شخصيات خيالية
السلام عليكم
البداية أنا حياتي تبدو للناس طبيعية جدا بل وممتازة متخرجة من كلية جيدة وبحضر دراسات عليا لكن من داخلي بحش اني مش طبيعية أبدا
عشت حياة صعبة كان سببها المباشر بابا صعب جدااا وأهملني وظلمني كتير بشوفه في الكوابيس في معظم أحلامي ببكي بحرقة وبصحى مخنوقة من صغري خلقت في خيالي شخصية لواحد كأنه مكاني بس طبعا بصفات وشخصية أحسن
وبعد كده الموضوع زاد أوي والشخصيات زادت بقت في خيالي عيلة كبيرة بحاول أربط بينهم وبين الحقيقة اللي أنا عيشاها
المشكلة إن الشخصيات دي بقت ملازماني أكتر من نفسي وبفكر فيهم طول الوقت عقلي متشتت وبنسى بشكل مرعب وتدهورت في دراستي بعد ما كنت ممتازة ده غير أني من مخطوبة والمشكلة دي مأثرة عليّ جدااا في علاقتي به
أنا بطلت أحس بأي حاجة أحيانا أحس أني في السما وساعات أحس أني ولا حاجة
أرجوكم ساعدوني
آسفة على الإطالة
14/04/2011
رد المستشار
الأخت الفاضلة
مع خالص التحية والدعاء بالشفاء ............... شكوتك أجدها فرصة لتوضيح مدى معاناة المعالج عندما يجد العميل صعوبة في التعبير عن ما يعاني منه وذلك في أمرين:
- الأمر الأول وصفك للشخصيات التي تكونت بخيالك وطبيعتها ووقت حدوثها ثم الأوقات التي زادت فيها لدرجة أنها أصبحت شخصيات متعددة إلى أن أصبحت عائلة كبيرة وما هي المكاسب الثورية عندما تفكرين أو تتعاملين مع هذه الشخصيات وهل تحدث بصورة تلقائية أم تظهر تحت ظروف معينة ومدى ملازمتها لك وإحساسك بوجودها وتأثرك بها هل هو مؤلم أم مفرح أم لا يعني شيء وكذلك مدى ارتباطها بتشتت عقلك وعدم قدرتك على التذكر وتأخرك الدراسي ومشكلتك مع خطيبك فهل تتركينه جالسا وكأنه غير موجود وتنسحبين مع هذه الشخصيات أم تردين على اسئلته بشكل مخالف عندما يدور بينكما حوار أم تأمرك هذه الشخصيات بسلوكيات معينة لايرضى عنها خطيبك ... الخ.
- الأمر الثاني وصفك لإحساسك هل تقصدين به مشاعرك وعواطفك وانفعالاتك أم تقصدين به إدراكك لنفسك والأشياء والأشخاص والمواضيع والزمان والمكان والألوان والروائح والأطعمة والأحداث ... الخ. وعندما تصفين أن أحيانا إحساسك أنه بالسما وأحيانا إحساسك بأنك ولا حاجة فهذا هو قمة الإحساس وليس انعدام الإحساس (أنا بطلت أحس بأي حاجة).
عموما عندما يصل الأمر إلى معاناة في صورة أعراض تصل إلى درجة الألم والشكوى (معظم أحلامي ببكي بحرقة - وبصحى مخنوقة - عقلي متشتت - وبنسى بشكل مرعب) وفي صورة تدهور في المجال الدراسي (واتدهورت في دراستي بعد ما كنت ممتازة) وتأثر سلبي في المجال الاجتماعي (ده غير إني مخطوبة والمشكلة دي مأثرة عليا جدااا في علاقتي بيه) فيمكن اعتبار هذا نوعا من الاضطرابات النفسية التي تتميز بتظاهر أحلام اليقظة والانسحاب والانشقاق النفسي. ولتحديده في مفهوم متفق عليه علميا ومتفق عليه في التعامل معه فهذا يحتاج لمزيد من الدراسة والبحث (وفي هذه الحالة أنصحك بزيارة أقرب طبيب نفساني للعرض والمشورة).
ولكن بالرغم من ما حدث معك من معاناة طوال السنين (سنك 22 سنة كما أوضحت في الرسالة) ورغم المضار التي تعرضت لها - سأحاول مدارسة موضوعك بالرجوع إلى الأسباب وتوصيف الأعراض على قدر فهمي للمشكلة - فأنا أرى ان لعبة الحياة معك بدأت بمعاملة والدك القاسية والذي كان منتظر منه غير ذلك (الود والحب والرحمة والتفهم) فلم يستطيع والدك حل عقدة إلكترا Electra complex (في المفهوم التحليلي) وهي (أن إلكترا فتاة طروادية أحبت في اللاوعي أباها آغا ممنون وكانت تغار من والدتها غيرة شديدة فقامت بقتل أمها بالإتفاق مع أخيها)
وقد استغل فرويد تلك القصه فكانت بدءاً لدراساته حول تعلق الفتاة بأبيها باللاوعي وانجذابها نحوه بداية من سن النضوج ويستمر معها إلى نهاية العمر و ماتأخذه الفتاة من أبيها شخصية الأب نفسها فتحاول أن تقلده في أفكاره هي ستؤمن بما يؤمن به وسترفض ما يرفضه وليس شرطاً أن تكون تلك الأمور قيماً أو فضيلة ربما هي ستحاول أن تقلده حتى في كيفية تناوله لطعامه (إذن فالعملية هي محاولة تقمص الفتاة شخصية والدها بغض النظر عن محاسنه ومساوئه فقط اللا وعي هو سيكون من يحركه) ولذا قام اللاوعي باستحضار رمزية للأب القاسي والمرفوض فظهر بالكوابيس والأحلام المزعجة ولعدم القدرة عن الدفاع عن النفس فتستيقظين باكية ومختنقة ومع تكرار مثل هذه الأحداث قام اللاوعي باستحضار شخصية خيالية ولكنها أكثر دفئا وحنوا لتعادل هذا الألم الدفين وعدم الإحساس بالأمان ولكن عقلك استمرأ الراحة فأصبح يخلق شخصيات أخرى تحسسك بالأمان والدفء كلما تعرضت لضغوطات الحياة (سواء بصورة حقيقية أو متخيلة) وبطبيعة الحال ومع مرور الزمن كثر الانشقاق والانسحاب والتشتت مما أدى الى أعراض مثل فقد القدرة على التركيز وعدم القدرة على التذكر واضطراب المزاج ما بين الفرح والانقباض وهو ما أدى بالتالي إلى مشاكل على المستوى الدراسي والاجتماعي.
ولعلاج مثل هذه المعاناة فإنني أرى أنك تحتاجين لقدر هين من العقاقير النفسية لتخفيف حدة الأعراض مع علاج نفسي فردي (يفضل التحليلي) ورغم أنني لم أتعرض بصورة واضحة لاكتسابك بعض السلوكيات التي عززت لديك مثل هذه الأعراض فأجد أيضا أنك قد تحتاجين للعلاج السلوكي بمعاونة المعالج النفسي. ولك مني خالص التحية.
واقرئي على مجانين:
أحلام اليقظة أحلى م اليقظة!
بين أحلام اليقظة والواقع كيف أعيش؟!
أحلام اليقظة: استجابات بديلة للواقع
هل أحلام اليقظة تتعب الدماغ؟
أحلام اليقظة: أريدها وأرفضها
أحلام اليقظة الممتعة: طبيعية بشرط
أحلام يقظة مفرطة: مفتوحة كل الاحتمالات