الخوف من القيء
عندي 24.5 سنة منذ تخرجي من الكلية وأنا كنت في جامعة بعيدة عن محافظتي ومع هذا لم أكن أخف من شيء أبدا وكنت أسافر في جميع المواصلات وأجلس في جميع الأماكن وتخرجت وأكملت دراسات عليا وإلى أن أنهيت الدراسة وعملت كمدرس في أول يوم أذهب فيه إلى المدرسة شعرت بالقيء وتقيئت في الشارع ولكن بعدها لم أشعر بشيء.
ومرت الأيام وابتليت بشرب السجائر والشيشة وبعد مرور فترة من الحياة الممتعة والعلاقات الاجتماعية الواسعة فوجئت بأني إذا شربت أي مشروب غازي أتقيأ فذهبت للطبيب وأعطاني علاجا لالتهاب في جدار المعدة يؤدي إلى القيء وأخذت فترة وتم علاجي ولكن بعدها وبعد الشفاء ارتبطت أعراض الارتجاع المريئي بذهابي إلى المدرسة صباحا ولا أستطيع أن أفطر وبعد ذلك أشعر بالأعراض عندما أذهب إلى الأفراح والعزاء أو الأماكن العامة وأشعر بالقيء وأحيانا أتقيأ وأخيرا وجدت نفسي وأنا مسافر أشعر بنفس الأعراض وأخيرا وأنا ذاهب لصلاة الجمعة أشعر بالقيء وتعقدت الحياة وأصبحت مقيدا لا أستطيع السفر أو الصلاة أو مودة الآخرين.
أشعر بالضيق أرجو إفادتي لأن مشكلتي تتفاقم وأني أقبلت على الزواج ولا أعرف كيف سأجلس في عرسي أمام الناس ولا كيف سأسافر لأرى خطيبتي أفيدوني.
11/06/2010
رد المستشار
صديقي القَلِق؛
الخوف عبارة عن عاطفة تنتج عن استشعار الكائن الحي لخطر واضح أو كامن يتربص به مما يدفعه لتجنب هذا الخطر والحفاظ على حياته أو صغاره أو ممتلكاته أو غير ذلك مما يعتبر مهماً لهذا الكائن أو ذاك.
إن المشكلة مع نوبات الهلع هي أنها عادة تحدث عندما لا يكون هناك أي تهديد واضح على الإطلاق . إن جسمك يستجيب على أساس أنه على وشك التعرض للهجوم بينما في الحقيقة ليس هناك أي تهديد.
وبعبارة أخرى، يكون هذا عبارة عن إنذار خاطئ، إنه يشبه إلى حد بعيد الإزعاج الذي يتسبب به جهاز إنذار الحريق الذي يعمل في الأوقات الخاطئة، وذلك بسبب أنه حساس جداً لقدر قليل من الدخان، أو مثل جهاز الإنذار ضد السرقة في المنزل الذي يعمل عند مرور قطة، أو حتى أكثر إزعاجاً من ذلك مثل جهاز الإنذار ضد السرقة في السيارة الذي ينطلق بسبب هبة ريح.
هذه كلها إنذارات خاطئة تنطلق عندما لا يكون هناك خطر حقيقي، نفس الحالة يمكن أن تصيب جهاز الإنذار في جسمك، في بعذ الأوقات يمكن أن ينطلق عندما لا يكون هناك أي خطر حقيقي. وعادة ما تكون نوبة الهلع مصاحبة بأعراض جسدية مثل:
1_ القلب يخفق بقوة وبسرعة.
2_ يبدو القلب وكأنه على وشك أن يتوقف، مع آلام في الصدر.
3_ تغيرات في التنفس، زيادة في تجرع الهواء، التنفس بسرعة.
4_ ألم في الرأس.
5_ خدر أو وخز في الأصابع.
6_ شعور كما لو أنك غير قادر على البلع، وتشعر بأنك مريض.
7_ شعور كما لو أنك سوف تصاب بالإغماء، وقدميك ترتعش. وأيضا مصاحب بأفكار مثل:
مشاعر مرعبة أو مخيفة مثل: -الشعور برعب مطلق. -فقدان الشعور بالواقع، وكأنك حقيقة لست هناك. -شعور كبير بالتوتر في المواقف أو الأماكن التي كنت قد أصبت فيها بنوبة هلع من قبل.أفكار مرعبة مثل: "سوف أصاب بذبحة صدرية"، "سوف أنهار أو يغمى علي"، "سوف أختنق" "سوف أفقد عقلي"، "سوف أصاب بمرض خطير"
إن الأخبار الجيدة هي أن نوبات الهلع قابلة للعلاج كثيراً، ربما أنك وجدت أن نوبات الهلع لديك قد بدأت بالانخفاض فعلاً بعد تعرفك عليها وفهمك لها وقبولك بأنها غير مؤذية.
العلاج الدوائي وهو عبارة عن مضادات القلق والاكتئاب كثيرا ما يساعد ولكن لا ينصح باستخدامه دون إشراف طبي، وهناك العلاج السلوكي والذي يخاطب أعراض القلق وسنوجزه فيما يأتي:
أ- التقنيات الجسدية
هناك على الأقل أمران يمكن أن يساعداك على تخفيف الأعراض الجسمية للتوتر وهما:
1) الاسترخاء.
2) التحكم في التنفس.
ب- التقنيات المعرفية:
1) التوقف عن التركيز في جسمك:
حاول أن تلاحظ فيما إذا كنت تركز على أعراضك الجسمية، أو تفحص جسمك بدقة بحثاً عن أي شيء غير طبيعي.في الواقع ليس هناك حاجة لفعل ذلك بل إن ذلك يجعل المشكلة أسوء، قد يكون من المفيد استخدام تقنية الإلهاء لمساعدتك في التوقف عن هذه العادة. وبالأخص، ركز على ما يجري من حولك لا على ما يجري بداخلك.
2) الإلهاء:إنها تقنية بسيطة ولكنها فعالة. مرة أخرى، أنت بحاجة لأن تلهي نفسك لمدة ثلاث دقائق على الأقل للتقليل من الأعراض.
وأتركك مع الآية الوحيدة التي ذكر فيها الهلع بالقرآّن: بسم الله الرحمن الرحيم: إن الإنسان خلق هلوعا، إذا مسه الشر جزوعا، وإذا مسه الخير منوعا، إلا المصلين، صدق الله العظيم (إلى آّخر الآيات من سورة المعارج بدءا من الآية 19)
القلق من الأمراض التي تحدث بها تغيرات كيمائية بالجسد وليست عبارة عن نقص إيمان ولا ضعف بالشخصية..ولذلك تحتاج إلى دواء، ولكن من ضمن التقنيات السلوكية الانشغال بتقوية صلتك بقوة أعظم.. الله.. والسلام.
واقرأ أيضًا:
من الهلع للمراق وأخيرا رهاب الساحة
رهاب الساحة أم وسواس قهري؟
الخوف حتى التقيؤ م
التقيؤ أمام الصديقة: رهاب اجتماعي أم نوعي ؟