تائهة ولا أعرف طريقي.
الآن عمري 25 سنة، متزوجة من 9 سنوات، عندي بنت عمرها 8 سنوات وولد عمره 6 سنوات.
سأحكي لكم قصتي وسأبدأ بطفولتي. أنا البنت الكبرى لعائلة متعلمة كلها، تتألف من أنا وأربعة أخوة شباب وأخت تصغرني بثلاثة عشر عاماً، والدي ميسور جداً والحمد الله، لم ينقصني شيء في طفولتي، كنت دائماً متفوقة في دراستي، وكنت مميزة دائماً عن أقراني، وكنت خجولة جداً جداً. لما بلغت سن الخامسة عشر كانت أمي تقول لي كلاماً مثل (كأن تقول لي أنا لما كنت في سنك كان خطابي كثر) ( أنت لست جميلة)، على العلم أني جميلة جداً، أبي كان كثير السفر وكثير العلاقات النسائية، فخطرت ببال أمي فكرة أن تزوجني حتى يشعر أبي بأنه أصبح كبيراً ولديه صهر، وبزعمها أنه سيرجع إلى صوابه.
المهم تقدم ابن عمي وخطبني، كان لا يفقه من الحياة شيئاً، غير متعلم يعمل مع والده، غير اجتماعي أبداً وذو شخصية انطوائية، وهنا أمي أخذت تقنعني بأن أوافق عليه، وأنا صار معي موقف جعلني أوافق دون العلم بعواقب الأمور. الموقف هو أني كنت أنظر لشاب يدرس على الشرفة التي تبعد عن شرفة منزلنا تقريباً حوالي الكيلو متر، المهم كنت أراقبه دائماً ولا مرة تحدثت معه أو شفته عن قرب، ومرة تحدثت لصديقتي عنه وكانت أمي تسترق السمع على الهاتف، أمي جاءت وضربتني لأنها ظنت أن بيني وبين الشاب علاقة، يعني ومن جراء الحادث قررت الزواج من ابن عمي كي أهرب من بيت أهلي وكلام أمي، تزوجت وأنا عمري 16 سنة وزوجي كان عمره 24.
في أول ليلة مع زواجي أصبت بنزيف نسائي حاد على إثر الزواج، وفي أول أسبوع انهال عليّ ضرب لأسباب تافهة وصرت أخاف منه خوفاً شديداً وعشت في بيت في منطقة سكنية جديدة خالية من السكان، وكنت وما زلت أظل بالبيت لوحدي لساعات طوال لأن عمله طويلاً جداً، وكان يمنعني من الذهاب إلى أهلي وإلى أهله، وكذلك يمنع الناس من زيارتي وكلما أغلط بذنب أو أتصرف تصرفاً لا يعجبه كان يضربني. كنت متعلقة جداً بمدرستي ودراستي، لم أستطع أن أتقبل فكرة ترك المدرسة، وصرت كل يوم أرى أحلاماً أني بين رفيقاتي في المدرسة، ومن صغري وأنا أحب المطالعة فألهيت نفسي عنه بالمطالعة وانصرفت إلى الدين والصلاة، وقررت أن أكمل دراستي لكنه منعني، وكنت قد حملت بابنتي بعد زواجي مباشرة، واستمرت حياتي كلها شجار وخوف شديد من زوجي وصارت مشاكل بين عائلتي وعائلة بيت عمي أهل زوجي.
كان زوجي يخبر أهله بكل شيء عني حتى عن علاقتنا الجنسية، حتى ولادتي لم تخلو من المشاكل، وبعد ولادتي بابنتي بسنة حملت مرة ثانية وأنجبت ولداً واستمرت حياتي معه تعيسة، لم أستطع أن أحبه أبداً وفي يوم اسودت الدنيا في وجهي وقررت أن أنتحر وأخذت كمية من الحبوب المنومة، لكن ابنتي كانت تبلغ من العمر ست سنوات أبلغت أباها أني أخذت كمية كبيرة من الدواء ولم ينجح الانتحار.
المهم زوجي بعد هذا الحادث غير معاملته معي، صارت أحسن من قبل لكنها لم تصل للدرجة التي أرغب بها، أصبح يسمح لي بزيارة بيت أهلي متى أحببت، وحتى صار يسمح لي أحياناً أذهب لبعض الصديقات- طبعاً بعد الترجي والاستعطاف- أما أبي فكان دائماً مشغول بعمله، ضعيف في مواجهة زوجي ولم يترك علاقاته النسائية، حنون وعطوف على كل الناس. كانت أمي تعاني الكثير من غيابه ومن علاقاته النسائية، كنت شديدة الحزن على أمي وكنت ألومها دائماً بأنها شديدة التولع بأبي.
في يوم تعلمت على الانترنت وترجيت زوجي أن يجلب لي كمبيوتر، وأخذ أخي يعلمني على الانترنت وصرت أدخل أنا وأخوتي بأسماء بنات ونضحك على الشباب في الشات، وأحياناً كنا نعطي الشبان رقم موبايل أخي ونحكي أنا وأخي الذي يصغرني بعشر سنوات وكان صوته قريب من صوتي، نحكي أنا وهو مع الشباب، من ذلك الحين ذهبت عني عقدة الخجل، وخاصة أني كنت أخجل من الذكور عموماً.
في أحد الأيام جاءتني إضافة من شاب على مسنجري الخاص الذي لا أقبل عليه غير أصدقاء البنات، وأخذت أتحدث معه ودعاني على منتدى هو يشارك فيه وشاركت معه في المنتدى، وفي يوم من الأيام قال لي الشاب أنه يحبني، تفاجأت كثيراً ولم أعر لعواطفه أي اهتمام، وقلت أتسلى معه! ووجدت أني تعودت عليه وصرت أجلس على النت الساعات الطوال وأنا أتحدث معه، وكنت في كل يوم أقول لنفسي ما نهاية هذه العلاقة؟
أنا علاقتي بإخوتي كلهم علاقة طيبة مليئة بالحب، إخوتي كلهم متعلمون ويدرسون في الجامعات ومتفهمون جداً، لم أكن أخفي عنهم شيئاً، حتى الشاب عرفتهم عليه، كما أني كلمت أحد إخوتي عن تولعي بهذا الشاب، فقرر أخي إنقاذاً لبيتي أن يمنعني عنه، فتحدث معه وطلب منه الابتعاد عني وحذف إيميله وابتعد الشاب عني على طلب من أخي، أصبح يتهرب مني ولا يدخل النت أبداً. كنت أحس بفراغ كبير فقلت في نفسي عالم الانترنت مليء بالشباب فلم لا أتحدث مع غيره فأصبحت أدخل الشات، وأضيف الرجال على مسنجري لكني لم أتعلّق بأحد منهم، وكنت أخبر إخوتي عن كل شاب أتعرّف عليه وفجأة مللت من علاقاتي التي لا طعم لها وقررت أن ألتفت لبيتي وأولادي.
على العلم أني أكره بيتي جداً جداً، فأنا أحسه كأنه سجن وأكره زوجي وأولادي، وأستغرب كثيراً من كرهي لأولادي وحاولت كثيراً تغيير حياتي وزوجي لكن عبثاً حياتي، مع زوجي مليئة بالتصنع والمجاملة فأنا أعامله معاملة حسنة لكنها غير نابعة من قلبي، وأحياناً كثيرة أتعب من مجاملته وتظاهري بحبه وتراجع ديني، أنا أواظب على صلاتي لكني كنت أصلي قيام الليل وأقرأ قرآن أكثر من الآن!
أما زوجي كثير الانشغال وجوده بالبيت مثل عدمه، وفي يوم كنت أحس فيه بملل شديد قررت دخول الشات بعد غياب طويل عنه وتعرفت على شاب لفت عقلي بأسلوبه المختلف عن باقي الشباب، وقررت أن أتحدث معه عبر المسنجر، وفي كل يوم كان إعجابي به يزداد أكثر وأكثر حتى أصبحت من كثر حبي به أعبده وصرت أطمح للقائه ولم يكفيني أن أتكلم معه عبر المسنجر، صرت أتكلم معه عبر الهاتف الأرضي وأقضي الساعات الطوال معه عبر الهاتف، وأحياناً حين يكون زوجي مسافرأً نقضي طول الليل اعترف لي بحبه لكنه لم يكن يعلم عن حقيقتي فأنا من عادتي لا أخبر أحداً عن هويتي الحقيقية ولا عن أني متزوجة، وبعد أن عرف أني متزوجة أخذ يبكي وقرر أن يتركني من أجل زوجي وأولادي لكني رفضت بشدة وأخذت أترجاه لكي يظل يحكي معي، كنت أستمتع كثيراً بالحديث إليه... هو طالب جامعي يصغرني بسنتين، كنت أتحدث يومياً معه على الهاتف أكثر من 4 ساعات يومياً، وتعلقت فيه جداً وقلت له أني مستعدة أن أطلق زوجي إذا تزوجني هو، لكنه رفض الفكرة لأنه على رأيه هو يحبني لكني لست فتاة أحلامه وكان كلما يقول لي هذا الكلام أموت قهراً.
الآن أنا عاشقة ومجنونة فيه حتى الموت ولا أعرف الخلاص من هذا الحب، كنت دائماً ألح عليه حتى يقابلني لكنه كان يرفض، وصادف أن سافرت على مدينته أنا وأهلي وطلبت منه أن يراني في مكان عام فوافق ولمدة قصيرة جداً، ولم يحدث بيننا أي لقاء جنسي مع أننا نتكلم في أشياء كثيرة على الهاتف عن الجنس، هو دائماً يقول لي لو كنت غير متزوجة لاختلف الوضع، لكن إذا طلب مني هو أي لقاء جنسي فسأوافق لشدة حبي له رغم خوفي من الخيانة وضميري في كل يوم يؤنبني لكني أحبه جداً جداً، وإذا مرّ يوم ما تكلمت معه أقضي طوال اليوم أبكي.
علمت عن حياته كل شيء وعلم عن حياتي كل شيء، تغيرت كثيراً بعد معرفتي به، قللت زياراتي لبيت أهلي وصرت أحب الجلوس في المنزل حتى أتكلم معه، أحب أي شيء هو يحبه، آخذ رأيه بأي شيء حتى بملابسي، شجعني على الدراسة لكن زوجي رفض وصرت أبحث عن وسائل لإغرائه مهما كانت الوسيلة، وكل يوم أحس بالذنب يخنقني لأني أحس حالي خائنة، ماذا أفعل ساعدوني؟ أنا لا أريد زوجي ولا أولادي ولا أهلي، أريد أن أحصل عليه ولا أعرف ما الطريقة مع أني أعرف أن هذا الشيء غلط.
12/10/2008
رد المستشار
الأخت الفاضلة "نسرين"، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛
نشكرك كثيرا على رسالتك وتواصلك مع هذا الموقع.
رسالتك لم تحتوِ على سؤال معين ولكنها سرد لحياتك الزوجية وما شابه من نواقص وتفريط وخلل. زواجك كان بصورة تقليدية وكان من المفترض أن يكون زواجا مستقرا لأنك لم تعيبي أي شيء على زوجك غير أن شخصيته تحمل سمات الانطوائية ويغيب لساعات طويلة من المنزل في العمل، مع احترامنا لرأيك إلا أن الانطوائية وهذا هو حكمك الشخصي عليه هي أمر نسبي ولا نعتبرها علة أساسية مادام ابن عمك هذا قد قبل في الأصل فكرة الزواج وأقدم عليه، وخروجه للعمل لساعات طويلة لا يعتبر أمرا معيبا لأنه يكدح ويعمل من أجل أسرته.
خلاصة رسالتك وما احتوته تبين انغماسك في خيانة زوجية لا نستطيع أن نقلل من درجة فظاعتها وقبحها وان لم تشمل علاقة جنسية مباشرة. نحن نحترم مشاعرك كثيرا ولا يسعدنا أبدا أن نقيم الناس بصفة سلبية، ولكن ما دمت قد طرقتي أبواب "مجانين" فلا بد أن تعرفي الحقائق، وأول هذه الحقائق هو أن معيار ما هو مقبول وغير مقبول لديك فيه الكثير من الخلل، وهنالك اختراقات حقيقية في معايير القيم لديك، ويظهر أنك تخترقين حواجز الرفض والقبول الاجتماعي بسهولة شديدة، فعلمك بعلاقات والدك النسائية دليل على قلة الضوابط المعروفة والمطلوبة على النطاق الأسري، كما أن اطلاعك لإخوتك بعلاقتك بالشباب فيه الكثير من الجراءة وكسر لحاجز القيم الأسرية.
أعتقد أن هذه هي مشكلتك الأساسية وهي سرعة الاختراقات والدخول إلى عالم المرفوض والممنوع. ما هو وجه المفاجأة والاستغراب حين ذكر لك الشاب الذي أنت على تواصل معه أنه يحبك؟ أنت تماديت في هذه العلاقة ومن الطبيعي أن يقول لك أني أحبك وبعد ذلك يحدث ما يحدث من تلاعب بالعواطف والأعراض.
محاولتك الانتحار ومن ثَم تعديل زوجك لسلوكه ومعاملته لك وهامش الحرية الذي أعطاه لك كان يجب أن تكون دافعا ايجابيا لحسن المعشر والسلوك مع الزوج، ولكن بكل أسف كانت وسيلة للتمادي والتفنن في بناء علاقات محرمة ومرفوضة. الأمر واضح وجلي قرارك بحبك للشاب الأخير وطموحك للقائه هو أمر بغيض وساذج، فأنت في عصمة رجل ولديك شراكة أسرية يجب أن تُحترم وتُصان وتُقدر، وما وصفتيه بكراهية لبيتك وزوجك وأولادك هو تحطيم لذاتك فحب الأولاد هو حب جبلي وغريزي، وعلاقتك بزوجك يجب أن تقوم على الحب والاحترام وصيانتك لبيتك والاستمتاع بالحياة فيه هو الوضع الذي يجب أن يكون لا مناص منه.
نصيحتنا لك هي أوقفي تحطيم ذاتك، أوقفي كل هذا العبس، كوني لبيتك وزوجك وأولادك لأنهم لك، ليس من الشهامة وليس من المروءة وليس من الخير أن تقدمي الشر لنفسك بل الحب لنفسك وزوجك وأولادك، الأمر واضح أوقفي هذه الحياة القبيحة المزدوجة، احذري الحرام، احذري العقاب، احذري العذاب، وحتى بمقاييس الدنيا احذري الشقاء، ولكم القرار.
مع تحياتنا
واقرئي على مجانين:
إدمان الشات كجزء من مشكلة زوجية مشاركة
ويتبع ................: عاشقة ومجنونة حتى الموت وزوجة في البيت م