تعبت من التفكير. كيف أُطَمْئنها؟
السلام عليكم. أعلم أنَّه وَرَدَكُم الكثير مثل سؤالي، ولكنّي فعلاً فعلاً أحتاج لجواب جازم لاستفساري.
لديَّ أخت عمرها ١٨ عامًا، صارحتني يومًا ما أنَّها كانت تنزل عليها إفرازات كثيرة وتُضايِقها، وكانت تشعر بها وهي تنزل، ولذلك كانت تقوم بِوَضْعِ يَدِهَا على المنطقة الحسَّاسة من وراء الملابس وتُحَرِّكُها لتُزِيلَ الإفرازات عنها، وهي لا تعلم هل كانت تتعَمَّق بحركة يَدِها أم لا، وكانت تفعل هذه الحركة كثيرًا. وفي أحد الأيَّام عندما ذهبت للحمام نزل دمٌ كثير، ولم يَكُن على ملابسها أي قَطْرَة دَمّ، ولم يَكُن مَوْعِدُ الدَّوْرَة الشهرية.
وعندما صارحتني تقول أنَّها لم تَعُد تتحَمَّل التفكير في هذا الموضوع، وتُريد الذهاب للطبيبة للاطمئنان. وعندما ذهبنا إلى طبيبة نسائية أرادت الكشف عليها، ووجدت إفرازات كثيرة، وأَتَت بِعُود مثل عُود الأُذُن لِتَأْخذ عَيِّنَة من الإفرازات الموجودة على الفرج لأنَّها كانت ظاهرة وواضحة، ولكن أختي كانت تتحَرَّك كثيرًا وتُغلِقُ أَرْجُلَها في أثناء أخذ العَيِّنَة. وبعد ذلك أرادت الطبيبة رؤية الغشاء، ولم تسَتِطِع بسبب حركة أختي الكثيرة وخوفها وتوَتُّرها.
وبعد ذلك قالت الدكتورة "يجب أن أُدخِلَ إِصْبَعِي من فتحة الدُّبُر لِأَرى الغشاء"، وفعلت ذلك وما زالت أختي تتحَرَّك كثيرًا, وبعد ذلك انتهت وقالت "ما عندها شيء"! ولمَّا سألتها هل رأت الغشاء، قالت "نعم، وما فيها شيء"، سألتها "كيف استطعت رؤيته وهي تتحرك كثيرًا وتُغلِقُ أَرجُلَها؟!" قالت "هذا عَمَلي"، وسألتها "ما سبب الدَّم تلك المرَّة إذًا؟" قالت "رُبَّما جَرَحَت نفسها أو شيء من ذلك".
سؤالي الآن: هل كلام الطبيبة صحيح؟ هل فعلًا استطاعت رؤية الغشاء رغم الحركة الكثيرة وعَدَم تعاون أُختي معها؟! هل الفحص من الشَّرج أو عُودِ الأذن يمكن أن يكون أَثَر على الغشاء، رغم أنَّ أختي لم ترى دَمّ بعد الفحص، ولكن شعرت بآلام خفيفة؟! وما سبب رؤية الدم عندما كانت أختي تُزِيل الإفرازات بِيَدِها من وراء الملابس؟
أرجوكم طمئنوني، فهي فتاة بمرحلة المراهقة، وتُفَكِّر كثيرًا، وتَثِقُ بي كثيرًا فأنا أختها الكبرى، وتَثِق بكلامي كثيرًا. وأنا حقًّا أريد أن أُطَمئنها، ولكن لا أعلم، فأنا في حِيرَة من أمري. وكذلك لا أستطيع أن آخذها لطبيبة أخرى لِتَفْحَصها؛ فَهِي لن تتعاون وستُكَرِّر نفس الخوف والتوتر أثناء الفحص.
أرجوكم طمنئوني ولا تُهمِلُوا رسالتي، فأنا أعرف أنَّ الرسائل من هذا النوع تَرِدُكم كثيرًا وتعَوَّدْتُم عليها، ولكن خُذُوا رسالتي بِجِدِّيَّة لِأَسْتَطِيع طمأَنَتَها.
لكم كل الشكر مني
وجزاكم الله خيرًا.
23/6/2021
رد المستشار
شكراً على رسالتك.
هذه الاستشارة مُتَكَرِّرَة عشرات المرات، وإذا كانت طبيبة فَحَصتها ولم تستَطِع زَرْع الطمأنينة، فلا أَظُنُّ أنَّ إجابة الموقع ستفعل ذلك. السبب قد لا يعود إلى عَدَم قناعة الأخت الفاضلة بالإجابة، وإنَّما إلى شخصيتها ووجود مشاكل أخرى في حياتها وأزمات لا تَقْوَى على التعامل معها.
خرافة الغِشاء تُساعد البعض على إزاحة أزمات أكثر أهمية، في حِين أنَّ الشَّك في العُذرِيَّة رواية وخُرافة لا تنتهي.
غشاء البكارة ليس بخُيُوط عنكبوت يتم فَضُّها بسهولة، وإنَّما عن طريق عملية جنسية اختراقِيَّة. كذلك غالبية النَّزْف الذي يحدث في أول ممارسة جنسية مَصدَرُه غِشاء المِهْبَل، وليس تَمَزُّق هذا الغشاء.
خير ما تفعَلِيه هو أن تقولي لها بِصَرِيح العبارة أنَّ هذا هو الجواب، ولا استعداد لكِ للحديث عن خُرَافة تمَزُّق غشاء البكارة مرة أخرى. وعليها أن تتحدَّث بصراحة عن أزمات نفسية أخرى تُضايِقُها.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
وسواس قهري البكارة: وسواس الغشاء