وسواس قهري وخوف من الصرصور
إن مشكلتي مصيبة ربما الطب لم يعرف بعد لها حلاً، إلا إن كنت واحدة من المجانين فهذا شيء آخر!. مشكلتي بدأت منذ عدة أشهر مررت فيها بعدة مراحل من التفكير، لا أظنه وسواساً قهرياً، كما لا أدري إن كان فصاماً أم لا! لا أقوم بأي أعمال قهرية مثل حركات أو أفعال، ولكن الأمر يتعلق بالتفكير، ففي البداية كنت أشعر بقسوة شديدة في قلبي واستعلاء على الله (كنت أشعر بالعظمة)!
ربما تستغربون لكن هكذا حصل معي، مع أني كنت ملتزمة وحريصة على الطاعات. كنت في بداية المرض أتمنى أن أبكي قطرة واحدة ولكن هيهات هيهات، أشعر بتحجر في قلبي، ثم مع الإلحاح على الله بدأت بالبكاء فعلاً. ذهب بي أهلي لطبيب نفسي ولم يفهم حالتي جيداً لأني لم أفصح عن كل ما أعاني منه فصرف لي دواء سوليان solian 50 في الصباح ومثلها في المساء، لم ألحظ أي تحسن، ولكن هبّت عليّ نفحات إيمانية مفاجئة شعرت وقتها بإيمان عميق وقرب شديد من الله لمدة يومين وانتكست بعدها.
مر بي أسبوعان ثم عادت لي اللحظات الإيمانية لمدة يومين تقريباً وانتكست بعدها. كنت في ذلك الوقت إذا تذكرت النعم ينقدح في ذهني أنني لا أريد أن تنسب إلى الله، وكنت في بادئ الأمر أرى أن الله لا يستحق الشكر! أستغفر الله. كنت إذا قرأت القرآن ينقدح في ذهني سب له وانتقاص منه! أعوذ بالله، كنت حتى المسلّمات والبدهيات لا أدري هل هي صحيحة أم لا، على سبيل المثال: لا أدري إن كان الظلام محموداً أم مذموماً، أو أن النور شيء محمود أم مذموم! الأمر عندي سيّان لا فرق، أو أنه تبلّد.. لا أدري! وقيسوا على ذلك.
ذهبت للطبيب بتاريخ 24/10/2008 وقال لي زيدي الجرعة إلى 100 مساءً و50 صباحاً. طرأ شيء من التحسن البسيط جداً جداً، لا أدري هل هو بتأثير الدواء أم رحمة من الله. الأعراض التي أعاني منها الآن: أحياناً كثيرة أشعر بالتبلّد تجاه الأمور مثل محبة الله، الجنة والنار، ربما لأني أعيش همّ وغمّ من حالتي فلم أعد أهتم، يعني أقول وماذا يعني الجنة وما هو النعيم! والنار لو أحاطتني كيف العذاب وحتى لو كان مؤلماً احس بتبلد!!.
مثال آخر: أنا بطبيعتي أخشى من الصرصور، ولو وجد في الغرفة التي أنا بها لهربت منها صاااارخة حتى يقتلوه ويرموه خارج البيت! قبل أسبوع كانت النافذة مفتوحة وكنت ببيت أختي وهم لا يوجد لديهم بحمد الله صراصير، فدخل صرصور من النافذة والتصق بعبائتي دون أن نشعر، ولما هممت بالخروج من عندها ارتديت عباءتي وفجأة وصل الصرصور إلى وجهي، فنزعت الغطاء وكل شيء والعباءة وألقيتها وأنا مفزوعة، ولكن دون أي صراخ فقط مبهوتة، وعندما أتذكر الموقف لا أحس بشيء بالرغم لو أنه حصل لي قبل هذه الفترة المرضية لا أدري كيف كنت سأتصرف وكيف ستبقى ذكراه! شيء لا يوصف.
- عندما أقرأ القرآن لا أفهم ما فيه إلا بصعوبة، فإذا ركزت وحاولت العيش مع الآيات، وبطبيعة الحال بشيء من التبلد وعدم الخشوع ينقدح في ذهني عنها أمر سيء. أحياناً أسأل نفسي من نحن؟ أنظر لنفسي ولمن حولي ولا أفهم بشريتنا (إنسانيتنا)، أشعر أنني منفصلة عن هذا الكون أو أنه لا هدف لنا.. هي حالة ذهانية، يعني مثلاً الملحد إذا حاججته بوجود الله آمن، لكن أنا ما شيء غصباً عني، لا إرادي. صحيح أؤمن بوجود الله، مع أنني في بداية مرضي وصل الأمر إلى الشك في وجود الله، أؤمن الآن بوجود الله وأؤدي الفرائض ومعها شيء من النوافل علَّ الله يرحمني ولكن.
الناس مع الحق: إمّا يعرف الحق ويؤمن به، أو يعرف الحق ويعاند ويكفر، وإمّا ضال، وغالباً من كان على ضلال إذا عرف الحق آمن به، لكن أنا لست من هذه الأصنافّ أنا عرفت الحق وآمنت به ولكن لست كما يريد ربي، فأنا أشعر أن ذهني منفصل عن العالم، لا أشعر بعظمة خلق الله وقدرته، لا أرى قيمة للقرآن! كأنه صحيفة! أستغفر الله. أخشى أن أكون ندّاً لله.. مع أني أصلي وأتضرع لله وأبكي بين يديه، لكن لا أحس بعظمته كما كنت سابقاً، أحس أنه شيء عادي، أستغفر الله.. والله إني أبكي بكاءً مراً.
أنا مخطوبة من سنة، وكنت فرحة بأنني سأتزوج، أمّا الآن فبطبيعة الحال تبلّدت، بل لدي شيء من الخوف الكبير من المسؤولية، وأخشى أكثر أن أعيش هذا التفكير تجاه الله ودينه وأنا متزوجة فأحيل حياتي مع زوجي جحيماً. عندما أتذكر أنني كنت أعرف أن الزواج لذة ومتعة، الآن لا أشعر بذلك وأقول وما هو الجنس! شيء عادي! هل ما أنا فيه بسبب ذنوب عاقبني الله عليها؟ حيث أني بعد أن خطبت بدأت أشعر أنني أفضل من حولي لأنني ظفرت بشخص فيه صفات نادرة في مجتمعي وحصلت عليه بطريقة عجيبة! أم ان ما بي مرض نفسي يوجد له علاج؟ أسألكم بالله أريحوني، أريد أن أشعر بعبوديتي لله، وأنه ربي وإلهي ومعبودي، وأنني فقيرة إليه وهو أعلم بمصلحتي ومصالح البشر وعظمة القرآن... إلخ.
وجزاكم الله خيراً .
بيانات شخصية وأرجو إخفاءها:
........................................
....................................
____
عائلتك (بالتفصيل):
العلاقة مع الوالد: متوفى رحمه الله منذ عام 1415هـ، الوالدة: علاقتي بها جيدة خصوصاً أني البنت الموجودة حولها وآخر أولادها، فأنا البنت المدللة عندها؟، الأخوة، الأخوات: علاقتي بهم جيدة ولله الحمد، ولا أعاني من أي مشاكل شخصية معهم سوى اختلاف بعض الأفكار والآراء، مثلاً أحب الالتزام وطلب العلم الشرعي وهم أشخاص عاديون يؤدون الفرائض، وهذا كان قبل المرض أن يضايقني، إذ كنت أريدهم أحسن من ذلك.
هذ حالتي وبانتظار الرد
لكم كل الشكر والتقدير
09/11/2008
رد المستشار
الأخت "أم أنس"
أنت الحمد لله بخير وحالتك ستتحسن كثيراً بأمر الله، المهم الالتزام بالعلاج الموصوف لك فهو علاج جيد، ولكن ينقصك أحد مثبطات استرجاع السيروتونين مثل "م.ا.س"، وأقصد به العقار الذهبي في علاج معظم حالات الوسواس القهري؛ الكلوميبرامين أو الأنافرانيل بجرعة تبدأ بـ 25 مجم مساءً يومياً لمدة ثلاثة أيام، ثم زيادة الجرعة بالتدريج على مدى أسبوعين حتى تصلين إلى 75 مجم مساءً يومياً، وبإذن الله تتحسن لديك الأفكار الوسواسية الخاصة بالشكوك الإيمانية، وكذلك نوبات الخوف الشديدة من الحشرات (الصرصور)، وكذلك سيتحسن لديك اللامبالاة المزعجة عن الزواج، وعن قيمة الحياة، وسيقل لومك لنفسك وشعورك الدائم بالندم وتأنيب الضمير، وسيتحسن لديك التركيز والقدرات التحصيلية في الدراسة.
المهم الاستمرار على العلاج لفترة لا تقل عن عام كامل، رغم أنك ستشعرين بتحسن كبير بعد استخدام العلاج لمدة ثلاثة أشهر، أما الاستمرار على العلاج بعد تحسنك فذلك حتى لا تنتكس حالتك عند تحسنك على العلاج.
تمنياتي لك بالشفاء التام قريباً بإذن الله.
وطالعي على مجانين بعض الاستشارات المتعلقة بالوساوس الدينية.
وساوس دينية شديدة جدا
الوسوسة الدينية وخرق السماء
وساوس جنسية وكفرية حتى في الصلاة
من الوسوسة الكفرية إلى الوسوسة الجنسية
الأفكار الكفرية: ذلك صريح الإيمان