أشعر بالاختناق والاكتئاب… الانتحار
سأشرح لَكُم قِصَّتِي بالتفصيل، وآسف للإطالة عليكم.
منذ فترة دُخُولِي للمرحلة الثانوية بدأت أكره الدراسة يومَا بعد يوم، بالرغم من إِرْغَام عائلتي عليها وإرغامي لنفسي، ولكن مع ذلك لا أستطيع الدراسة بسبب أن هذا الشيء أَكْرَهُه وليس نابِعًا من نفسي. وبالتالي عندما وصلت للمرحلة الثانوية الأخيرة والتي أَدْرُسُها في هذه الفترة لم أستطِع أن أَدرُسَ شيئًا بعد تَسْجِيلي في مؤسسة تعليمية منذ شهر تقريبًا، وأنا بالواقع لا أستطيع أن أرفض قرار التَّخَلِّي عن الدراسة، ولا أُرِيدُه في نفس الوقت، ولكن الخوف من عائلتي هو الهَمّ الأكبر.
أكتب لكم هذه الكلمات وأنا لديَّ مشاعر الاكتئاب والهَمَّ والحزن. فعلِيًّا أنا لا أُظهِرُ هذه المشاعر لأيِّ شخص، فأَبْدُو كشخص طبيعي عند التَّحَدُّث مع عائلتي وأصدقائي وأقربائي. وأضحك أحيانًا، ولكن في نفسي حزن كبير وحُرْقَةُ قَلب، أضحك غَصبًا عَنِّي لكي لا يشعر أَحَدٌ بالحالة التي أَمُرَ بها.
ما أريده حاليًا هو الهروب إلى مكان بعيد عن أي شخص أَعرِفُه، وعن عائلتي وعن الجميع. وأُفَضِّل السفر إلى خارج الدولة لكي أعيش حياة جديدة عَمَلِيَّة لَعَلِّي أتخَلَص من هذا المَرَض، ولكن هذا الأمر يبدو مستحيلًا لأنَّني أريد الهروب، أعني مستحيل أن تَدَعَنِي الحكومة أسافر لوحدي دون عِلْم عائلتي أو أحد. ولذلك أنا الآن ليس لدَيَّ سِوَى حَلٍّ واحد وهو الانتحار، وفِعلِيًّا اتَّخذت القرار الفعلي بالانتحار بسبب عدم قُدرَتِي على الهروب من عائلتي أو السفر خارِجًا والعَيْش فيي حياة جديدة بمفردي لِعَدَم تَحَمُّل التكاليف. تاريخ 2021/7/17 قرَّرت أن يكون هو آخر يوم لي على قَيْد الحياة، لا أدري لماذا اخترت هذا التاريخ بالظبط، ولكن اخترت تاريخًا بحيث أكون فيه قد بَرَّأْتُ ذِمَّتِي وقُمْتُ بحل مشاكلي الدينية، وبعدها التخلص من هذه الحياة.
لو أنَّكُم استطعتم إيجاد حَلٍّ لي لالسفر خارج البلاد أو الهروب والعيش بمفردي، لأَقْلَعْتُ عن فكرة الانتحار، أو إذا استطَعْتُم فقط إِقْنَاعِي بنسبة 10% فقط بعدم الانتحار لَسَوفَ أُقْلِعُ عن هذه الفكرة. غايَتِي الأساسية هي التَّخَلُّص من كل المشاكل، إمَّا بالهَرَب بعيدًا أو بالموت.
آسف لِطُولِ الحديث، ولكن أُقَدِّر ما تريدون فِعلَهُ لي.
شكرًا لكم.
20/6/2021
رد المستشار
شكراً على رسالتك.
لا يستطيع الموقع ولا غيره إقناعك. وبَدَلاً من تَحَدِّي الأخرين وابتزازهم عاطفياً، عليك أن تُواجِه التَّحَدِّيات التي تُواجِهُك وتَسعَى إلى تطوير نفسك عاطفياً ومَعرِفياً.
الأسلوب الصِّبْيَانِي الذي تستعمله في الوصول إلى غايتك يَعْكِسُ شخصية بعيدة عن النضوج، وأَبْعادُها عُصابِيَّة انفعالية. الإنسان الذي يُفَكِّر بالانتحار لا يُراسِلُ مَوقِعًا، ويَمْضِي بمُخَطَّطِه، ولا يُعلِن على المَلَأ مَوْعِد رَحِيلِه. لذلك خطوتك الأولى مراجعة نفسك، فـأنت غير مُؤَهَّل للعَمَل ولا للهجرة.
الهجرة والاغْتِرَاب عَمَلِيَّة شاقَّة تحتاج إلى مجهود كبير، وأنت لا تزال طفلاً بالتَّعْرِيف القانونيً. أحد سِمَاتك هي الكسل كما هو واضح في رسالتك وتعترف به، وإن فكَّرت بالرحيل إلى بلد ما فَتَأَكَّد أن الفشل مَصِيرَك.
راجِع حياتك، واسعى إلى تطوير نفسك، ولا تتحدث عن اضطراب نفسي فأنت لا تُعانِي من الاكتئاب ولا غيره.
هَدَاكَ الله.