ضياع وتشتت عن طبيعة ما أمر به
الموضوع بدأ من طفولتي حيث كنت ولا زلت عاني من اضطرابات نوم عدا أني لم ألحظ أي شيء حتى سن 13 سنة حين كسرت مرآتي وحاولت الانتحار وهدأت بعدها.
عندما وصلت المرحلة الثانوية وبدأت تنتابني انهيارات نفسية عديدة ومحاولات انتحار متكررة بشتى الطرق (آلات حادة، أدوية، الغرق) رافقها انسحاب بشكل ملحوظ من المجتمع حيث قطعت علاقاتي حتى مع أقاربي، وانعزلت مع أني كنت اجتماعية جداً وكان لدي العديد من العلاقات الاجتماعية الجيدة، وكنت أؤذي جسدي بآلات حادة، ولديَّ خيالات جنسية مُشوَّهة أحياناً يرافقها إحساس بالمتعة لا متناهي وأحياناً أشعر بالتقزز والخزي من ذاتي مع شعور بالذنب.
مع العلم أني تعرضت للتحرش الجنسي من أقاربي في طفولتي ومراهقتي بشكل متكرر، كما أن نظرتي لذاتي تشوهت أيضاً فأنا أرى أني لا استحق العيش وأني لا أنتمي لهذا المكان وأني سبب تعاسة والداي وإخوتي، وأتحسس من وجود الناس ونظراتهم لي وأتعتقد أني مراقبة وذلك يجعلني في حالة من القلق والتوتر والتأهب الدائم، وأشعر أن جميع البشر بلا استثناء يكذبون عليَّ، وبعد كل ذلك قررت أني لست بحالة طبيعية، وبدأت أقرأ في محاولة مني لتحديد وضعي لكني لم أصل لحل.
تخرجت من الثانوية وبعدها لاحظت تغيُّراً حاداً في المزاج في ذات اليوم الواحد، فمن الممكن أن أكون طبيعية وبعدها بساعة أكتئب بشكل حاد وتنتابني ذات الأفكار الانتحارية، وازداد الوضع سوءً حيث أني أحياناً أرى أني طبيعية وأني أبالغ (دراما) ليس إلا، وأحياناً أكون تعبانة بشكل لا يحتمل وكل ما أفكر فيه هو الموت، وأفكر أن أنسحب من الجامعة وأن أنعزل عن البشر بشكل تام أو أشعر أني أحتاج المساعدة بشدة بسبب كوني لا أستطيع احتمال العيش أكثر، ومع كل تغيُّر في المزاج كل شيء يتغير حتى نظرتي لذاتي وللحياة وأفكاري وكأني شخص آخر تماماً.
إذن فأنا أتقلب بين حالين هما:
1- أكون في حالة طبيعية، مرحة جداً وأتحرك كثيراً بشكل ملحوظ، أرقص وأضحك وأرى أني أسعد وأجمل إنسانة وأني محظوظة وملامحي جميلة وجسدي وطولي مثالي، وأرى مستقبلاً باهراً بوظيفة وراتب واستقلالية، وأرى أني ناجحة بشكل عام وأني ذكية، وأنه يفضلني الناس عن أي شخص آخر، وأرحب بتواجدي حول الناس بكثرة ولا أحتمل البقاء لوحدي.
2- لا أستطيع التحرك من سريري إلا لحاجة ملحة مثل الذهاب لدورة المياه، أفعل العادة السرية أكثر من مرة، مع بكاء متكرر، أرى أني قبيحة وفاشلة ومهما فعلت لن أصل لشيء، وأنه لن يكون هناك شخص يمكن أن يحتملني أو يحبني، وأرى أن جسدي قبيح لدرجه رغبتي في تشويهه، وأعتقد أن ملامحي مشوَّهة، وأني لن يكون لي أي مسقبل سوى أن أموت، ومبادئي في الحياة تتغير وأستبيح كل مكروه، وأنفر من تواجد البشر حولي.
مع العلم أني ربما أمر بكل هذا في يوم واحد.
هذا كلُّه في كفة واضطرابات النوم وفرط الحركة في كفة، فأنا أحياناً أُكمِلُ يومين بلا نوم وأحياناً أنام ما يقارب 18 ساعة، وإما أكون فَرِطَة في الحركة أو أكون خاملة لدرجة يصعب علي معها القيام بروتيني اليومي.
وحين أكتئب بشكل خاص أُهمِلُ نفسي بشكل مُقزز لدرجة أنه من الممكن أن أكمل أسبوعين دون أن أستحم أو أغسل ملابسي أو أسناني أو أرتب غرفتي، مع أنه معروف أني شديدة النظافة لدرجة الوسواس والخوف من الجراثيم.
وأعاني أيضاً من قلق شديد حتى أني لو كنت في مكاني لوحدي أكون متأهبة لدخول أحدهم فجأة، وأحياناً أقلق من وجودي حول الناس، وأحياناً أقلق بشدة على موضوع أو مشكلة يكون حلها شديد البساطة ولا يحتمل التعقيد أو القلق.
وأعاني من أحلام جنسية بشكل مقزز، فمرَّة حلمت بشخص يتحرش بطفلة جنسياً واستقيظت فزعة ومتقززة، ومرة أخرى حلمت أني وشخص أصغر مني سناً نفعلها (وكأني كنت أًجبِره) واستقيظت مستمتعة.
أعاني من تشتت شديد ونسيان بشكل ملحوظ، ومع الوقت ومرور السنين ازداد الوضع سوءً فلم يعد باستطاعتي قراءة كتاب مع أني محبة للقراءة وكنت أقرأ بنهم، وبعض الألعاب التي تتطلب حركة أو سرعة بديهة لم أعد أستطيع لعبها كالسابق، ومن الممكن أن أسأل الشخص ذات السؤال في الساعة ثلاث مرات بسبب نسياني الشديد.
لدي انعدام ثقة في الناس، دائماً أظن أن البشر سيغدرون بي، حتى نفسي أحياناً لا أثق بها حيث أتخيل لو أني نمت نوماً ثقيلاً فمن الممكن أن تتكلم نفسي وتبوح بصوتٍ عالٍ عمَّا أمرُّ به وما أشعر به.
علاقتي بوالدي ليست جيدة، ومنذ طفولتي كنت أفكر في الهرب دائماً، وعندي خيال يتكرر بشدة حول كوني أعيش لوحدي في مكان خالي من البشر بشكل تام وأكون مرتاحة نفسياً، ومع ذلك فأنا دائماً أخاف من ترك الناس لي وحيدة حتى أنه من الممكن لو عملي شخص "unfollow" في موقع من المواقع أتأزم نفسياً وممكن أبكي لأني تعلقت به، وليس لديَّ أدنى تفسير لهذا التناقض بين كوني أريد أن أنعزل عن الناس وكوني لا أستطيع احتمال فكرة تخلي الناس عني.
أنا أيضاً أحب أن أكون محطَّ اهتمام الكل لدرجة أني لو وجدت فتاة أو شخص أفضل مني أو أخذ الأضواء مني فمن الممكن أن أحاول أذيته بأي طريقة ممكنة (تشويه سمعة أو ضرب أو تكريه الناس المحيطين به فيه) في حين أني أريد أن أكون لامرئية بحيث لا ينتبه لي أي شخص.
شيء آخير هو أني لست متأكدة مما إن كانت لديَّ نزعة عنف، إلا أني دائماً ما أتخيَّلُنِي أضرب شخصاً حتى تتهمش جمجمته بين يدي أو أحاول حرقه أو قتله بطريقة بطيئة ليتعذب بدون أن أتقزز من المنظر، وغالبا ما يكون هذا الشخص هو من تحرش بي في طفولتي أو شخص حاول أذيَّة إخوتي أو شخص ظلمني.
والآن أعاني حيرة شديدة بين أني طبيعية وأغلب الناس مثلي ويشعرون ويتخيلون كما يحصل معي، أو أني أعاني من مشكلة وأحتاج لزيارة طبيب نفسي... حتى هذه اللحظة أشعر بالتيه والضياع، وهذا شعور مؤرق حتى أني فقدت القدرة على اتخاذ القرارات والقدرة على التمييز بين الأخطاء، وأشعر أن ما كتبته مبالغة وأشك في إن كان هذا حقاً ما يحصل معي (من الممكن أنه مجرد وهم).
19/11/2020
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
تفصيل الأعراض الطبنفسية أعراض موجبة
Positive Symptomsلا توجد إشارة إلى وهام أو هلاوس.
أعراض سالبة
Negative Symptomsأعراض سالبة بصورة دورية تتوازى مع الحالة الوجدانية.
التوازن الوجداني
هناك عدم توازن وجداني ونوبات اكتئابية طويلة ونوبات نشاط وحيوية قصيرة جدا..
الفعالية المعرفية
لا توجد إشارة إلى تدهور الأداء المعرفي.
سلوكيات
إيذاء النفس المتعمد بصورة متكررة.
تاريخ طبي Medical History اضطرابات طبية لا يوجد. التاريخ الطبنفسي
Psychiatric Historyاضطراب مزمن منذ بداية أعوام المراهقة.
التاريخ الشخصي
صدمات Trauma
تاريخ تحرش جنسي.
تأزم عائلي
Family Conflictsتأزم عائلي مزمن.
تاريخ مهني Employment
طالبة.
تاريخ علاقات حميمية
Intimate Relationshipsلا توجد إشارة.
تشخيص طبنفسي محتمل:
اضطراب الشخصية الحدية.
عدم التوازن الوجداني مرتبط باضطراب الشخصية الحدية وربما قد يصل إلى عتبة تشخيص اضطراب الثناقطبي الثاني.
توصيات الموقع
ما تعانيني منه هو اضطراب الشخصية الحدية المزمن وقد طال أمره. يتعافى البعض من هذا الاضطراب تلقائيا خلال بضعة أعوام ولكن درجة شدة الأعراض المشار إليها في الرسالة عالية٬ ولا مفر من مراجعة طبيب نفساني.
هناك الحاجة إلى عقاقير للسيطرة على التوازن الوجداني٬ والأهم من ذلك التوقف عن إيذاء النفس والدخول في عملية علاج نفساني مع معالج نفساني له خبرة في علاج اضطراب الشخصية الحدية قد لا تقل عن عام واحد استناداً إلى توصيات الطبيب النفساني الذي سيشرف على علاجك.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
مقالات عن اضطراب الشخصية الحدية