السلام عليكم ورحمة الله / .........................
أنا موظفة، ولكثرة إجازاتي –بلا راتب- بسبب الحمل والإنجاب -سيتأخر حصولي على التقاعد كما ينص القانون عندنا فسنوات العمل الفعلية لدي 10 سنوات بينما قانون التقاعد ينص على أن تكون سنوات العمل 20 عاما، للنساء أو وصولهن لسن ال45 - هذا إذا كان فعلا -ما ينص عليه قانون التقاعد المعطل عن التنفيذ لأسباب لا يعلمها الموظفون المعذبون في الأرض، فما عاد عندي طاقة للاستمرار وما عاد عندي رغبة للعمل / وسني الآن 40 .... وعاجزة فعلا عن الاستمرار.... وما يزيد في رغبتي في ترك العمل هو أنني لست بحاجة للراتب فطوال هذه السنين زوجي هو من يصرف علي ويتحمل كل المسؤوليات المادية - جزاه الله عني كل خير- تسألون وماذا أفعل بالراتب.....أقول لكم أني أصرفه في أعمال الخير ولله الحمد وأساله الإخلاص والقبول لا أكاد أبقي لنفسي منه شيئا، الآن أسأل نفسي هل فعلا أنا مضطرة لأفعال الخير هذه وهل من كان يستفيد من راتبي هو فعلا سيضيع بعده؟؟
هل أنا مضطرة للاستمرار في دوامة الإرهاق والقلق....بسب متاعب العمل ومشاكله... هل أبيع ما تبقى لي من أعصاب من أجل الراتب... الإرهاق وعدم الاقتناع بالاستمرار في العمل والذي لا أرى نتائج إيجابية له سوى الراتب " يفرضان علي أن أقدم استقالتي ودون تردد....
زوجي يقول لي: والحياة تغيرت كثيرا في بلدنا حتى أصبحنا نحن أغراب فيه لعلنا في المستقبل نحتاج لراتبك... لعل الأولاد يحتاجونه/..........
الآن نحن في سعة وزوجي كريم وأنا اقتصادية جدا ولا أميل للتسوق، ربما لم أنزل السوق من ستة أشهر، ولست اجتماعية فلا أنفق على المجاملات الآلاف كما تفعل الكثيرات ....
لست من هاويات السفر ولا السهرات...
لا أحتاج لمال كثير لأعيش. كل ما أريد أن أضع رأسي على وسادتي دون أن أعد كم ساعة سأنام، لحين يؤذن الفجر، أنا مرهقة وتواجدي في العمل من 7- 1والنصف ظهرا - أصبح أمرا مرهقا جدا جدا نومي قليل / وإرهاقي وصل مدى "عدم القدرة على الاستمرار أو العطاء" أصبح من الصعب جدا أن أكون مطلعة على أحوال الأولاد، يصعب علي التوفيق بين العمل ومشاغلهم ....وخمس سنوات بقيت لي لأستحق التقاعد.... فهل أستقيل أم لكم رأي آخر.... محبتكم
ميم كاف
28/05/2005
رد المستشار
ابنتي العزيزة
بالفم المليان.... استقيلي... نعم استقيلي وارتاحي وتابعي أبنائك وبيتك وزوجك
ولكن بخطة زمنية
ولنحلل ما قلت كلمة كلمة وسطرا سطرا
تعبت من العمل ومللت الروتين اليومي من خروج في السابعة وعودة في الواحدة وما يترتب على ذلك من جهد في ترتيب وظائف المنزل وطلباته وما تفقديه بذلك من علاقات بالأولاد وبنفسك لم تستعملي يوما راتبك في الإنفاق المنزلي – بارك الله لك في زوجك وأطال عمره وأدام فضله وكنت تنفقيه لوجه الله على أسر محتاجة وهذا ما يقلقك أن تقطعي عنهم هذا المدد...
للتغير الذي حدث في المجتمع لأول مرة يصيب زوجك القلق ويطلب منك أن تستمري في العمل لعلكما تحتاجان راتبك هذه هي كل النقاط أليس كذلك؟؟؟؟
دعيني يا ابنتي أقول لك: اعلمي أن الرزاق هو الله ذو القوة المتين فلا الأسر التي كنت تساعديها ولا أبنائك سيتأثر رزقهم بعملك أو بدونه.... وإن شاء الله ينطبق عليكم دعاء الملائكة اللهم أعطي منفقا خلفا..... وتكونون من الذين أقرضوا الله قرضا حسنا فيضاعفه لكم أضعافا كثيرة
إذن لماذا طلبت منك الاستقالة تبعا لخطة.... ذلك إننا لا نستطيع أن ننكر تأثير المرحلة السنية على تقبلك وتحملك للإجهاد.... وحالة الملل... والتوتر... أي كل هذا التغير الشديد متأثر بصورة أو بأخرى بتغير مستوى الهرمونات الأنثوية الذي بدأ منذ فترة وسيستمر إلى أن يقضي الله الأمر .... هذه ليست دعوة للشيخوخة...
هذا مجرد تفسير سيكولوجي للظاهرة التي تعيشيها..... فلو أمكنك أن تستشيري طبيب أمراض نساء... ربما أعانك ببعض العقاقير على تخطي العصبية والتوتر ويسهل عليك بعد ذلك تحمل السنوات الخمس الباقية ... هذا لأني أتصور أن أبناءك كبار وقد لا يحتاجون تفرغك الكامل...
إذا فشلت الحيلة الطبية فلا بأس من التقدم بالاستقالة وستحصلين على مكافأة وليس معاشا..... واهنئي بأيامك وزوجك وأولادك... فالعمل وسيلة للحصول على السعادة في البيت فإذا حصلنا عليها بلا عمل فهي الجنة بعينها
بارك الله لك في زوجك وأبنائك ومالك وعملك وحياتك... ووافيني بما يستجد