السلام عليكم ورحمة الله
حضرة السيد قاسم كسروان المحترم أكتب إليك مشكلتي بعد أن أضناني التفكير ووصلت للعجز وقد كتبت لك من قبل بعنوان عندما تفض بكارة الروح ولم يتم الرد وأرجو أن أجد عندك ما يثلج صدري وذلك لما لمسته من ردودك ما أراحني بعمق سيدي.
عمري 25عاما مدرسة أطفال جميلة وحسب علمي أنني خلوقة منذ صغري وأنا أسمع نصائح أهلي أن الحب الحقيقي يأتي بعد الزواج لذلك صممت أذني عن كل قصص الحب لغاية أن أكبر ويأتي نصيبي وأعيش الحب!
ورغم عاطفتي الجياشة ورومانسيتي الفارطة إلا أنني تخرجت من الجامعة دون أن أناطق شابا والسبب الوازع الديني بالدرجة الأولى إضافة للخجل الشديد وتخرجت وجلست بالبيت وبدأت أستقبل العرسان ومن خطأي أنني كنت أهيئ نفسي بأن الخاطب القادم قد يكون حبيب العمر الذي طالما انتظرت وفوجئت من تفاهة العرسان وتفاهة الزواج التقليدي وكيف أنه بنظر الناس صفقة أو مواصفات جمالية خيالية أحبطت جدا واستمر مسلسل العرسان الذي لا ينتهي ليزيد من غيظي ما هذا؟
كل صديقاتي يخطبن بسهولة ولماذا حظي هكذا؟ رغم أنني لا أقل عنهن جمالا وعلما وأخلاقا ومما زاد الطين بلة البطالة فجلست بالبيت عاما كاملا لا عمل ولا وظيفة مللت فيها القراءة وكل الهوايات ولم أعلم أن بالفراغ كارثتي فطلبت أن نحضر الإنترنت على البيت ومن هنا أمطرت نفسي بالكوارث.
عرفته في أحد المنتديات المشهورة وكان مشرفا فيه تكشف أشعاره عن مدى الحزن في حياته ولأنني كاتبة جيدة كثيرا ما تناقشنا بأمور حول الشعر وتطورت العلاقة للماسنجر ثم للهاتف كنت مشدودة إليه ومبهورة به وسعيدة لشدة الشبه بين المنتدى والواقع حتى بالشكل فقد رأيت صورته ورآني وكثيرا ما كان يفضفض لي عن همومه وعن طفولته الحزينة وأكثر عن حبيبته التي تركته بعد حب دام 5 سنوات بسبب الفارق العلمي والاجتماعي حزنت عليه وتمنيت لو كان لي ففيه صفات جدا رائعة وهو مثقف رغم عدم تعليمه.
المهم أن العلاقة استمرت وكثيرا ما حدث بيننا من صدامات إلا أن الغلطة التي أدمتني والتي أتمنى أن أمحوها من حياتي أنني استسلمت له على الهاتف ووقعنا بالخطأ حدث ذلك 3 مرات وكنت أبكي عندما أصل للذروة وسط استغرابه كانت المرة الأولى التي أشعر بمشاعر كتلك وأيضا ممزوجة بشعور عميق بالذنب والخزي كان يخفف عني وأن ذلك لا يغير من صورتي عنده ويا ليتني ما صدقته فقد كنت أعيش بهاجس أن يكون يتلاعب بي أو يحتقرني وذات مرة تخاصمنا على أمر ما فأقفل الخط!! واختفى لاحقته على المنتدى والماسنجر والهاتف بلا أي نتيجة واستسلمت للحزن الخوف.
وبعد شهور على القطيعة التقيت بصديقة مشتركة فأخبرتها بالقصة بدون ذكر ذلك الجزء الأسود وذهبت لتواجهه فرد عليها برد رأيته مكتوبا أنه لم يحبني يوما ولن يحبني وأنني استسلمت سريعا وهو يدعو لي بالستر وأنني لا أصلح أن أكون زوجة وأم أطفال هنا أحسست أن جسدي قد شل واستسلمت لموجة من البكاء الهستيري إذن حدث ما خشيته وأكلت الطعم وشربت مقلبا كبيرا سببه غبائي لا أكثر ذلك اليوم يا سيدي، ولأول مرة أطلب من الله الموت فلست متخيلة أن أعيش بقية عمري مع هذه القصة لست قادرة على التأقلم قمت بإلغاء عضويتي من المنتدى لأقطع ما يذكرني به.
سيدي لقد مر على هذه القصة اللعينة 4 شهور وما زلت لا أستطيع أن أتخلص من مشاعري وحزني كثير من الأمور السلبية قد أحاطتني وهي: أني لم أعد أبتسم من قلبي، أنظر للتي كانت أنا قديما وأقارن المستوى الديني الذي كنته والفجوة الحالية وأشعر بالاغتراب عن نفسي باتت رغبتي بالزواج معدومة بعد أن كانت كبيرة فقدت ثقتي بنفسي لأنني استسلمت له وحده ومن قبله صددت غيره ومنهم من أحبوني حقا.
ويا ليته علم بذلك فقدت ثقتي بمن حولي إذ أنهم لا يشكون أبدا بغلطتي فمن الممكن أن يكون أحدهم قد أخطأ وأشعر بالذنب إذ أن بعض الظن إثم أشعر بالحزن حين أنظر بوجه أهلي أعلم يقينا أن الله قد غفر لي فقد تبت إليه قرأت كثيرا عن معنى الله الغفار وارتحت وحمدت الله ولكن ما زال بقلبي غضب وحقد على ذلك الخائن أحاول مرارا أن أتسامح ليخف غضبي ولكن لا أقدر.
الحقيقة أنني لست بحاقدة ولكن معه أشعر بالحقد يأكلني ولا أتمنى له الخير أبدا اغتاظ حين أسمع أخباره من الأصدقاء أنه ناجح بعمله ويبحث عن عروس لم تكلم أحدا فتصيبني رغبة بالتقيؤ أنا لا أعلم هل أحبه؟ الأصح أنه أعجبني ولكن الآن أشعر نحوه بالكره أكرهه لأنه من أثار إعجابي واهتمامي وبالنهاية هو لا يستحق ذلك سيدي أكفر دوما عن خطيئتي بأعمال الخير وأسرب لطلابي الصغار معنى حب الله وأن لا يغضبوه إن كانت المشكلة مشكلة توبة فقد تبت والحمد لله وانتهى الأمر ولكن لا يمر يوم دون أن أفكر بما حدث أحيانا أدخل المنتدى كزائرة وحين أصادف اسمه أخاف وأغلق الشاشة لا أريد أن أهرب فهل هذا هروب؟
هل تنصحني بالعودة للمنتدى والمشاركة مثل قبل؟ أم أن أبقى بعيدة ولا أعود نهائيا؟؟؟
R03;هل الزمن فقط كفيل بأن أنسى؟؟ لقد مرت 4 شهور.
05/05/2010
رد المستشار
حضرة الأخت "مهمومة" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
شكراً لكِ يا أخت "مهمومة" لأنك فتحتِ الإنترنيت، وصفحتنا بالذات، وفتحتِ لنا عليها قلبكِ، لنكتشف معنى البراءة المختبئة خلف ألحان الحزن، وأشعاراً لم تكن مقفّاة، بل مسطورةً حرفاً بعد حرف، وكلمة بعد كلمة.
لقد بدأتِ الدخول إلى الحياة بدون أن يعلّمك أحد عن كيفية الولوج إلى عالم معرفة الآخر، وخاصة المذكّر منه. لم يعلّمك أحد عن الصيد، وكيف أن كل الصيادين لا يوجهون بندقيتهم إلى الطيور التي تغط على أكتافهم، بل يوجهونها إلى ذلك الطائر المحلق عالياً، مزهوّاً بين الأغصان، ومردداً ألحان الغابة، بغضّ النظر عن رخامة صوته أو رقّته.
لم يعلّمك أحد فنّ التخاصم والتقاتل مع الآخرين، وكيف أنك تربحين الجولة بعنف بعد انكسار لطيف ناعم، ودمعة حارقة.
لم يعلّمك أحد بأن الإنترنيت هو سيف ذو حدين؛ واحد للخير واكتساب المعرفة، وتبادل الأفكار، والخروج إلى العالم، وآخر فيه سمٌّ قاتل ما أن يخدشك حتى يقضي عليكِ إن لم تستطعي الوصول بسرعة إلى الترياق الناجع.
يا "مهمومة"! لقد وجدت بأن أساس المشكلة،هو أنه لا مشكلة عندك، بل أنك تعيشين في الوهم بعد أن زلّت قدمك لثلاث مرات متتالية، وقامت قسوتك على نفسك بدفعك إلى اليأس من الحياة، وتجعلك تقنطين من رحمة الله، فأخذتِ تتشددين على نفسك، وبدون شفقة، كي لا تغفري لتلك الفتاة البريئة الخاطئة تلك الهفوة التي حدثت في ساعة انتصار الشيطان في إحدى المعارك. ولكنه لم يربح الحرب، فمعارك الحياة كبيرة، كثيرة وطويلة... وقد قالها الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بعد إحدى المعارك: "انتقلنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" فقالوا: "وما الجهاد الأكبر يا رسول الله (ص)" قال (ص): "هو جهاد النفس".
طيب يا "مهمومة"! لقد خسرتِ ثلاثة جولات، ولطالما ربحتِ معاركاً ومعارك. ألم يكن الأجدر بكِ أن تشكري الله على انتصاراتك العديدة، وتضعي على كتفيكِ الأوسمة والنياشين المتعددة، والتي نِلتِها باستحقاق وفخر واعتزاز بدل من أن تحكمي على نفسك بالذل والمهانة أمام هفوة صغيرة.
أنتِ لم تقبّلي أحد بعد! لم تضمّي أحداً! لم تنامي مع أحد!... وكل هذا حفظاً للشرف، وصوناً للعرض، فشكراً لكِ على صمودك كل تلك السنين الطوال، وألف شكر، ومَن منا بلا خطيئة فليرجمكِ بحجر.
اليوم إني أدعوكِ للاستفاقة، ولشراء قالب حلوى كي تقدميه لنفسك كشكر على كل انتصاراتك العديدة، والتي لم ترينها، وكتقدمة اعتذار للأنا الملوّع عندكِ، والمظلوم من قِبَلِك قبل أن يكون مظلوماً من المجتمع.
كم كنا نود أن نشاركك احتفالك بالاستفاقة، لربما تدعيننا إلى خطوبتك قريباً، وعسانا نوفق بالمشاركة.
أتعودين إلى المنتدى أم لا؟! أعتقد أن ذلك الشاب له الكثير من الأخطاء التي لا تعرفينها، ولربما تكونين أمام مرآة الذات، وحساب النفس أعلى رتبة بكثير مما هو عليه. عودي إن شئتِ، ولكن مع الرأس المرفوع، والهامة الشمّاء، وطيري من غصن إلى غصن أمام كل الصيادين، لكي يلحق بكِ فقط مَن هو صائد بارع، ويقع في شراكك حيث تقودينه إلى عالم العادات والتقاليد، وطلب اليد، والأفراح... والليالي الملاح.
"مهمومة"! لم أجد عندكِ سبباً كبيراً للهمّ، بل أسباباً كثيرة للسعادة، منها: حب الله، رسالتك في التدريس وتربية الأجيال، علمك، شبابك، حلاوتكِ... وقد أستطيع أن أجد عندكِ الكثير مما يدفع رأسك إلى الشموخ، وهامتك إلى الأنفة.
واقرئي على مجانين:
الجنس التليفوني والشعور بالذنب
إدمان العلاقات الهاتفية.. تشريح نفسي
لكِ منا أفضل التمنيات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته