علاقتنا فقط في الهاتف هل هي حرام؟؟
عمري 16 سنة، مرتبطة وأمي تعرف كل شيء، فأنا لا ولن أخبئ عنها أي شيء. لكن أريد أن أعرف إن كانت علاقتي بهذا الشخص محرمة، والعلاقة لا تزيد عن التحدث في الجوال وأمي تعرف؟
أمي تحاول نصحي أنها حرام، لكن بجد حاولت الابتعاد عنه فلم أقدر وتعبت جداً، وهذا الشخص يحبني جداً.
رد المستشار
الغالية ميامي،
لا أخفي إعجابي بك لأمرين: أولهما: إعلام أمك بما تقومين به، والثاني: حرصك على معرفة الحلال والحرام وهذا يدل على وجود ضمير حيّ لديك ونفس طيبة بإذن الله.
أما بالنسبة للحكم الشرعي: ما قالته لك أمك صحيح يا بنيتي، طبعاً إن كلام الفتاة في أمور الحب حرام مع رجل لا يربطه معها عقد زواج شرعي. والأمر على النحو التالي:
- يجوز للفتاة أن تتكلم مع زوجها في سائر الأمور الجنسية وغيرها.
- يجوز لها أن تمازح محارمها من الرجال المزاح البريء، وأما في الجنس والحب فحرام.
- يجوز لها أن تتعامل مع الغرباء عنها وتتكلم معهم في الأمور الضرورية كالتعلم، والبيع والشراء، ونحو ذلك، شريطة الانضباط بالكلام المؤدب الجاد، وتجنب إلخضوع في القول، وعدم رفع الكلفة.
لا أقول لك اتركي هذا الشاب جملة وتفصيلاً، بمعنى: إذا كان هذا الشاب مناسب لك وأسرتك لا ترفض مواصفاته، فأخبريه أن العلاقة بينكما لن تستمر إلا إذا تقدم إليك وطلب الزواج منك عن طريق أبيك، وبعد إجراء عقد الزواج –لا قبله- وإن لم يتم الزفاف، يمكنكما الكلام كما تحبان. وبهذا تتخلصين من الحرام وتحافظين على من تحبين!.
وأما إذا كانت فكرة الزواج مستحيلة، فأنا أتأمل فيك أن تعملي على تطبيق ما اقتنع به عقلك وحدثتك به نفسك من حرمة الكلام مع هذا الشخص. ولكن يا عزيزتي معرفة الحكم لا تكفي لترك ما أنت فيه من علاقتك بهذا الشاب، فلا بد من تقوية إرادتك على طاعة الله حتى تستطيعين ترك العلاقة معه، وذلك عن طريق:
1- تقوية القناعة العقلية بالحرمة عن طريق معرفة الأدلة المحرمة: ومنها: قوله تعالى في الآية 32 من سورة الإسراء: ((وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)). فالله تعالى ما قال: (لا تزنوا) بل قال: (لا تقربوا الزنا) والاقتراب منه يكون بفعل ما يحوم حوله من الأفعال التي تؤدي إليه من النظر، والكلام مع الرجال الغرباء عنك، ونحو ذلك من الأمور..، وقال تعالى في الآية 32 من سورة الأحزاب: (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً)، فإذا نهى الله تعالى نساء النبي عن الخضوع بالقول (إلانته) للغرباء (غير الزوج والمحارم)، وهن التقيات اللواتي سماهن الله تعالى أمهات المؤمنين، وحرم زواجهن من أحد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأكيد نحن أيضاً لا يجوز لنا أن نتكلم بقول لين مع الغرباء!
2- معرفة الثواب المترتب على ترك تلك العلاقة: كقوله صلى الله عليه وسلم عن الأصناف الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة عندما تقترب الشمس من الرؤوس ويزداد الحرّ، وذكر من هؤلاء الأصناف: ((...رَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ..)). والمرأة كالرجل، فإذا دعاك رجل للكلام عن الحب ونحو ذلك ، فقلت: إني أخاف الله ولم تستجيبي له، كنت ممن يفوز بظل الله تعالى يوم القيامة بينما الناس يشويهم حر الشمس. وهناك أحاديث كثيرة ولكني أكتفي بهذا.
3- تقوية العلاقة والمحبة بينك وبين الله تعالى، لأنك إذا أحببته يسهل عليك فعل جميع ما يطلبه منك. وذلك عن طريق المحافظة على الصلوات، وقراءة بعض الأذكار في الصباح والمساء، وتطبيق السنن قدر الإمكان..، ومصاحبة الصديقات الملتزمات، وغير ذلك...
4- قطع جميع ما يدعوك لإقامة العلاقات مع الشباب، كالحديث إلى صديقاتك عن الحب، أو مشاهدة أفلام الحب والرومانسية، وإزالة رقم الشاب من هاتفك.
5- الدعاء والتضرع إلى الله أن يعينك على ترك الحرام.
تبدو المسألة صعبة أليس كذلك؟ كيف ستعيشين بدون مشاعر الحب؟ وكيف ستتحملين ألم الفراق؟
سؤال: لو أنك أطعت الله منذ البداية ولم تتكلمي مع هذا الشاب، هل كنت ستشعرين بألم الفراق؟ طبعاً لا، لعدم وجود اللقاء أصلاً! إذن: لا بد –في البداية- من تحمل شيء من نتيجة المخالفة التي جنيت أنت بها على نفسك، ثم بعد ذلك تعود الأمور إلى طبيعتها، بل ويغمرك الله بشعور من السعادة لم تذوقيه من قبل، لأن الله يفرح بتوبة عبده، فيكرمه بإدخال الفرح والسرور على قلبه عند التوبة، لأن الجزاء من جنس العمل!
لن أطيل عليك أكثر من هذا، وأسأل الله أن يعينك على طاعته. ولا تنسِني أنت أيضاً من دعائك..