زمـــاننا أليم جداً فهل من حـــل..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكر لكم أعزائي القائمين على هذا الموقع مجانين وبارك الله بكم وجعل الله مثواكم الجنة إن شاء الله.
مشكلتي يا أعزائي تتعلق بزماننا وما ينعكس علي من جوانب نفسية عديدة، أنا شخصية متشائمة جداً (وحيد، منعزل، كئيب وحزين) أقضي معظم وقتي وحيداً منعزل تماماً عن كل ما حولي ونادراً ما أختلط بالناس وذلك بسبب التشاؤم الذي يدور حولي، فنحن الآن في زمان قل فيه الأصدقاء ومن الذين تثق بهم فمشكلتي الأساسية هي العزلة وعدم القدرة على الاختلاط بشكل كامل مع الآخرين، وذلك لأنني لم أجد فيهم من يتناسب مع الذي أريده وبكل بساطة فكل ما أريده هو شخصية تقدم لي كل احترام وتقدير ووفاء كي أبادلها الثقة ولكن مع الأسف لا يوجد جربت العديد من الأصدقاء ولكن لا فائدة..
ومشكلتي الأخرى هي أن أسرتي تريد مني أن أخطب بأسرع وقت وأنا من مخاوفي أن لا أمنح زوجة المستقبل ما تحتاج إليه من حب وأمان وطمأنينة، لأنني شخصية لا تثق حتى في زمانها فأنا قد حذفت فكرة الزواج مني نهائياً ولا أريد من هذه الحياة إلا رضا ربي وأهلي وقد اتخذت هذا هدفاً أساسياً في حياتي، فهل نمط حياتي هذا جيد أو لا أنا لا أعرف..
وأتقدم بالشكر الجزيل..
03/03/2006
رد المستشار
أهلاً بك يا محمد على موقعنا، وشكراً على هذه الدعوات الجميلة.. جعلها الله تعالى من نصيبنا جميعاً..
تعجبني مقولة "لو خَلِيَت خَرِبَت"، أي لو خلت الدنيا من أهل الخير ومن الناس الكويسين لخربت ولقامت الساعة، وهذا كلام صحيح ، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول :"لا تقوم الساعة حتى لا يُقال في الأرض الله الله" ، أي حين ينتهي كل المؤمنين ولا يبقى إلا الأشرار.. وبما أنه لم تقم القيامة بعد فهذا أكبر دليل على أنه لازال للناس الكويسين وجود في هذه الدنيا..
وهذا يتنافى مع نظرتك التشاؤمية التي ترى أنه قد قل وجود الأصدقاء الأوفياء.. لو بحثت جيداً لوجدت، ولكن لعلك تبحث عن الصديق الذي يأتي مطابقاً تماما للمواصفات القياسية التي تريدها في صديقك؟
لا يا عزيزي، هذا لن يكون، ولن أكرر ما قلته لابنتنا صاحبة استشارة: الحلم بالتحلم ..واحذري التطرّف، أخشى أن تكون نظرتك التشاؤمية وهذه الكآبة منسحبة على كل تفكيرك وفي كل مجالات حياتك، وهذا مؤشر خطير لأنه سيسلبك طاقاتك، وستجد نفسك بعد قليل تلقائياً في تفكيرك التشاؤمي السلبي، تماما كالذي لا يرى من فرص النجاح إلا العقبات..
ومن قال بأن فرص النجاح تأتي هكذا بدون تعب تجاوز العقبات، ألم تسمع بالمثل القائل: "لن تحظى بالعسل حتى تتحمل إبر النحل"؟؟ بل إنه لن يكون للنجاح طعمه الرائع إذا حققناه على برد الماء، بل كلما تعبنا في تحقيقه كلما ارتفعت سعادتنا حين تحقيقه.
يبدو أنك تعاني مشكلة في تكوين وتجديد الصداقات.. إليك بعض العناوين المساعدة في هذا المجال:
فن العلاقات: وعي غائب، وفريضة ضائعة
فن العلاقات: وعي غائب، وفريضة ضائعة مشاركة
ضعف الذكاء الاجتماعي والوجداني
كيف أكسب الأصدقاء؟
كيف نهزم الخجل ونحبُّ الأصدقاء!؟
كيف أكون محبوبا بين الآخرين؟
أخرج من الأبواب.. أو اكسرها !وأهم منطلق يجب أن تتبناه حين تحاول بناء علاقاتك الاجتماعية هي: تقبل الآخرين.. فالمثل يقول: احترم إذا شئت أن تُحترم ، وأنا أقول: تقبّل إذا شئت أن تتقبّل..
أما عن مشكلتك الأخرى وهي مشكلة الزواج، من الطبيعي أن يكون هذا هو موقفك من الزواج، فأنت لم تنجح بعد في إقامة علاقات اجتماعية ناجحة، بل تنظر للمجتمع بكل تشاؤم وحزن وكآبة، فكيف ستنظر لمشروع الزواج بتفاؤل وفرح؟؟
حين تتحسن علاقاتك الاجتماعية ستتغير نظرتك للزواج، وعندها يمكنك أن تُقدم على هذا المشروع بخطىً واثقة. ثم تقول أن هدفك من الحياة هو إرضاء الله وإرضاء أهلك، وهذا هدف رائع ولكنه يحتاج إلى وضع خطة ملموسة الخطوات وقابلة للتقييم لتحقيقه، علينا أن نفكر : ما الذي يرضي الله مني وأنا في هذا الموقع: ابناً، طالباً في الجامعة، عضواً عاملاً في المجتمع، ابناً في البيت، ........... الخ، تنظر ما الذي يرضي الله وتفعله، والحمد لله أن ما يرضي الله عز وجل ليس شيئاً واحداً بل هناك خيارات متعددة يأخذ منها الإنسان ما يتناسب مع قدراته وظروفه التي تمكنه من تنفيذه.. وفقك الله لتحقيق أحلامك وطموحاتك.. وتابعنا بأخبارك..