا أولاً امسح بالمنديل قبل قضاء الحاجة لكي تزيل الإفرازات وبعد قضاء الحاجة أرش الماء دقيقة أو نصف دقيقة وبعدها أستخدام يدي في حال تطاير الماء أقول أنهُ بعد انفصال النجاسة، لكن في خارج المنزل أستخدم الإفرنجي ولا أعلم هل الماء يصل بين الثنايا أثناء الرش أم لا لأني أخاف من عند وصوله ويتطاير الماء ويكون نجسا، بعدها أستخدم يدي ويحدث دائماً تطاير للماء بسبب ملابس الدوام غير المُريحة
أنظف بين الثنايا وفتحة المهبل وبعدها أمرر إصبعي أحياناً تخرج الإفرازات من شدة الفرك بين الثنايا وأيضاً عندما أنتهي من التنظيف بين الثانيا أنا لا أجد شيئاً واضحاً كالمادة اللزجة ولكن المنطقة نفسها دهنية فأشعر بإصبعي دهنية فيزداد الأمر حيرة، الآن أريد أن أقلص الوقت لا بأس عندي لو مكثت في الحمام 5 إلى 7 دقائق فهو زمن معقول بالنسبه لتأخيري مع أن جميع من أعرفهم يحتاجون إلى دقيقتين أو أكثر بقليل ويخرجون
سؤالي هل إذا مسحت بالمناديل لكي أنظف المكان من الإفرازات وبعدها قضيت حاجتي ورششت الماء واستخدمت يدي وغسلت بين الثنايا وفتحة المهبل مع أني لا أتيقن سريعاً أنه نظف فأنا دائما أشك في نظافة المكان، المهم وبعدها جففت المكان تماماً عندي سؤال هنا إذا الحمام أفرنجي فأنا أحتاج للوقوف للتنشيف فبسبب ملابس الدوام لا أقدر على التنشيف وأنا جالسة فبطن البنطلون دائما غير واسع وبعدها رششت الماء ونشفت تنشيف طبيعي وخرجت هل هذا يكفي ؟
فقط فكرة واحدة تُخيفني أن بعد هذا كله لا أجدني مقتنعة بأني طهرت من الإفرازات.
أتمنى من الله أن ألاقي الحل عندكم فأنا لم أعد أطيق هذا الوسواس
10/11/2020
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته يا "وجدان"، وأهلًا بك وسهلًا مرة أخرى في موقعك
من الخطر اتخاذ الموسوس لاستراتيجيات معينة يخالف ما عليها الناس لأجل التحكم بوسواسه، فليست هذه الاستراتيجيات إلا طقوسًا تعزز وسوسته. لا يوجد يا "وجدان" أحد يمسح بالمنديل قبل أن يقضي الحاجة، وإنما يكون المسح بعد قضائها!
ثم إنك مهما حاولت فلن يصبح المكان كالجلد الجاف، ذلك لأنه غشاء مخاطي دائم الرطوبة، وقطعًا سوف تتأذين صحيًا إذا بقيت تحاولين تجفيفه وإزالة الرطوبة التي عليه! يكفي ألا تري جرمًا للمفرزات، ثم رشي المكان وانتهى الموضوع، وإن احتاج الأمر إلى اليد لإيصال الماء إلى الثنيات فمرريها سريعًا أثناء رش الماء. هذا كل ما في الأمر.
عدم شعورك باكتمال أفعالك في الاستنجاء والصلاة وغيرها، جزء من أعراض الوسواس لديك، إذن هو حالة غير طبيعية؛ ولم يتركها الفقهاء دون بيان حكمها، وملخص الحكم هو: (أن تتابعي العمل على أنك قد قمت بالواجب فيه).
إذا تبولت ومسحت ثم رششت الماء، قومي ولو شعرت أن المكان لم يتنظف من المفرزات
إذا كبرت ونسيت هل كبرت أم لا؟ تابعي الصلاة على أنك كبرت. إذا قرأت الفاتحة ونسيت، تابعي صلاتك على أنك قرأتها. إذا سجدت ونسيت، تابعي على أنك سجدت، وهكذا....
هذا ما يسميه الفقهاء (البناء على الأكثر) أي: يشك هل صلى ركعة أم ركعتين؟ فيبني عمله على أنه فعل الأكثر، ويقول: صليت ركعتين. يشك: هل كبر أم لا؟ يبني على أنه فعل الأكثر أي على أنه كبر. وهذه أيضًا طريقة العلاج السلوكية للوسواس (التعرض للمثير مع عدم الاستجابة). المثير: الاستنجاء مثلا. تتعرضين لمثير الوسوسة فتقومين بالاستنجاء، فيأمرك الوسواس بالإعادة لعدم شعورك بالطهارة، فلا تستجيبين لذلك وتقومين. مثير آخر: التكبير: تتعرضين للتكبير ببدئك للصلاة، فيثير التكبير الوسوسة والشك لديك: هل كبرت أو لا؟ فلا تستجيبين وتتابعين عملك على أنك كبرت، إلخ....
ذلك أن الموسوس لا يشك إلا إذا قام بالفعل، أعني: إذا شككت هل سجدت أم لا؟ فاعلمي أنك سجدت، لأن الموسوس لا يشك إلا بعد أن يفعل! هل قرأت؟ نفس الشيء. هل زالت المفرزات؟ نعم زالت...
واقرئي من فضلك:
منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري9
يعيش الإنسان ويرى العجائب في هذه الحياة! ومن ضمن العجائب التي نراها: الوسوسة التي يقوم صاحبها بالفعل ولا يشعر أنه قام به! بينما هو على أرض الواقع قد وقع فعلًا!! والحل الوحيد ألا يعتمد الموسوس على أفكاره ومشاعره، بل يعتمد على قواعد ومعطيات عقلية:
- إذا كان المسح والرش وإمرار اليد الخفيف على الفرج كافٍ في طهارة الناس، فهذا يعني أنه كافٍ بالنسبة لك، امسحي بعد التبول، ورشي ومرري يدك بين الثنايا بشكل خفيف وقومي حتى إن شعرت أن النجاسة ما زالت موجودة.
- إذا كان الموسوس علميًا لا يشك إلا بعد أن يقوم بالفعل، فهذا يعني أن عليك أن تتابعي الصلاة حتى لو لم تشعري بأفعالها...، حتى لو سلمت وأنت تشكين في كل أفعالها...، شيء مزعج ألا يشعر الإنسان بصلاته وألا يتمتع بأدائها، لكن ماذا نفعل؟ إنه مرض نرجو الأجر عليه. وعدم شعورك بتمام الصلاة لا يعني أنك لم تنالي الأجر عليها، شعورك شيء، والواقع شيء آخر! أسأل الله لك الشفاء ولكل موسوس حزين متعَب
أخيرًا: لا يلزم تنظيف الأنف قبل الوضوء، بل الاستنشاق والاستنثار أثناء الوضوء سنة وليس فريضة، كما أن تقشير جلد الشفة وغيرها لا علاقة له بنواقض الوضوء، ووضوؤك باقٍ على صحته.
أعانك الله يا بنيتي وعافاك.