أزهار التائبة
أريد إفادتي بفتوى حول حالتي
أنا فتاة متدينة -والحمد لله- أحفظ القران، ولكن لعن الله إبليس الذي حال بيني وبين نفسي ووقعت في الخطأ. لقد عملت علاقة أنا وأحد الرجال عبر الإنترنت وتمادينا إلى أن أصبحنا نفعل الجنس...... فبارك الله فيكم أفتوني في حالي، وهل تقبل توبتي بعدها؟
وأجيبوني على أسئلتي:
أنا كنت أستخدم معه الجنس كتابة، وكنت أحك مهبلي أثناء ممارستي الجنس معه، فهل فقدت عذريتي أم لا؟ على العلم أني أحك مهبلي فقط، ولم أقم بإدخال إصبعي في المهبل.
جزاكم الله عني كل الخير .
أرجوكم أفيدوني بالإجابة، فإنني نادمة علي كل ما حصل مني، وأريد أن أرجع إلى مولاي...
أفتوني في عملي وجزاكم الله خيرًا
7/4/2011
رد المستشار
أهلاً بك يا أزهار التائبة...
لا أدري لماذا هزتني رسالتك!
كثرٌ هم الذين يسألون عن التوبة وقبول الله تعالى لهم رغم كثرة معاصيهم، لكن لا أدري لماذا أثرت استشارتك فيّ وجعلت عيني تدمع!
أهو صدق منك اختفى خلف الكلمات؟ خاصة قولك: (وأريد أن أرجع إلى مولاي)...
ثلاث كلمات: أريد.. أرجع.. مولاي... رسمت في مخيلتي صورة ذلك الإنسان الضعيف النادم المتأسف أشد الأسف...، ذلك الإنسان الذي استشعر وحشة البعد عن الله تعالى، والتيه في مجاهل المعصية وظلماتها...، رسمت في مخيلتي صورته وهو يرجو الله تعالى ويخشى ذنوبه...، صورته وهو يبكي بانكسار بين يديه يطلب عفوه ومغفرته...، يطلب أن يعيده مرة أخرى إلى بستان الطهر والسمو والحب الرباني النقي الصافي الذي إذا انسكب في القلب أنساه مواجع الدنيا بأسرها...
ثلاث كلمات من أَمَةٍ ضعيفة تائبة، يسمعها رب غفور حنان منان، فيجيبها وهو الرب الملك العظيم، وهي الأمة الضعيفة الشاردة، يجيبها وقد قبلها في جملة عبيده فلم يطردها ولم يغضب عليها: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر:53]....
ما أجمل هذا الخطاب بين الخالق والمخلوق: -أنا يا رب مذنب مقصر... -يا عبدي قد غفرت لك فأقبل...!!
لو لم يكن للتوبة جزاء إلا الطرب بهذا الخطاب لكفى...
ومن نحن حتى يقول الله تعالى لنا: لا تقنطوا يا عبادي... فأنا الغفور الرحيم... وأنا الذي أغفر لكم على ما كان منكم ولا أبالي... ((قال الله: يا ابن آدم، إِنَّكَ ما دَعَوْتَني ورَجَوْتَني: غفرتُ لك على ما كانَ مِنكَ، ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ، لو بلغتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السماءِ، ثم استَغْفَرتَني: غَفَرْتُ لك، ولا أُبالي، يا ابنَ آدم، إِنَّكَ لو أتيتني بِقُرابِ الأرض خَطَايا، ثم لَقِيتَني لا تُشْرِكُ بي شيئًا، لأَتَيْتُكَ بِقُرابِها مَغْفِرَة)) وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم...
يا أزهار إنك لا تعاملين بشرًا يغضب فلا يرضى، ويطرد فلا يقبل...، إنه ليس أنا ولا أنت...، إنه رب كريم رحيم، فثقي بأنه قبلك وأعادك إليه...، بل صدق التوبة قد يرفع الإنسان إلى مكانة ما كان عليها قبل الذنب... فاسأليه تعالى الصدق والثبات، وأزيلي كل ما يتعلق بمعصيتك السابقة من حاسبك... واطمئني لقبول الله لك، ثم اطمئني لأن ما فعلته لا يتسبب بفقد العذرية...
مسح الله جرحك... ولا تنسني من دعوة صالحة عندما تقفين نادمة منكسرة بين يديه... وقولي له عني: إن أمة لك -أنت أعلم بها- ترجو منك القبول فلا تحرمها فضلك وعفوك...