السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة متزوجة ولديَّ أطفال، زوجي رجل فاضل وأحبه، لكن المصيبة أني وقعتُ في حب شابٍّ يصغرني بسنوات، وأحبَّ كلٌّ منَّا الآخر!
حاولنا الانقطاع لكن لم نستطعْ، وما زال الحال كما هو!
زوجي إنسان طيبُ القلب، ولا يستحقُّ مني هذا، مع أني واللهِ حاولتُ لكن دون جدوى، فهذا الأمر أقوى مني.
الحمد لله لم نتجاوز الخطوط الحمراء في كلامنا، ولكن مجرد أن نكونَ في هذا الوضع فهو خطأ.
مِن داخلي أشعر أن هذا الإنسان يُشبهني ويقاربني في التفكير، بل أشعر أنه جزءٌ مني! على عكس زوجي الذي أختلف معه في الذوق والتفكير وأمور أخرى.
لا أعرف ماذا أفعل؟ فقد حاولتُ أن أقاطعه ولم أُفلحْ، والآن سأعود إلى عملي معه وأراه يوميًّا، ولا يُمكننا تغيير مكان عملنا،
ويعلم الله أني أخاف أنْ أرتكبَ إثمًا، فماذا أفعل؟!
05/09/2021
رد المستشار
أولا أنا أحترم مشكلتك وأشعر كيف أنك متألمة أنك في هذا الوضع والصراع النفسي بين ضميرك اليقظ وقيمك الدينية من ناحية وبين مشاعرك التي توجهت نحو شخص آخر من ناحية أخرى. محاولتك قطع هذه العلاقة وذكر محاسن الزوج أمر يستحق التقدير أيضا.
ربما هذا الموقف الذي أنت فيه يثير عدة تساؤلات هل أنت مسؤولة عن مشاعرك وعاطفتك؟ وهل ما بينكما حب أم إعجاب بشيء لم تجديه في زوجك؟ وهل تعتبر هذه خيانة؟ أم مشاعر عابرة زائدة مع فترة زاد فيها الشعور بعدم الرضا عن حياتك الأسرية؟ وماذا سيكون الحال لو عرف الزوج؟ هل ستشعرين بخسارتين وقتها (زوج محبط أسرة قائمة) والشاب الذي تعلقت مشاعرك به؟ أم ستزداد حيرتك؟.
المشاعر التي تغمر الإنسان لها قوة وتأثير في تحريك سلوك الإنسان في بعض المواقف. لكن عليك أن تعرفي شيئا مهما وهو أنك ربما أطلقت المساحة لمشاعرك أن تنمو في هذا التواصل مع الشاب ومع ذلك إن بقي الأمر في قلبك وإحساسك فأنت غير مسؤولة ولا مذنبة، فنحن مؤاخذون بتصرفاتنا وأفعالنا وليس مشاعرنا.
كونك حاولت قطع هذا التواصل هذا يعني أنك حسبت مكاسب وخسائر استمرار هذا التواصل ووجدته غير مجد ولا فعال وقد يسبب مشكلات أخرى لكن تبقى المشكلة كيف تنجح محاولاتي القادمة؟
- عليك ألا تحاسبي نفسك عن مشاعرك ولكن حاسبي نفسك على تصرفاتك وأفعالك.
- لا تحاولي تجنب هذا الشاب في أي مكان يتواجد فيه ولا تسلطي نظرك عليه أو تعامليه بتقدير زائد وعامليه كزميل عادي عند الضرورة حتى لو كان لمشاعرك حديث آخر.
- عندما يخطر على بالك هذا الشاب فكوني واعية بأنها مجرد أفكار ومشاعر ترتبط بشخص فيه مميزات جيدة لأي امرأة وفتاة وليس بالضرورة أنت فقط الذي أعجبت به وقتا ما أو في ظروف وسياق محدد. وجربي أن تتحملي الأفكار وإلحاح التواصل معه لأطول فترة ممكنة.
- من المحتمل أن يكون لديك إحساس ما نحو أي شخص مميز ولكن ليس بالضرورة حبا وتعلقا عاطفيا ويبدو ذلك من (الحمد لله لم نتجاوز الخطوط الحمراء في كلامنا) وأحيانا عندما نتحدث لمن يقدرنا ويعجب بنا نشعر برضا عن أنفسنا وتقدير لذواتنا، كذلك الأمر يحدث للرجل ولا يعني هذا الوقوع في إثم وذنب عظيم لكن هذا الخوف الذي بداخلك إنذار هل لو استمر التواصل يمكن أن لا نسيطر على أنفسنا؟ هل الأفضل تصحيح الموقف مبكرا؟ ومن يخشى الوقوع في الخطأ أعتقد أنه بعيد عن الوقوع في الخطأ، لكن لأن هذا الأمر حساس كونك متزوجة ولديك أولاد وثقافتنا وقيمنا لا تحتمل التجاوز في العلاقات فالأفضل ملء حياتك أكثر بواجباتك ومهامك والتركيز عليها بما فيها الزوج والأولاد ولا تعقدي مقارنة بين زوجك والآخرين.
- حاولي عند عودتك للبيت كتابة المهام المطلوبة منك نحو البيت والأولاد والأقارب والأصدقاء.
- إن حدث تواصل بينك وبينه فعودي لاستكمال مهامك اليومية وحياتك الأسرية. ولا تفكري كثيرا فيما حدث سوى أنه غير مناسب وغير مقبول اجتماعيا ودينيا وسيأتي وقت وتنطفئ جذوة هذه المشاعر أو يحدث تغيير في حياتك للأفضل مع زوجك أو هو يرتبط بأخرى.
- لا تتحدثي مع أحد في هذا الأمر سوى مختص يساعدك على ترك هذا التواصل.
بالتوفيق والسداد