تساؤل
السلام عليكم ورحمة الله؛
أولا أود أن أشكركم مسبقا على قراءة رسالتي وأرجو المساعدة، أنا الآن في السنة النهائية في إحدى كليات الطب، كنت تقدمت بطلب إيقاف قيدي من الكلية العام الماضي بمعنى أني ابتعدت عن دراستي عام كامل وعن أصدقائي كلهم (أو دفعتي سواء أصدقاء أو لا) إلا أقرب أصدقائي فهي معي والحمد لله.
المهم هو أني مررت في هذا العام بعدة مشاكل، أولا إني بدأت الدراسة وأنا قد نسيت الكثير عن مجالي الدراسي بسبب توقفي لمدة عام كما ذكرت سابقا، مما تسبب لي في حالة من القلق الشديد وقد زالت مع الوقت، ولكن بدلا من الاجتهاد في الدراسة والحضور والتدريب العملي (حيث مطلوب عدد معين من الحالات التي نقوم بعلاجها).
ما حدث عكس ذلك، حيث كنت أشعر بالضيق الشديد وكل يوم، تقريبا، فلا أريد الخروج وأتغيب عن الكلية وأحزن لمجرد استمراري في هذه الحياة ليوم آخر وتمنيت الموت وكنت أدعو الله بأن يتوفني إن كانت الوفاة خير لي (لأن تمني الموت حرام) مع العلم بأن هذه لم تكن المرة الأولى (المرة الأولى وأنا عمري تقريبا 8 سنوات ولمدة تتراوح ما بين عام أو أكثر وعلى حسب ما أتذكره أني كنت بصورة شبه يومية وقبل أن أنام أتذكر ما نمر به من مشاكل في البيت وأتمنى الموت) كنت أدعو الله وأبكي لكي يستجيب لي. هذا الضيق منعني من الذهاب للكلية (رغم التزامي بالحضور في الأعوام السابقة).
الأمر الثاني هو وزني الزائد مما أدى إلى إحساسي بأن كل من حولي يسخر مني (وهذا يحدث علانية في معظم الوقت إن لم يكن كله) مما جعلني أخاف من الناس وبالتالي لم أقم بالحالات المطلوبة مني خجلي من الناس أوصلني لدرجة أنه في فترة سابقة (هذا العام) كنت أشعر أني وأنا أسير في الطريق بأن الناس التي تمر بجانبي تسخر مني وإني أسمع أصواتهم بأذني، لكن هذا الإحساس مازال مستمرا ولكن ليس لدرجة أن أسمع كلامهم، أنا الآن أصبحت أضطر للذهاب للكلية وأنا أبكي، فلا أريد الذهاب ولا أريد شيء آخر، ودائما ما أشعر بالرغبة في البكاء ولكني لا أبكي، وأحيانا أرى أن كل شيء في نظري سواء، الحزن كالفرح، لا أريد أن أبكي ولا أريد أن أفرح لقد مللت من كل شيء.
أنا غير راضية عن نفسي وأكره نفسي بشدة ما أرجوه منكم بجانب التعليق على الرسالة إرشادي لما يجب أن أفعله،
وشكرا لكم.
06/04/2007
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
عزيزتي بالله عليك كيف ما زلت تسألين عما بك وما يجب عليك فعله!! بنيتي أنت تعانين من خليط من الاكتئاب والوسواس الواضح الذي لا مجال للتغلب عليه دون مساعدة متخصصة فسارعي لطلبها كي توقفي معاناة لا معنى لها ولا هدف.
يريد الله لك أن تسعدي وأريد أنا أيضا لك أن تفرحي بنعم الله عليك وتفيضي على باقي خلقه مما أنعمه عليك من نعمة العقل والعلم، فنحن نحتاج كمجتمعات فقيرة لأطباء وأنت واحدة بات عطاؤك قريبا بإذن الله فلن ندعك تركنين لهدوء المنزل وتمنى الموت.
سنموت عزيزتي لا محالة لكن عندما يشاء الله وحتى يحين هذا الموعد يجب علينا أن نسعى ونشكر النعم ونهيئ منزلنا الدائم في الآخرة بالعبادات والنوافل وعمل الخير.
بدانتك عرض لمعاناة نفسية واضحة تعبرين عنها بكراهيتك لذاتك والسواء عزيزتي يقول قد يكره الإنسان من ينافسه ولكنه لا يكره أبدا ذاته فقد فطره الله على حبها والحرص عليها فإن طرأ خلل على هذه الفطرة تصبح هذه النفس ضحية تستحق منا التعاطف لا اللوم.
يبدو واضحا تعرضك لمعاناة مبكرة فاقت قدرتك على التوافق معها نتج عنها ما تعانينه من خليط الاكتئاب والوسواس. حديثي لن يجديك نفعا الآن بأكثر من ضرورة طلبك للمعالجة بسرعة والتي ستبدأ غالبا بالطرق الدوائية ويجب أن يتبعها العلاج المعرفي. واقرئي عن العلاج المعرفي للاكتئاب.
شفاك الله وعافاك وتذكري دائما مهما كان ما مررت به كطفلة فأنت غير مسئولة عنه وما فات من حياتك كراشدة فإن الله يغفره ولكن الرحمن الرحيم لن يرضى لك الجلوس عن طلب العلاج فقد خلقك كنفس وقدر لها رزقها وامتحانها وهناك جائزتها التي ينبغي لك إكمال السعي كي تصلي لها فلا تستسلمي في منتصف الطريق, تابعيني بأخبارك شفاك الله وعافاك.
التعليق: الله يعاااافيك ياااربي وانا حتي أعاني من وزني الزائد
وأنا سأبدأ الحمية قريبا أتمني تبدين أنت بعد ((((( أختك المحبة))))))