السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بداية لا أعرف إن كانت هذه المشكلة مشكلة سأبدأ بسرد الحكاية في شيء من الإيجاز حتى لا أطيل على سيادتكم ولدت في الإمارات وكنت أولى أبناء والدي الذي يعمل مهندس زراعي ووالدتي التي لا تعمل في الإمارات ولكن لها عملها في مصر تبعتني ثلاث فتيات عشنا في مستوى متوسط وأبي فضل أن نعيش معه في الإمارات وكان يوفر كل حاجياتنا تقريبا عشنا في منطقة شبه معزولة يسكنها مجموعة من الأسر متعددي الجنسيات وأكثرهم المصريين.
عقدت الكثير من الصداقات التي ارتبطت بها إلى الآن كنا نذهب إلى المدرسة في عناء إلى مدينة مجاورة لأن قريتنا لا يكاد يوجد فيها محلان لا غير وملعب وحديقة صغيرة كانت هذه متعتنا أثناء الإجازات ولكن سرعان ما كان أبي ينتقل إلى مدينة كبيرة ثم يرجع إلى تلك القرية الصحراوية ارتبطت بثلاث صديقات مصريتين وسودانية ولا تستغرب لانها كانت مصرية كبيرة حتى أن أهلها ظنوا أنها ولدت في مصر كنا نحن الأربعة في الإجازات في هذه القرية نقوم باختراع مشاريعنا الخاصة كبناء خيمة يجتمع فيها البنات للأكل وشراء الحلويات منا والسيارة الصغيرة التي قمنا بتصنيعها حتى نؤجرها وغيرها من الأشياء الكثيرة.
وكما يقولون لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن حدث شجار كبير بين عائلتي وعائلة الصديقتين المصريتين فقد كانا أخوات ورغم أني كنت متأكدة أنها وقيعة بين العائلتين ومن من؟؟ من أختي التي تصغر عني بأربع سنين والتي اعترفت فيما بعد بغلطتها بعد أن تباعدت الأسر وطبعا منعنا أهلنا من مكالمة أحدنا الآخر في حين أني متأكدة من الوقيعة ولكن لم أستطع أن اثبت شيء على أختي وفي نفس الوقت اضطر كل من في القرية للانتقال إلى مدن أخرى وألا يقوموا بقطع الكهرباء والماء بدون سبب وكنا في منتصف العام الدراسي نقلنا أبي إلى مدرسة أخرى حتى نكمل العام ونرجع إلى مصر منهم من ظل في الإمارات ومنهم من عاد لوطنه وكنت في الدراسة متفوقة ابلغ المرتبة الثانية أو الثالثة وأكثر من ذلك ولا أقل.
وانقطعت أخبار صديقتي السودانية أما الصديقتين الأخرتين انتقلا معنا وشاهدتهم في المدرسة وفي امتحانات السفارة المصرية ورجعنا مصر دون أن أعرف أي شيء عنهما وعاهدت نفسي أن أكون الأولى دائما وحافظت على ذلك فقد كنت الأولى على المدرسة في2 إعدادي وهي سنة نزولي إلى مصر والأولى على الإدارة 3 إعدادي وكذلك في أولى ثانوي وها أنا ذا أدخل على 2ث.
وأشعر بفراغ كبير تعرفت على أصدقاء كثر ولكني مازلت أشعر بالذنب وأفتقد هؤلاء الأصدقاء حيث أن أختي اعترفت لنا بذلك بعد وصولنا من مصر أعلم أن أبي يعمل مع أبيهما ولكني خجلة من طلب إخبار عنهما من أبي أشعر الآن في هذه الإجازة بضيق وفراغ شديد وأذكر حينما كنا في قرية معدومة التجهيزات كنا نملأ وقتنا والآن وأنا في القاهرة أشعر بفراغ كبير أبي ظل يعمل هناك وأمي عادت إلى عملها هنا وأصبحت قليلة الاهتمام بنا أحيانا اشعر بكره لها لإهمالها الدائم لي ويرجع قلبي يحنو إليها لأنها أمي وكذلك تجاه أبي الذي لطالما أسخط عليه في نفسي ولكن أرجع مرة أخرى وأختي أعرف أنها أخطأت ولكني في لحظات غضبي أتمزق من داخلي.
ومن ناحية أخرى أتمزق أكثر لما يحدث للأمة العربية لماذا يصفوننا بالإرهابيين لدرجة أني قررت أن أبحث عن إميل أجنبي من سني حتى أفهمه من نكون. هذه حكايتي هدفي الآن أن أكون الأولى على الجمهورية
أرجو مساعدتي إن أمكن وأشكرك لحسن استماعك لي لأني كنت بحاجة ماسة إلى شخص أخرج ما في قلبي له بعد ابتعاد أمي عنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
29/8/2006
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلا بك ابنة وصديقة دائمة، يصاحب نضجك عزيزتي شعور بالغضب خلال إدراكك أن رغبتك غير كافية لتشكيل الواقع مثل البقاء مع صديقاتك وإشباع حنينك ورفضك للصورة البشعة التي يصفنا بها أعدائنا، ويبقى أن تتعلمي أن الشعور بالغضب شيء طبيعي ولكن يجب أن نتعلم كيفية التعامل معه بل والاستفادة منه.
تشعرين بالحنين لأصدقاء الصبا بعد مرور أربع سنوات على افتراق جمعكم اللطيف, والسبب غالبا هو افتراقكم القسري بناء على الحكاية الوهمية التي روتها شقيقتك ولو لم تحدث لكان الفراق واقعا عاجلا أم آجلا بسبب ظروف الحياة وتتبع الرزق التي تفرض على الناس حركة قد لا تنسجم مع رغباتهم. عندما تشعرين بالحنين لهم ركزي تفكيرك في اللحظات السعيدة التي أمضيتموها معا وابحثي من بين زميلاتك من تنسجم مع أفكارك وقيمك كي تبنى معها صداقة جديدة فاكتساب الأصدقاء واحدة من مميزات التنقل والنمو, واستفيدي من خبرتك السابقة بأن السعادة تنبع من الداخل ومن التفاعل والمشاعر بين الناس أكثر من الأماكن والتجهيزات وهي حكمة يستغرق البعض أعواما طويلة لاكتسابها.
لا تستسلمي للشعور بالذنب بسبب تصرف شقيقتك فهي كانت مجرد طفلة وبما أنها برأت ساحتهم ولو أمامكم على الأقل يجب أن تعتبريه تكفير عن خطأها غير المقصود وبالتالي لا تستحق الغضب.
خففي من لوم والداتك والغضب منها وعليها فهي مثلك مفروض عليها التأقلم ثانية مع نمط جديد من الحياة بعيدا عن زوجها متحملة وحدها أعباء الأسرة بالإضافة لما يتطلبه عملها من اهتمام فهي مثلك تمر بمرحلة تكيف جديدة وتحتاج لدعمك وتعاطفك كحاجتك إليها، وقد تكونين بحكم صباك أكثر قدرة على العطاء منها فلا تقفي جانبا منتظرة عطاءها بل بادري بتقوية الروابط بينكم مما يشجعها على بذل المزيد لكم فأحد أهم أسباب اضطراب العلاقات بين الناس انتظار كل منهم للآخر كي يبادر فلا تكتفي بارك الله فيك بالشفقة عليها ولكن عبري عن ذاتك ببذل الاهتمام ومشاركتها المسؤولية في حدود قدراتك ووقتك وسيعود عليك هذا البذل إن شاء الله بالخير مبتدئا بطرد شبح الوحدة والعزلة والغضب عنك.
حكاية إرهابيين هذه محاولة لجعلنا نكره أنفسنا وبعضنا البعض فلا تلتفتي لها, يخيفهم منا كما قال الصحابي إننا نحب الموت كما يحبون الحياة فترينهم تارة يغرقوننا بالماديات الطاغية على حياتنا وتارة يشغلوننا بحشرنا في زاوية الانشغال بالدفاع عن أنفسنا. اهتمامك بأمتنا أمر مفرح ولكن لا تذهبي بعيدا من البداية بتنوير الأجانب عن قضايانا فما رأيك أن توجهي طاقتك نحو بث روح الوطنية والوعي بين زميلاتك فكثيرات من بناتنا غافلات عما يحدث خارج حدودهن الشخصية.
يرجع معظم غضبك لعدم استنفاذ طاقتك وها نحن أشرنا لبعض خطوات البداية مع دعائي لك بأن يسدد الله خطاك لتحققي هدفك الشخصي بالتفوق الدراسي عسى الله أن ينفعنا كأمة بك وبجدك وطاقاتك، يمكنك أن تقرئي من على الموقع عن طرق المذاكرة والتركيز، ونحن هنا لمساعدتك حتى يأذن لنا الله، أهلا بك دائما معنا.