الوحش الجنسي..!؟
تزوجت لمدة ثلاثة شهور، ولأنه كان أنانياً وغير سويٍّ وضعيفاً جنسياً وينكر ذلك كرهت الجنس وطلّقت منه ولم أنجب. بعد طلاقي مرّ عليّ سنتين لم أفكر في الجنس إلا قليلاً ولا أمارس العادة السرية إلا قليلاً، إلى أن ظهر هذا الشخص في حياتي؛ شخصية مرموقة وله منصب عالٍ في الدولة، غرمياته كثيرة مع أن سمعته ممتازة، والغريب أنه رومانسيٌّ جداً، وبعد أن كنت ملتزمة ديناً وخلقاً وقعت معه في الرذيلة مع أني كنت أكره الجنس.
أنا الآن وحش جنسي، لا أستطيع التوقف ولا أستطيع السيطرة على نفسي، كنت أعتقد أني من النوع بارد المشاعر.. أنا في حالة غريبة! أريد الجنس طوال الوقت، ليلاً ونهاراً، وهو لا يستطيع إلا يوماً واحداً في الأسبوع ويمارسه معي في هذا اليوم مرتين، وباقى الأسبوع لا أراه فيه.
أنا أريد أن أسيطر على نفسي لأني خائفة من الله. أرجوكم ساعدوني.
وجزاكم الله كل خير.
26/9/2009
رد المستشار
المحروم نوعان ضخمان واضحان، ونوع ثالث متذبذب عسى أن يتوب؛ فالأول خبيث النفس، حين يصل لما حُرم منه في غيبة المراقبة ينهل مما حرم منه دون أدنى تفكير لا في خلق، ولا في حدود، ولا في حقوق، فيغرق ويضيع. والنوع الثاني عفيف، فرغم ما يشعر به من مرارة الحرمان إلا أن مرارة الغدر بالنفس وبأمانة الله عليه أشد، فيتعفف ويتحسر ويتحكم في نفسه ويحتسب في نفسه لعل الله يعطيه من فضله لرغبته في رضاه. وإن كنت للآن من النوع الأول دون أن تدري أنك منه، فأرجو أن تكوني من النوع الثالث المتذبذب؛ الذي قد يقع في الخطأ وقد يكرره بعض الوقت ولكن ما لديه من متانة خلق ورغبة في رضى الله بصدق يجعله يرشد ويستقيم فيلحق على خير بالنوع الثاني، ويكفيه مرارة الألم مما وقع فيه سابقاً شفيعاً له.
والحقيقة أن الحل في يدك أنت لا غيرك، ولا تتوقعي مني أنني سأقول لك بعض آيات التذكير بعقاب الله سبحانه عن الوقوع في تلك الكبيرة المتكررة، ثم أقول لك أنت ضحية هذا الزوج الغشاش فلك العذر، ثم أقول لك أنك على خطر عظيم إن لم تحسمي أمرك، فتنتقلي من النوع الأول للنوع الثالث بذلك، ولكن تحتاجين بقوة لثلاثة أمور لا فصال فيها إن أردت ألا تقفي مع "....." رأساً برأس:
* أن تقطعي علاقتك به فوراً ودون أي مناقشات ولا مقدمات، فهو كما تقولين رومانسيٌّ جداً، فلن تأخذي في يديه كما يقولون "غلوة"، فهو محترف أصيل له غراميات وطرق وأساليب تجدي جداً مع المحرومات.
* أن تتوبي لله سبحانه وتعالى بصدق وتتذكري أنك على مصيبة كبيرة من مصائب الدين، وأنك لو ظللت هكذا فستعتادين ذلك ولن تشعري بعد وقت أنك تفعلين إثماً، والله سبحانه حليم يمهل ولكنه لا يهمل، وستكون فضيحة لا تتصوري مداها، وستصبح سمعتك في منتهى السوء ولا تفكري بالزواج الشريف من رجل شريف بعدها.
* اشغلي نفسك بكل ما يأخذ منك وقتاً وجهداً بدنياً وتفكيراً ذهنياً حتى تنشلي نفسك من التفكير المستمر في العلاقة الخاصة، ولا تعرّضي نفسك للمثيرات المرئية أو المسموعة أو حتى بالحديث، ولا تتركي في يومك وقتاً تكونين فيه وحيدة قدر إمكانك، واحمدي الله ستره لك، واحمدي الله أنك لم تنجبي من زوجك، واحمدي الله أن لديك السبب الذي ستذكرينه حين يسألك من سيتقدم لك عن سبب انفصالك، لأن ما ستحمدينه عليه هو السبب الذي سينجيك الله به ويقدّر لك بفضله إن شاء الله الزواج الشريف من رجل يعفّك ولو بعد حين.
* تعلّمي الدرس جيداً مما سبق ولا تعيشي سجينته ولا تعيشي دون أن تذكريه.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الأخت العزيزة "نهى" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الأستاذة أميرة بدران لكنني فقط وددت أن أوضح لك ما قد يكون السبب في تغيرك الغريب أو الذي تستغربينه في قولك: (مع أني كنت أكره الجنس.... أنا الآن وحش جنسي، لا أستطيع التوقف ولا أستطيع السيطرة على نفسي، كنت أعتقد أني من النوع بارد المشاعر... أنا في حالة غريبة! أريد الجنس طوال الوقت، ليلاً ونهاراً) المسألة يا "نهى" ليست أنك تغيرت ولا أنه سحرك وجعلك في حالة طلب دائم للجنس المسألة كلها أن العلاقة القائمة بينكما ولأنها خارج الإطار فإنها لا تمنحك الأمان وبالتالي فإنك تبحثين عن هذا الأمان بالجوع الدائم للجنس، والمشكلة أنك إن لم تنتبهي بسرعة فسوف يصدمك تغيره المفاجئ ونتمنى أن تسارعي أنت وتصدميه... ألا هل بلغنا اللهم فاشهد... أهلا بك.