هل سينصلح حالي؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
كل كلمات الثناء والتقدير لن توفيكم ولو جزًاء يسيرا من حقكم علينا لأن هذا الجهد ليس له جزاء سوى أجر الآخرة أسأل الله أن تجدوه فوزا بجنة النعيم يوم القيامة. ملل وتجيبوا علي لأنني في حيرة كبيرة من أمري. سأطيل قليلا وأستطرد بأشياء قد تبدو غير مترابطة لكن صدقوني هكذا أنا أشعر أنني مبعثر كما كلماتي ولو اجتمعت وانتظمت ستشكل إنسانا قويا متماسكا، أشعر أنني لدي الكثير من نقاط القوة ولكنها مبعثرة وغير مستغلة جيدا ولا أعلم كيف أقضي على نقاط ضعفي تلك، إليكم استشارتي وأتمنى أن لا تسبب لكم الملل وأن تجيبوا علي لأنني فعلا في حيرة من أمري....
أريد أن أقترب أكثر من الله عز وجل أريد أن أعيش كما أريد وأكون أنا أريد أن أطور مهارات تعاملي مع الناس دائما أحب أن أجرب حتى أنني كنت أستمتع كثيرا بالتجارب في مختبر الجامعة ولكنني دائما كنت أحبط في البيت إذا ما قررت أن أجرب شيئا مما جعلني أحجم عن التجريب في إصلاح أي شي كان أبي رحمه الله دائما ما يطلق على لقب (خريب) كنت أحبط حينها وأقرر ألا أجرب مرة أخرى, أخاف انه قد تكون لدي ملكة الاختراع وقد تم وأدها في مهدها وهل يمكن أن أعيد إحيائها مرة أخرى أم أن الأوان قد فات ممكن أكون باحث في مجالي وأشتغل في مختبر وأعمل أبحاث وتجارب أحب هذه الأمور كثيرا خاصة لما أسمع عن عالم طلع باختراع جديد نتيجة جهد مضني ومتواصل نفسي أكون زي العلماء المشهورين ألبرت أينشتاين وإسحاق نيوتن ولويس باستور وتوماس ألفا أديسون، أريد أن أكون علامة فارقة في تاريخ البشر بإنجاز يرضى الله ويحقق ذاتي ويخدم الناس.
رضا الله مقدم على تحقيق الذات، أم أن رضا الله لا يتعارض أصلا مع تحقيق الله لأن الله لا يحب العبد الذليل المستكين؟؟؟ والله لا يرضى بالرضا الذي يأتي من خلال استكانة الإنسان وترك حقه للناس؟؟؟ هذا لا يرضي الله، لا أريد أن أموت وأمر من هذا العالم مرور الكرام بل أريد أن أعمل شيئا. كثيرا ما تواجهني مواقف وأرتبك أو يتم وضعي في خانة "إليك" ليس لأنني ضعيف بل لأنني لم أجِد التصرف في ذلك الموقف ولو وجدت وقتا حينها لكنت رتبت أفكاري ورديت بالشكل المناسب. (الجمعة 12/3/2010)
أحتاج أن أكون أكثر حميمية بدل الطابع الرسمي الذي يكسوني مع أني أجد أن الناس تحبني أشعر أني إنسان ما تعبتش في حياتي كثيرا وأهلي كانوا مش مخليني متحمل مسئولية وكل شي يوفرونه وهذا الشيء ما بحبه لأني بعرف الحياة تعب والخبرة ما تجيء غير من الأخطاء والاحتكاك مع الناس، أنا لا أقدر ذاتي بالشكل الكافي أنا لا أحترم إمكانياتي وقدراتي بالقدر المطلوب أنا إنسان ذو شخصية قوية وعلى قناعة تامة بهذا فلم أشعر بالخور والجبن أحيانا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!
أحب آن تكون زوجتي ذات شخصية قوية لأن هذا أيضا يشعرني بالقوة ليس جبنا مني أو عدم مقدرة على حمايتها بل لأنني أحب التعامل مع هذه النوعية من النساء ولأنني وقتها سأستطيع أن اعتمد عليها إن غبت عنها لأي سبب كان.... لا أرى أن في هذا عيب في أني حابب أعتمد عليها لو غبت عنها وتركتها لوحدها (أو لا أدري فعليا السبب حلل شخصيتي أنت يا دكتور).
أحب أن أتعامل مع الأشخاص ذوي الشخصيات القوية لأني أشعر بالراحة وأشعر بنفسي حينها مع أنني لا أجيد التواصل مع البشر بالأساس وانطوائي وأحب أكون وحيد أكره الأشخاص الضعفاء وأكره الجبن جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا جدا أنا إنسان مغرور وهذه صفة سيئة خبرتي في الحياة قليلة أكره أن أشعر بالخوف أحب الاستقلالية أحيانا دقيق لدرجة مملة غير اجتماعي انطوائي اقل مشكلة توقعني في نفق مظلم………
لم أعد كذلك لست جبانا أحب أن يتحدث الناس عني موسوس بس مش كثير ملخبط أحيانا مرتب ومنظم أحيانا غير واثق من نفسي بالدرجة المطلوبة بحب أشرب مياه كتير أصبحت إنسان يحب الإنفاق والصرف لأني أشعر بأنني مستقل ولدي المال لأشتري ما أحب يمكن لأني كنت حارم نفسي من كثير أشياء في شبابي ليس بسبب قلة المال ولكن بسبب أن المال الذي كان ينفق علي ليس من كد أبي بل من مال خالي الموجود بالخارج أي إهانة لي أعتبرها جرحا كبيرا لكرامتي (حساس زيادة عن اللازم) مش شخصية شكاكة بس حذر دائما لا أشعر بالدونية بل أشعر أنني أحتقر الناس والسبب أنني من داخلي مهدوم نفسيا وليس عندي مناعة ما بدي أعيش زي الحيوانات آكل وأشرب وأنام متشائم كسلان شوي مليت من نفسي ما أعرف أقول كلمة لا إلا بلف ودوران وأعذار وقصص (مش دغري) مع أني نفسي أكون حازم أكثر من هيك بس مش قادر أو مش عارف (في فرق) أعتقد أني لازم أقدر نفسي وأعطيها قيمتها التي تستحقها في الحياة ما في حد أحسن من حد ولازم أكون واثق من نفسي.
بحس أني موضع اهتمام الفتيات وأنهن معجبات بشخصيتي لما أكون ماشي في الشارع (مع أني لا فلانتينو ولا فلتة زماني) ما يكونش جنون عظمة بس هيكون على إيه يا حسرة، لا أشعر بأنني إنسان ضعيف ولكنني لا أشعر بأنني أحترم نفسي بالقدر الكافي لا أحب أن أشعر بالضعف أو أنني إنسان منسحب لا يستطيع المنافسة أكره أن أبدو بمظهر قليل الحيلة.
باختصار يا دكتور عاوز أتغير وأعيش حياة سليمة وأتخلص من آثار الماضي وما أخاف من المستقبل؟؟؟ الشعور بالتوهان رغم أني أدرك ما يحدث حولي وأشارك فيه، وكأنني في مكان والدنيا في مكان هل أنا فعلا أحب الهندسة أم أنني أحاول أظهر أني أحبها (بصراحة مش عارف) هل أنا بعيش مراهقتي بشكل متأخر عشان ما عشتها في وقتها علشان هيك تصرفاتي مش مسئولة وطائشة أحيانا؟؟؟؟؟ في داخلي شخصية قوية بحس أنها تلومني لما بتصرف بشكل يوحي بالضعف.
ستعطيها ميزانية المنزل عند الزواج أم ستكون شراكة بينكما أم أنك ستتفرد بها وتستشيرها أحيانا، أظن أن الخيار الثالث هو الأقوى، لأنني أحتاج أن أتدرب على قيادة سفينتي بنفسي وعمل ميزانية لبيتي لأنني بعد ذلك سأكون مسئولا عن ميزانية شركات. يجب أن أدير بيتي جيدا حتى أستطيع النجاح في عملي أيضا، أشعر بغضب، منها ربما قليلا من نفسي، ربما كثيرا ، ليس ذنبك يا نفسي العزيزة بل هي تلك الأفكار السوداوية التي تعتريني بين الحين والآخر مقحمة نفسها في عالمي وأحاول محاربتها، تغلبت عليها وأحيانا تعود وتهزمني... لن أستسلم، لا أريد أن أكون مملا لأحد ولا أريد أن يتحملني أحد حتى وإن كان يحبني.
كيف سأدير حياتي معها، سأديرها وفق رؤيتي أنا وسأشركها في الأمور التي تشكل علي ستكون هي الأم الحنون المحتوية لي، أرفض هكذا حياة لا أريد أن أكون مطاعا لمجرد المسايرة والمسايسة، قد تجد أحيانا رأيها أصوب من رأيي وتجاملني من داخلها، لن تفخر بي، هل ستساعدني لأكون إنسانا جيدا قادرا على قيادة بيته بشكل حكيم وصائب؟ أم أنها ستكون المسيطرة، هذا غير مقبول في الخيال حتى شخصية أمي سببت لي التعب وأصبحت أخشى أن أجد زوجتي مثلها تتحكم بي لا أريدها حتى وإن أحبتني ولا أريدها أن تشعرني بالعجز وأن لها الفضل علي...... نعم أشعر بكآبة وبؤس وربما ضعف يعتريني أعاند وأكابر وأقول لا شيء بي لا أستطيع أن أصرح بضعفي أمامها، ما هذا الغباء هي تعتبره عادي بين الأزواج، هي تصرح بضعفها شي طبيعي هل هو عادي فعلا، فقدت بوصلة التمييز هل أسأل هذا وهذا وكيف علاقته بزوجته أم أسأل الطبيب النفسي في هذا وهل كل أمر يعترضني في حياته سأذهب وأسأل الطبيب بالتأكيد لااااااااااااااااااااا.........
إذن الحل يكمن بداخلي ....بمعرفة ما أريد حقا أنا لا أعلم ما أريد في هذه الحياة أصير غني؟ مشهور وناجح في عملي؟؟؟؟؟ عندي صداقات وعلاقات كثيرة تعوضني عن الوحدة اللي حاسس فيها وبداريها بجديتي وبانشغالي بالعمل؟؟؟، خلال الأيام الماضية حسيت أني مش كثير محتاج لها ممكن أعيش بدونها أيام كثيرة، أعتقد أنني لست مهما بالنسبة لها وأنها لم تعد تحبني لذلك شعرت بالقلق خفت أن تتكرر التجربة معي ولا تهتم بي، نعم.
اليوم أشعر برغبة قوية في البكاء، البكاء على نفسي التائهة معنديش صلابة نفسية مازال النقد والكلام الجارح يؤثر بي ويهزني تعبت من كل هذا لا أجد رغبتي قوية في التغيير لا أجدها تتغلب على المعوقات التي تعترضني في حياتي كثيرون هم كانوا وحدهم ونجحوا ووصلوا لما يريدون أريد أن أكون منهم وأريد أيضا أن أنجح بتشجيع من حولي لا أريد أن أشعر بالشفقة من أحد ولكن أريد دعما يحفزني أكثر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أعلم تماما أنه ما لم يكن الدافع من داخلي أقوى فلن يفيد التحفيز الخارجي دائما ما يتردد صوت في داخلي يقول أنه سينصلح حالي في حال وجدت شركة مميزة ومدير حنون يساعدني ويعلمني وانتظر هذه الأمنية أن تتحقق؟؟؟؟ ماذا لو لم تتحقق هذه الأمنية هل لن أتعلم بسبب جفاء أو قسوة الآخرين؟؟؟؟ أم أنني سأنتزع هذا من بين أنيابهم يجب أن أنتزعه انتزاعا ولا أنتظره وإن جاء ذاك الأب الحنون فبها ونعمت وإن لم يأت فلا بأس سأتعلم رغما عن الظروف وأصبح ما أريد هل شرط أن يكون هناك احد يدعمني كي أتقدم ماذا لو كان كل ما حولي يحبطني ويثبطني عن تحقيق مرادي يجب أن يكون لدي قوة دافعة مضادة لهذا التحبيط وتكسير العزيمة لكن هل يجب أن يكون حولي أصدقاء وأهل يؤمنون بي ويدعمونني أم أن هذا ضعف وخيابة؟؟؟؟
أعتقد أن الأهم هو أن أحفز نفسي بنفسي أولا ولا أنتظر دعم الخارج ولكنه إن أتى فهذا شي جيد وان لم يأت فلن أكتئب وأحبط بل سأحقق ما أريد ممكن أكون اجتماعي ولي علاقات كثيرة؟؟؟ نفسي في هالشي يجب أن أذهب لطبيب نفسي مرة أخرى سيساعدني حتما ولن أخجل أن أبوح بكل ما لدي أمامه حاسس بوحدة قاتلة مليش أصحاب لا يوجد أحد يسأل عني أو يتصل بي لأنه يحبني يتصلون بي إذا كان هناك شيء ما إما لأن أحدا يحبني لا يوجد لن أختصر كل الناس في زوجتي حتى وإن أحبتني أكثر مما أحبها.
أحاول أن أرمم نفسي المتهالكة المدمرة أصلا لا تستطيع أن تكسو بيتا أساساته خربة أصلا بل يجب هدمه من الأساس وهذا ما يجب أن أموت هو أفضل لي كثيرا من عمليات الترقيع الفاشلة التي أقوم بعملها لن أبقى طول حياتي أشكو لها كلما واجهت مصاعب الحياة لن تشعر معي بالأمان أفضل لك وأشرف أن تذهبي عني من الآن ولا تتعبي نفسك كثيرا معي ستجدين من يقدرك فعلا فكثيرون هم من يحبونك ولن تتعبي في العثور على من يحبك وتحبيه فأنتي مميزة وتستحقين الأفضل دائما كيف إن كنت مكانها مثلا هي لم تحصل على مجموع عالي ولم تتذمر بل رضيت وتميزت في مجالها وأنا من المفترض لدي مؤهل عالي وأعيش في بؤس هي الثقة بالنفس التي افتقدها وأحاول أن أجدها لا أعلم متى ستأتي لي ثقتي بنفسي وأصبح لا أخشى من الفشل.
سامحوني على الإطالة لكن هذا أنا... أريد أن أكون بأحسن حال ولكنني لست صبورا كفاية أحاول دائما وضع خطط ولكنني أحبط عندما أجدها لا تتحقق بالشكل المطلوب... جو العمل مسبب لي ضغط كبير لأني 24 ساعة في العمل عدا الجمعة ساكن في شقة للشركة نفسها، أتمنى حد يفهمني ويرشدني للحل الذي أساسه من داخلي، أشكركم على رحابة الصدر.
11/11/2010
رد المستشار
الأخ العزيز السيد "محمد" المحترم, عليكم السلام ورحمة الله وبركاته, أهلاً وسهلاً بك في موقع الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية, وشكراً على ثقتك أخي العزيز؛
لقد اطلعت على طلب استشارتك, والواقع أنه غني بالمعلومات, يهمني أولاً أن تعلم أن الأوان لم يفت بعد, وأن ملكة الإبداع والاختراع لا يمكن وأدها طالما أن صاحبها يعمل بجد وإخلاص ويتفوق على العقبات التي تعترضه, بل أن هذه العقبات في الغالب هي السبب غالباً في تفوق الفرد وإبداعه, رحم الله والدك, وسامحه على ما تسبب فيه لديك من إحباط, وإن كنت أتفق معه من جهة أن موقع إجراء التجارب يفضل أن يبقى في المختبر وليس في المنزل.
ما زلت في مقتبل العمر, وتستطيع البدء بأبحاثك الآن والعمل في المختبر, وأنا واثق أنك سوف تقوم بإنجازات هامة في مجال تخصصك. إن طموحك مشروع, ويمكنك أن تنجح في ذلك, بل دعني أقول أكثر أن أينشتاين ونيوتن وباستور وأديسون وغيرهم, ليسوا أحسن منك, ولم تكن ظروفهم أفضل من ظروفك, يمكنك أن تنجح طالما أنك تنظم طاقتك وتعمل وفق خطط منهجية من أجل تحقيق ذاتك والوصول إلى أهدافك.
قد تحقق إنجازات كبيرة مباشرة, وقد يستغرق ذلك منك وقت أطول, المهم أن لا تحبط وأن تستمر في المحاولة والتعمق حتى تصل إلى ما ترمي إليه, وأذكر لك موقفاً حدث معي شخصياً عندما قلت لأحد العلماء الكبار أنني أريد أن أضيف للعلم والبحث العلمي, حيث أجابني أن وقت الإضافة للعلم لم يحن بعد, وأن علي أنهي دراستي وأن أعمل بتأني وصبر, وفي نفس الوقت, أن أجزئ مشروعي الأكبر إلى مهام صغيرة حتى أنجح في تحقيقها واحداً تلو الآخر.
ولا تنسى أن نجاحك في المهمة الأولى سوف يحرك دافعية الإنجاز لديك ويزودك بالتعزيز اللازم من أجل المزيد والمزيد من الإنجاز والتقدم.
ورضى الله لا يتعارض مع تحقيق الذات, طالما أنك لا تعصي الله ولا توظف أبحاثك وتجاربك في الإساءة لذاته ولأخيك الإنسان, بل أن تحقيق ذاتك يرضي الله وسوف سيسألك عما أنجزته في حياتك, وفيما إذا كنت هدرتها سدى أو أنك قمت فيها بإنجازات تفيدك أنت وأهلك وتفيد مجتمعك.
والإنسان عموماً, يعيش عدد محدد من السنوات, قد تمتد في أحسن الأحوال إلى مئة عاماً أو أكثر بقليل, وهو في نهاية المطاف ليس ذلك الشخص المسن الذي ربما تراه يسير في حديقة أو مستغرق على الأريكة, بل هو بدون شك ما خلفه ورائه من إنجازات وأعمال وتاريخ, هذه السنوات هي أسمه وهويته وهي كيانه الحقيقي الذي سيذكر الناس به دوماً. يعجبني فيك أخي محمد هذا الطموح ويبقى أن تتخذ الخطوات العملية التي تساعدك على تحقيقه.
يلزمك بشكل أساسي تطوير مهارات التصرف Coping skills , ويمكنك أن تستفيد من أحد الأدلة العملية الموجهة للعموم والتي تهدف إلى تزويد الفرد بهذه المهارات وغيرها, حيث يتم ذلك وفق مراحل محددة, ويمكنك أن تبدأ بتدريب نفسك على مستوى الخيال, كأن تتصور بعض المواقف المربكة, وتحاول أن تتعامل معها وفق استجابات محددة, مثل هذه التدريبات قد تكون مفيدة جداً لك, بحيث تزودك باستجابات جاهزة عند التعرض لهذه المواقف مستقبلاً في الواقع.
أما بالنسبة لــ "خانة اليك", أن أكثر المواقف شدة وأكثرها إرباكاً بالنسبة لك لن تكلفك سوى كلمة "لا", تعلم أخي العزيز أن تستخدم كلمة "لا" فهي مثل كلمة "نعم", لا يجوز أن يتم شيء على حساب ذاتك وراحتك, يمكنك في حال كنت محرجاً جداً أو عندما ترتبك أو تختلط عليك الأمور في موقف ما, أن ترفض على مراحل, كأن تذكر في مرحلة أولى أنك تحتاج للتفكير في الأمر, ثم في مرحلة لاحقة أنك فكرت في الموضوع ولكنه لم يناسبك. ومن يحبك لا بد أن يحترم رغبتك, وإلا فإنه بالتأكيد شخص غير محب.
ومن الواضح أن حالة الارتباك والبعثرة التي أشرت إليها في مقدمة رسالتك قد برزت بشكل واضح في طلبك المؤرخ في يوم الجمعة 12\3\2010, للحد الذي أصبح فيه أقرب إلى المونولوج الداخلي منه طلب استشارة من أخصائي, وهذا يجعل تحليل المعلومات الواردة في فيها والرد عليها غير مُجدي, بالنظر لأن حالة عدم الترابط والبعثرة الواضحة في كتابتك تعد بحد ذاتها مؤشراً لوجود قصة نفسية تتطلب مناقشتها ومعالجتها وجهاً لوجه مع الطبيب أو الأخصائي النفسي الإكلينيكي.
أعتقد أن حالة التفكك وعدم الترابط التي تختبرها في حال ما زالت مستمرة حتى الآن هي المسألة الأهم التي يجب التركيز عليها والعمل على معالجتها في المرحلة الحالية, وهي السبب, بحسب ملاحظتي, في معظم الصعوبات والمشاعر السلبية التي ذكرتها قبل ثمانية أشهر.
وطلب المساعدة من الأخصائي في مثل هذه الظروف ليس ضعفاً أخي العزيز, وأنت إنسان مثقف وواع وتدرك ذلك, وكما تفضلت, إن الحل يكمن بداخلك, ولكن ليس بمجرد معرفة ما تريده وحسب, بل بمعرفة ما تحتاجه بالفعل ومتابعته, وفي حال مازالت هذه الحالة مستمرة حتى اليوم, فلست أرى مانعاً من رؤية أخصائي تستطيع محادثته عن حالة البعثرة وعدم الترابط التي تشعر بها والتي تؤثر في قدرتك على تنظيم أفكارك والتعبير عنها, ومن ثم يمكنك أن تحدثه عن ضغوط العمل, وعن عدم قدرتك على التصرف المناسب في المواقف المختلفة, وعن رغبتك في القيام بإنجازات من شأنها أن تضيف للعلم, وغيرها من المسائل التي وردت في عرضك والتي تؤرقك وتشغل بالك, حيث يمكنك الاستفادة من خبرته وتوجيهاته على أن يكون من ذوي الخبرة في العلاج السلوكي المعرفي الذي تحتاجه من أجل تطوير مهارات التصرف وحل المشكلات وتوكيد الذات لديك.
وجواباً على ما ورد في عنوان استشارتك "هل سينصلح حالي", أقول لك, أن التغيير كان ممكنا في حالات كانت أشد وأصعب من حالتك, إلا أنني أقول لك مجدداً, أن التغيير يعتمد عليك وعلى رغبتك وإرادتك بالتغيير وعلى تعاونك مع الأخصائي بشكل أساسي, ثم من قبل ومن بعد, على الله عز وجل وإيمانك به والدعاء بأن يمدك بالقوة والإرادة.
والسلام عليك أخي العزيز ورحمة الله وبركاته