أسئلة في الحياة
سلام عليكم ما هي الصورة السليمة الصحية للحب بين الرجل والمرأة؟ ما هي الحدود؟ هل توجد علاقة بين الحب والاحتياج؟ إذا كنت تحب إنسانة وتحتاجها.. أم الحاجة هي ضعف للحب ويجب أن يكون الحب مطلق بعيد عن الحاجة (سواء كانت حاجة مادية أو عاطفية أو جنسية) في وجود الحب.. هي يعتمد الإنسان في سعادته على الحب؟ أو على من يحب... ماذا يحدث إذا فقد الإنسان حبيبه (مات أو تركه...) هل يعتمد الإنسان في سعادته على وجود شخص -وارد أنه يتركه بإرادته أو بغير إرادته-؟ ما هي السعادة؟ هل يصح أن يعتمد الإنسان في سعادته على شخص ما أو شيء ما؟ خصوصا أنه لا دوام ولا تأكيد لضمان وجود هذا الشخص أو الشيء.... أليست هي سذاجة أن يعتمد الإنسان في سعادته على وجود شخص أو شيء وهو غير ضامن لاستمراريته... لماذا يحب الإنسان شخص لأسباب هو اخترعها لنفسه لكي يحب هذا الشخص وأقنع نفسه بها؟
أليست تلك سذاجة وضعف عقل ومرض قلب.. كيف تكون الاستقلالية العاطفية والوجدانية بحيث يكون الإنسان سعيدا وراضيا حتى لو فقده أو تركه أكثر ما يحبه... على ماذا يجب الإنسان يبني سعادته ورضاه؟ وكيف؟ ما هي السعادة؟ ما هو الحب؟ هذه الأسئلة ليست نظرة تشاؤمية أو نتيجة لتجربة قاسية.. إنما هي محاولة لفهم صحيح للحياة بعيد عن المعتقدات الخاطئة في المجتمع والعالم.........
أتمنى أن أجد عندكم إجابات شافية لقلبي..
مع تأكدي أن الإجابة لكل هذه الأسئلة هي إجابات بسيطة جدا وليست في تعقيد الأسئلة وشكرا.
20/04/2007
رد المستشار
هل تتصور حقا أن الإجابة بسيطة جدا!
فلقد تعلمنا أنه ليس بالضروري أن نجد الخطأ في الإجابة ولكن قد يبدأ الخطأ من السؤال نفسه فيصبح سؤالا خطئا. ولقد أثريت سطورك بعدة أسئلة من هذا الصنف "السؤال الخطأ" مثل أول سؤال ما هي الصورة السليمة الصحية للحب بين الرجل والمرأة؟
فالرجال ليسوا شكلا واحدا وكذلك النساء فيبقى السؤال المطروح حول الحب ومعرفته معناه واختبار صدقه وحقيقته هو السؤال الصح ويبقى أن نعي تماما أن كل رجل وامرأة جمع بين قلبيهما حب هما "حالة فريدة" لن يماثلها تماما رجل وامرأة آخرين وإن تشابهوا في الخطوط العريضة.
لذا أقول لك وأنا خجلي من تقصيري في إعطاء الحب قيمته الحقيقة في حياتنا خاصة الحب بين الرجل والمرأة أنه ذلك السر الخفي الذي ينعش النفس ويمدها بالطاقة لتعمل وتعمل فهو ذاك الجزء الخاص الذي تظل تتعجب منه حين يقتحمك في سذاجة مذهلة وبراءة لذيذة هو ذاك الإحساس الذي تقدره وتتساءل كيف كنت تعيش قبله؟! بل وتقول لنفسك حين يملأ جنباتك كم كنت أحتاج إليه دون أن أدري!!
وكل ما يمكنني قوله لك أن حب الرجل ينبع من خصائصه ونشأته وتفكيره فيخرج بشكل مختلف من رجل لرجل ومختلف عن شكل الحب الذي يخرج من المرأة لأن خصائصها ونشأتها وتفكيرها حتما أكثر اختلافا، ولكن يظل الحب موجود يتدفق من قلبي الرجل والمرأة رغم اختلاف قوة تدفقه واختلاف طريقة التعبير عنه إلا أنه موجود. والاحتياج إليه أكثر وجودا.
ما هي الحدود؟ أية حدود؟ هل تقصد حدود العطاء فمن يحب بصدق فلا حدود له في العطاء فحين نحب نشعر بالعالم بأسره وتشعر كأن قلبك لم يمتلئ بعد! فمازال لديك المزيد، فأنت حينها تحب كل شيء تبغي أن تحتضن الشجر وكل البشر ويظل لديك المزيد فالحب طفل أناني جائع لن يشبع
لذا فحدود الأخذ كذلك مفتوحة ولكن يحدث العجز حين لا تستطيع أن تعطي. لن أوافقك على أن الحب والاحتياج بينهما علاقة وإنما الحب في ذاته احتياج فكل إنسان يحتاج أن يحب وأن يحب، وتنمو بذور الاحتياج للطرف الآخر حين نجد لديه من الخصال والصفات التي نهواها والتي تكمل لدينا النقص وتجبر بداخلنا الكسر. والاحتياج ليس ضعفا للإنسان ولا للحب بل هو لبنة هامة بها يكمل البناء الأكبر وتكتمل صورته وتفعل الأدوار.
ولا يمكن أن نختزل كل صور السعادة في الحب بين الرجل والمرأة ولكن علينا أن نعترف بأن وجوده يعطي للحياة والسعادة مذاقا أشهى ومتعة أعلى وعطاء أعمق وإحساسا أصدق وهذا لا يتنافى مع عدم الربط بين الشعور بالسعادة رغم الحرمان من وجود الحبيب إلا أنه لا محالة له الأثر، فحقا الحب شيئا ثمينا فيه نضع أرق مشاعرنا القابلة للكسر والتأثر وهو سندا قويا لمغالبة الظروف والعثرات إلا أننا عند الحرمان منه لا يجب أن نهزم فنصبح حطاما، فحين تغرب الشمس يأتي القمر وحين يودعنا القمر تبدأ أشعة الشمس في البزوغ وإن مر بعض الوقت في الترحال بينهما.
والسعادة ليست هي أن تظل طائرا طوال الوقت ضاحكا طوال الوقت فالسعادة لا تأتي صدفة وإنما نخطط لها حين نضعها في إطار من القناعة والرضا فالسعادة هي أن تقول لنفسك من الداخل.... الحمد لله وحين تطمئن لمجريات الأمور قد يكون هذا الشعور أقل من الطيران محلقا وأقل من الضحك الذي ينبع من صميم صميم القلب وأقل من لحظات الاستمتاع حين تتوسد ذراع محبوبك إلا أن الشعور بأن مجريات الأمور تسير على ما يرام هي حقيقة السعادة المستمرة والتي سنبنيها من استمرار عطائنا لمن حولنا.
وأخيرا أعتذر للحب وللسعادة فقلمي يعجز أن يوفيهما حقهما أو يصوغ وصفهما بل ويقصر في توضيح قيمتهما.واقرأ أيضًا:
بحبك يا جوافة
وتسألون عن الحب