رياحين والنرجسي في حديقة الزواج المحترقة
السلام عليكم،
في البداية أشكركم على موقعكم الرائع، وأتمنى أن أجد لديكم ما يرشدني إلى الحل السليم. أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاماً تزوجت قبل 8 أشهر، أواجه مشكلة؛ أنا أكره زوجي! أكرهه كراهية لدرجة أني أبكي كلما أتذكره، كراهية فظيعة تجعلني لا أستطيع العيش معه. بدأت هذه المشكلة من أول ليله دخل فيها عليّ؛ كان أسلوبه جافّاً قاسياً، أول ما رأيته لم أرتح له، وكانت العبرة تخنقني لكني تمالكت نفسي وقلت جميع النساء يمررن بهذه الحالة ومع الوقت يرتحن لهم ويحببنهم.. اصبري، ربما يملك قلباً أبيض مخالفاً لمظهره. لكني صدمت عندما أخذنا أخي بسيارته ليلة دخلتي إلى الشقة أنه تجاهل وجودي، كان يمشي بغرور وكأنه ليس عريساً، أمسك أخي بيدي ليوصلني إلى الشقة وهو أمامنا والصمت يعمّ المكان، دخلنا الشقة ذهب إلى الغرفة وتركنا أنا وأخي في الصالة، بدأت دموعي تنهمر وقبّلني أخي وتمنى لي التوفيق.
كنت أرتجف، كنت أتمنى لو أعود أدراجي مع أخي لكني تمالكت نفسي، فقلت ربما يكون رجلاً حييّاً (يستحي)، اصبري.. ذهب أخي وبقيت في الصالة وهو داخل الغرفة، لا أعرف ماذا أفعل؟! قلت في نفسي ادخلي إليه، فدخلت وجلست على السرير وظللنا ساعة كاملة لا أحد ينطق، ثم نطق ينصحني بأنه لم يرضَ بالتصوير الفوتوغرافي الذي أحضرته على حسابي وأن ذلك غير جائز، صدمت من رده رغم أنه هو بنفسه أحضر مصورين فيديو لزواجه يصور حفل الرجال! صمت ولم أتكلم وظلينا على هذا الحال ما يقارب الساعتين، كانت دموعي تنهمر وأحاول منعها حتى لا يراها، أما هو ففتح جوّاله وبدأ يرسل مسجات واتصالات متجاهلني، بعدها بدأت بالكلام حتى أغيّر الجو لأني بدأت أحس بملل، تناقشنا بأمور بسيطة ثم عاد الصمت مرة أخرى وأخيراً قلت له: "إذا كنت تريد أن تنام فعليك بالنوم"، قال: "نعم، أود ذلك"، تركت له الغرفة وتوضأت وصليت ركعتي الوتر، وبدأت أبكي بين يدي الله وأدعوه لأني لم أرتح له وسألت الله أن يفرّج همّي، وانتهيت من الصلاة وظللت أبكي قرابة النصف لساعة واتصلت بأخواتي، كانت الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، وعدت أبكي حالي فأخبرنني بأن ذلك عادي وكلهن قد مررن بالتجربة (كان مجرد كلام يواسينني به حتى لا أخاف).
في الصباح استيقظت وأيقظته من النوم، نهض وغسل وجهه ثم عاد ليلبس ثوبه فأخرج كيس من الخزانة ورماه على طاولة المرآة وقال لي: "هذي صباحيتك" وخرج من الغرفة، صدمت وبقيت واقفة أتأمل الموقف، هل هناك زوج يعامل زوجته بهذه الطريقه في صباحية زواجه؟! جاءت أمي وأخواتي -وكنت من هول ما رأيت لا أنطق بشيء- سألنني ما بي: "لا تخافي، هذا هو الزواج" وتغاضيت عن ذلك الموقف بألم يعتصر قلبي، وأمني نفسي بأن القادم أجمل، لكني بدأت أكرهه يوماً بعد يوم، بدأت أتمنى خروجه، أكره وجوده. ذهبنا شهر عسل -كما يسمى- وأنا أرى أنه العكس، أسبوعاً في أحد مناطق المملكة، لا أخفيكم أني كرهته لدرجة أني أحاول منعه من الفراش بأعذار واهية لأنه كان يعاملني بقسوة في الفراش، وقبل أن أسافر نصحتني أخواتي بأخذ حبوب منع الدورة الشهرية حتى أستمتع بشهر العسل، اشتريتها ولم أستعملها وبقي على موعدها أسبوعاً، تركتها تنزل حتى أرتاح من زوجي.
كنت كلما أطلب منه طلباً أثناء السفر يماطل، حتى الوردة كنت أريد أن أشتري له وردة (أحاول التودد إليه وأن أقنع نفسي به) من أحد الباعة الذين يجولون في الشوارع، طلبت منه أن يوقف أحدهم، وبالفعل أوقفه فقلت للبائع: "كم تبيع لي الوردة الحمراء؟"، قال: "بخمسة" لكن صدمت من زوجي عندما قال: "تبيعه بريالين، وإلا امش من وجهي" فقلت له: "أنا أريد أن أشتريها لك، لا يهم السعر" تجاهلني وطلب من الصبي بأن يغادر فغضبت ولم يلتفت إليّ وتجاهلني وكأن شيئاً لم يحدث. بدأت أكرهه لتصرفاته وتعامله مع الجميع ابتداءً الأطفال حتى العمال الأجانب؛ كان قاسياً ومغروراً لا يرى أحسن منه، كان يقول لي أني محظوظة لأني تزوجت شخصاً مثله يصلّي ولا يدخن! يكررها دائماً حتى أنه في يوم من الأيام صلّى الفجر عندي في الغرفة ولم يصلها في المسجد ليسمعني صوته، وعندما انتهى قال: "ما رأيك بصوتي؟ أليس جميلاً؟" اتصلت بطبيب نفسي وأخبرته بذلك فقال لي أنه يعاني من خلل وعليه مراجعة أقرب عيادة لكني لم أستطع إخباره بذلك لأنه معجب بنفسه وسيغضب. كان دائماً إذا أحضر شيئاً يقول لي: "أرأيت أحداً مثلي يحضر هذه الأشياء لك؟ بل لن ترينه لأني مصلٍّ ولا أدخن" كان معجباً بنفسه لدرجة أنه لا يقدم شيئاً حتى يمدح.
في أحد الأيام تشاجرت معه لأنه حين يتصل به أحد من أهله يسألهم إن كان لديهم قهوة حتى لو كانت القهوة أمامه قائلاً: "بنت فلان لم تقهويني -يقصدني-" قلت له: "أرجوك لا تقل ذلك، أنت تحرجني مع أهلك فيظنوني مقصرة بحقك" ولم يبال واستمر على هذا الحال إلى أن طفح الكيل في أحد الأيام مرض مرضاً خفيفاً وظل على السرير وبدأت أخدمه وأحضر له ما يشتهي وأحضر له دواءه وهو على سريره، فأتاه اتصال لا أعرف ممن، لكن كنت أستمع لحديثه فقال أنه متعب وليس لديه امرأة تعتني به "طول وقتها نائمة" باستهزاء، غضبت عندما أقفل السماعة قلت له: "بالله ألا تخجل من نفسك؟ أيرضيك أن تهين زوجتك في كل محادثة؟" قال لي: "ليس لك دخل، أنا أعرف مع من أتكلم" قلت له: "وأنا لا أرضى بأن تهين كرامتي وتجرحني حتى لو كنت تعرف مع من تتكلم"، غضب وخرج وترك الشقة وكان الوقت ظهراً ولم يعد إلا في التاسعة ليلاً... أحسست بالذنب وقتها فقمت وأحضرت بعض الحلوى والقهوة وأشعلت الشموع وجلست أنتظره حتى عاد، عاد وتجاهل كل شيء وكأنه يقول لي لا يهمني ذلك، تكلمت معه بهدوء فقلت: "استرح لنتفاهم" قال: "وعلى ماذا نتفاهم؟" قلت على ما حدث اليوم، هل يرضيك ما فعلته؟ لو أقول ذلك لمن يتصل بي وأن زوجي لا يهمه إلا الأكل، ليس لدي زوج، أيرضيك؟" غضب وقال لي: "أنا غير، لن تجدي أحداً مثلي، انظري حولك لا أحد مثلي، أنا حين أتكلم مع شخص أدرس عقله"، ذهلتُ من غروره فعرفت أن النقاش معه عقيم، فقلت له: "اسمعني، حتى لو كنت ملاكاً طاهراً أنا لن أسمح لك بإهانتي، حتى لو وصل الأمر إلى الطلاق" نهض وتركني وترك كل شيء، نمت تلك الليلة أبكي على حالي.
كان دائم السهر عند إخوته، فيرميني في منزل أحد أخواته إلى الفجر وكان يقول لي: "لا تتصلي بي فتحرجيني" ويتركني إلى الفجر، وعندما طلبت منه ألا يسهر لما بعد الساعة الواحدة ليلاً قال لي: "أنا كذا طبعي، إن أعجبك حيّاك الله، وإن لم يعجبك براحتك، أنا لست مجبراً على إرضائك".
وهكذا الحال؛ كرهته حتى أنه كان يستهزئ بطبخي فيقول: "زوجة أخي تطبخ أحسن منك" فقلت له: "لمَ لم تتزوج أختها" فقال: "أنها ليست موظفة" فقلت: "يعني تزوجتني من أجل راتبي" قال: "نعم، لأني لا أريد أن أصرف عليك ولا على أطفالك" كان يوماً عصيباً مليئاً بالشجار بسبب أسلوبه السخيف. كل يوم أكتشف شيئاً يبعدني عنه ويزيد كرهي له، والمصيبة أني حملت منه في أول الشهر، كدت أجن وحاولت إسقاطه لأني أكره زوجي ولا أريد منه أطفالاً، لكن إرادة الله أقوى. جلست معه شهرين كرهته ولم أعد أطيق حتى الجلوس معه، صرت أتهرب منه إذا أراد أن يجامعني قال لي: "يا عمري" وإذا أخذ ما أراد أهانني! كرهت الجماع حتى أنه إذا أتاني جلست أبكي من كرهي له، كان يرسل لي رسائل يقول فيها: "أنت مصيبه وسأتحملك" رسائل لا تطاق كثير منها ما هو تهديد: "لا تأخذي شيئاً من المطبخ إلا بإذني" يراقبني، يراقب خطواتي حتى لو دخلت المطبخ يدخل بعدي ليرى ماذا أخذت!!
سئمت الحياة حتى أغمي عليّ في أحد الأيام وذهبت للمستشفى ووضعوا لي مغذيّاً وقالوا أني أعاني هبوطاً في الضغط ونبضات قلبي ضعيفة، خرجت من المستشفى فاتصل بأختي وقال لها: "تعالي عند أختك، إنها متعبة" وخرج من الشقة حتى جاءت أختي، وعلم والدي بالخبر فطلب مني أن أجهز كل أغراضي لأنه-كما قال أبي- "أصلاً لا يريدك، وذلك واضح من تصرفاته، وسيأتي أحد إخوتك ليأخذك"، وبالفعل هذا ما حدث، وعدت إلى أهلي في غضون شهرين ورميت هاتفي النقال وغيّرته لأني سئمت من مسجاته المهينة، وبعد خمسة أيام أتى إلى أبي يقول له: "أين هي؟ أنا لم أفعل لها شيئاً" فأخبره أبي بما فعل، فقال: "أنا لم أفعل أي شيء، أنا اشتريت لها فستان بمبلغ 800 ريال، وأنها كانت تقول لي بأنها مريضة بالقولون ولا أعلم كيف أهلي غشّوك ولم يخبروك؟!" -أنا صحيح أخبرته بأن معي قولون لكن لم أقل أهلي غشّوك، لا يوجد امرأة عاقلة تقول ذلك، حتى المجنونة لا تستطيع-؛
والدي ذهل من حديثه.. حديث رجل غير عاقل، غضب منه بشدة وأخبره بأنه غير أهل للمسؤولية، خرج ولم يتصل ولم يسأل منذ شهر رمضان حتى الآن، إلا أنه قبل شهر جاء هو ووالده فقال لهم أبي بأني لا أريده وأني أريد الطلاق، وأني مستعدة بدفع كل ما أعطانياه من مهر.. رفض أبوه فقال: "لن نطلق، اضربها واجبرها على العودة، فلن تجد مثل ابني" رد عليه أبي: "لن أغصبها على شيء هي تكرهه ولا تريده" قال زوجي بأنه إذا لم يأتيه رد خلال أسبوع فسوف يتزوج، قال له والدي: "تزوج وإذا أردت أن أخطب لك فأنا مستعد" خرجوا من عندنا ولم يأتوا إلى الآن( وبيني وبينكم أنا لا أريده ولا أطيقه أكرهه، حتى ما في بطني كرهته بسببه كلما تذكرت أنه منه أبكي.. كرهته لدرجة أني أبكي لا إراديّاً.
ما الحل؟ أفيدوني؟ أنا أنتظر أن أضع مولودي وأطلب الطلاق لأني كلما تذكرت حياتي معه أبكي، هناك أشياء كثيرة لم أذكرها لأنها مهينة لي ولا أريد أن أتذكرها) هل تنصحوني بالعودة إليه رغم كرهي له؟؟ المشكلة أني أكره حتى ما في أحشائي بسببه، أقسم بالله أني أكتب لكم حالتي ودموعي على خدي. أفيدوني ماذا أفعل؟.
05/02/2009
رد المستشار
السلام عليك، الأخت الغالية رياحين،
أعانك الله وكان معك، لقد قرأت مشكلتك بتمعن وتأثرت للوضع الذي أنت فيه، أسأل الله أن يفرّج عنك، ولكن يا أختي لم أكن أتوقع أن يكون سؤالك بعد كل هذا الكلام هو: هل تنصحوني بالعودة إليه؟ طبعاً، لا أحد يستطيع أن يقرر لك أنت شخصياً ماذا تفعلين! فهذا الأمر عائد إليك، لكنك لم تبيني في رسالتك ما هو الدافع الذي يجعلك تفكرين بالعودة إليه بعد كل ما ذكرت من الإساءات، وبعد وصولك إلى هذه الدرجة من الكراهية لزوجك! هل هو خوفك من خراب الأسرة؟ لا أظنها كانت عامرة حتى تخرب! أم أنك ما زلت لا تصدقين قدرك في هذا الزواج وتريدين أن تعودي علّ الأمر يتغير يوماً؟
لا أدري حقيقة، لكن رأيي الشخصي، وبما أنك طلبت النصيحة، ألا تحاولي إعادة التجربة معه مرة أخرى، واحسمي الأمر قبل أن يصبح لديك أكثر من طفل، وخاصة أن أهلك يفهمون وضعك ويقدرونه، ولا يجبرونك على العودة إليه. أظنها نصيحة مرّة، لكن بتقديري حسب ما فهمت من كلامك، هي أقل مرارة بكثير من بقائك معه على هذه الحال.
أعانك الله وجبر خاطرك، وعوضك خيراً من مصيبتك في الدنيا والآخرة.