السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا مؤمنة تماما أني سأجد الحل عندكم، أنا فتاة بسيطة طيبة جدا وأقسم لكم أن كل من حولي يقولون ذلك، أحب الجميع وأشعر أننا جميعنا ضعفاء من الداخل -يتبين ذلك عند نزول أول مصيبة على شخص ما- لذا فأنا أعامل الجميع بما في داخلهم مع الحذر بالتأكيد، من حولي يقولون عني: طيبة, مرحة, هادئة جدا, طريقة أسلوبي في الكلام تعجبهم, قلبي أبيض. وأهلي زادوا على ما قالوه صديقاتي نقطة وهي أنني مزاجية فمرة أكون مرحة ومبتسمة ومرة أكون حزينة، وصدقني أنا عندما أكون كذلك لا يكون هذا التقلب المزاجي بلا سبب، أنا في داخلي عالم من الأفكار، لا أحد يعلم بما أفكر فطبعي أني لا أحب أن أحكي لأحد أي مما أفكر به إلا عندما أتأكد أنه يملك الحل المناسب، سأقول لك لما يروني حزينة بعض الأيام وفرحة في البعض الآخر عندما أكون حزينة يكون فكري مشغول بأمر ما يقلقني فلا أبين السبب فقط يظهر لهم حزني، وعندما أفرح يكون داخلي مرتاح إما أني قرأت ما يريحني أو رأيت شيئا مفرح بالنسبة لي، إذن فأنا لي أسبابي.
هذا من أمر الأمر الآخر أني مشغولة جدا بفهم نفسي أريد أن أفهم سبب أي سلوك يصدر مني لما ولماذا، متعطشة جدا بمن يحلل شخصيتي، أريد أن أفهم سبب سلوكياتي، أخبرك بأمر جعلني أنشغل بمحاولة فهم نفسي، عندما أصبحت أملك لاب توبا كنت في أولى جامعة دخلت موقع صداقات وتعرف على أحدهم كانت المدة أسبوعين فقط وكان حديثنا أقسم بالله العظيم عادي جدا ولم ألبث فترة معه إلا أن قلت له حرام ما نفعله ويجب علينا أن ننهي ما بيننا!! وفعلا أنهيت ما بيننا بعد فترة تعرفت على شاب آخر وقد حدثني بالجوال وكان حديثه معي غير لائق أبدا لكني كنت أشعر بالمتعة معه وأيضا بعد فترة امتدت لأسبوعين أرسلت له وقلت حرام ما نفعله....الخ وبالطبع هو مشغول بغيري فلم يحزن أبدا ولا أنا.
والآن تعرفت على شخص وكنت أحادثه بالجوال ومضى على تعارفنا سنتين!! وقد تركته قبل أسبوعين لأني لا أحب لنفسي أن أكون في أماكن مشبوهة أنا أخاف الله فعلا فقد سترني مرات عدة وأعلم أنه إن أراد فضحي فسيفضحني لذا فقد أنهيت كل شيء، أنا الآن أعيش حالة من الاشتياق الشديد لهذا الشخص، لقد كان مختلف عمن حادثتهم أقسم لكم أنه يملك قلبا أنقى وأطيب من الطيبة نفسها، لقد وعدني أنه سيتقدم لخطبتي وقد قلت له كل شيء عني ولكن آخر مكاملة قلت له أني انخطبت وأنا أكذب لأني لا أريد أن يتزوجني أن يذكر مني ما لا أحب أن أتذكره أنا نفسي، ليت القدر ساقه لي بلا مكالمات فأنا وعزة الله لم أتمنى شخصا غيره أحبه حبا عظيما ولكن ما بيننا خطأ ما كان يجب أن يحدث.
والآن أريدكم أن تفسروا لي عن ماذا كنت أبحث من هذه العلاقات؟ مع أن حديثي معهم كان عاديا جدا أقصد لم أتحدث مع أيا منهم بأي كلمة غير لائقة!! إذن ماذا كنت أريد!! أهل يا ترى كنت أبحث عمن أشعر بالأهمية معه!! فسروا لي حللوا شخصيتي أرجوووووكم...، أنا الآن لو تكون حياتي معلقه بالمكالمات لن أذهب إليها يستحيل بعد الذي علمته من نظرة الرجل لمن تحادثه وما الذي أصلا يريد منها عندما تحادثه، إني أعود وأقسم بالله العظيم إني لم أكن أعلم ذلك كله قبل الآن، لكن أستغرب من نفسي جدا فأنا الآن أشتاق له كثيرا أكثر من أن تتوقعوا، لكني أجاهد نفسي وأقول يجب أن لا تتمحور حياتي في هذا الأمر السخيف أنا أعيش حياة يجب علي أن أؤودي أدواري فيها على أكمل وجه، نسيت أن أخبركم أمر مهم وهو أني أراجع منذ ما يقرب السنة عند دكتور نفسي وقد شخص ما بي بأني أعاني من قلق وتوتر.
وأنا الآن الحمد لله بخير أشعر أني ببداية انطلاقتي للحياة هذا ما أظن إن شاء الله فقط أريدكم أن تكونوا عونا لي، أمر آخر مهم هو أني ((كنت)) أعيش في بيئة أسرية كلها مشاكل أما الآن فالوضع الحمد لله مستقر. أسألكم بالله افتحوا هذه الروابط ليسهل عليكم تحليل شخصيتي، جميع الروابط هي استشارات أنا صاحبة الاستشارة فيها. http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/31414/ وهذه أيضا: http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/33211/
أريد أن أسألكم هل إن تزوجت سأتذكر من أحببته! أم سأحب زوجي! وكيف أسامح نفسي على أخطائي؟ أيضا هل أعاني من أي اضطراب في الشخصية!! لأني قبل قليل قرأت الشخصية غير المتزنة عاطفيا (الشخصية الحدية) وخفت كثيرا أن أكون منهم!! مع أني متأكدة أني لست كذلك. ما معنى غير متزنة عاطفيا!! لا أعلم أخبروني كل ما تشعرون أنه سيساعدني.
مشكلتي أني كلما قرأت شيئا تأثرت مما أقرأ وقارنت ما أشعر به بما أقرأ!
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن أجد عندكم ما يريحني ويطمئنني وأشكر لكم جهودكم وتعاونكم شكر لله ولكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.
08/11/2011
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أوَّلاً: يجبُّ أنْ نشكرك على ثقتك في هذا الموقع، ونتمنى أن نضيء لك وللآخرين طريقا للخير وكذا أن يكون هذا الموقع مكرسا لتحقيق أملك في حلِّ مشكلتك، وأن نكون عند ظنك بنا وثقتك في حَلها معنا -بإذن الله تعالى-.
ثانيا: أشكرك لتوضيحك بنشر مسألتك في شبكة (الألوكة) مما يسهل توضيح الأمر بدرجة كبيرة. وأشكر الأخوة الأفاضل بتلك الشبكة فقد أسهبوا بتوضيح الحل بصورة طبية وبصورة دينية اجتماعية. وقد قرأت المشكلتين وإجابتهما ولكن من الواضح أنك تحبين التأكيد وعلى كل سأحاول تناول الموضوع من مناحي متعددة وهي:
1. من الناحية المرضية التي مررت بها.
2. سمات شخصيتك مع توضيح بسيط لنمط الشخصية غير المتزنة انفعاليا Emotionally Unstable Personality والشخصية الحدية Borderline Personality .
3. سلوكك الشخصي تجاه الآخرين ومدى مسؤوليتك عنه من النواحي الشرعية والاجتماعية.
4. بعض الإرشادات التي تحتاجين إليها وذلك لتحديد ما تريدين بحرية ومسؤولية كاملة.
أولا: من الناحية المرضية:
فقد ارتحت كثيرا لإجابة الزميل بشبكة (الألوكة) حيث أفاض وركز معك على استمرارك في تناول الأدوية تحت إشراف طبيبك الخاص وأنه عليك أن تستمري بتناولها طالما ما زالت الحاجة إليها مستمرة وذلك نوع من الوقاية لعدم انتكاس المرض مرة أخرى خصوصا مع استمرار وجود الأسباب ومنها سمات الشخصية التي تميزك ومنها التناوب ما بين الحزن والفرح والحساسية المفرطة في تأثرك بمعاناة الآخرين أو تجنب معاناتهم (كما حدث بالنسبة لموضوع أختك المريضة) حتى لا تتأثري بها وكذلك تأنيب الضمير المستمر مع جلد الذات مما يجعلك عرضة باستمرار لضغوط نفسية تجعل من ذهنك منشغلا بصورة دائمة مما يشتت انتباهك ويضعف من قدرتك على التركيز مما يؤثر على تحصيلك الدراسي.
وعندما نقول لماذا الدواء وذلك لما يتولد عن ما يسمى بالضغوط النفسية (خبرات نفسية مؤلمة بالقشرة الجبهية بالمخ) تأثيرات سلبية على ما يسمى الجهاز العصبي اللاإرادي فيفقده قدرته على التناغم الطبيعي (فيؤدي إلى مظاهر فسيولوجية غير طبيعية مثل: ضِّيق في الصدر، وتسارُعٍ في دقَّات القلب). وأظن أنه حدث التحسن بدرجة معتبرة مع تناولك للدواء ولكن بقيت بعض المشاكل وذلك لأنك لم تأخذي (ظاهر بمطلع حديثك) ببقية نصيحة الأخ الفاضل الزميل بشبكة (الألوكة) ومن هنا أريد أن أوضح شيئا بغاية الأهمية وهو أنني أريد منك ألا تفرحي بكثرة إرسال مشكلتك للحل ثم لا تلتزمين بحل وتريدين تأكيدات وتأكيدات وفي النهاية لا تصنعين بها شيئا، وخوفي عليك في هذا أنه يزيد من مدى معاناتك وتأنيبك لنفسك واستمرارك في السلوكيات التي تؤذي مشاعرك وتدورين وتدور بك مشاكلك وتصبحين حبيسة لدائرة مغلقة لا يعلم نهايتها إلا الله.
ثانيا: سمات شخصيتك وما هي الشخصية غير المتزنة انفعاليا:
بالنظر إلى سمات شخصيتك نجد أنها تجمع ما بين السمات الفرح انقباضية والسمات الوسواسية. فالسمات الفرح انقباضية تتمثل فيما أشرت إليه "من حولي يقولون عني: طيبة, مرحة, هادئة جدا, طريقة أسلوبي في الكلام تعجبهم, قلبي أبيض، وأهلي زادوا على ما قالوه صديقاتي نقطة وهي أنني مزاجية فمرة أكون مرحة ومبتسمة ومرة أكون حزينة" حتى ولو فسرت أنت أن مرجعية ذلك إلى نوعية التفكير مرة فيما يفرحك ومرة فيما يحزنك. وأما بالنسبة للسمات الوسواسية فمنها حب التأكيد بتكرار إرسال المشكلة الخاصة بك لأكثر من مكان وشكك أنه لن يستطيع أحد أن يقدم حلا لمشكلتك إلا لمن تثقين أنه يستطيع حلها، وتأنيبك المستمر على أفعالك رغم أنك تستمرين بالقيام بها وكذلك المراقبة الداخلية لنفسك ومحاولة فهم ما يحدث بها تفصيليا ومحاولة تجنب سماع أي أخبار عن ما يعانيه الآخرون خوفا من التأثر به كما وصفت "لأني لا أريد أن أتأثَّر؛ إذ إني شديدة الحساسية من هذه الأمور"... الخ.
أما اضطراب الشخصية غير المتزنة انفعاليا فيتضمن ميلا شديدا نحو التصرف تبعا للاندفاعات دون مراعاة التبعات بالإضافة إلى مزاج غير مستقر ونزوي وكذلك فإن القدرة على التخطيط للمستقبل ضئيلة كما أن انفجارات الغضب الشديد تؤدي كثيرا إلى العنف أو إلى انفجارات سلوكية ويسهل ترسيب هذه الانفجارات إذا ما تعرضت أفعال المريض الاندفاعية إلى نقد أو اعتراض الآخرين، وقد تم تعيين شكلين متباينين لهذا الاضطراب في الشخصية يشترك كلاهما في سمة عامة من الاندفاع وعدم التحكم في النفس. أنواع الشخصية غير المتزنة انفعاليا:
1- النوع النزقي.
2- النوع البيني (الحدي).
وتتميز الشخصية غير المتزنة انفعاليا بالآتي:
1- الاندفاع وعدم التنبؤ بسلوك الشخص، خاصة في إمكانية تحطيم الذات غير المباشر مثل التبذير، الجنس، الميسر، إدمان المواد، السرقة، الإيذاء الجسدي.
2- علاقات قوية عبر شخصية غير متوازنة: مثل التأرجح المستمر في الاتجاهات وتأليه أو تحقير النفس أو الآخرين والتلاعب في استعمال الآخرين للمآرب الخاصة.
3- الغضب غير المناسب أو عدم التحكم في الغضب.
4- اضطراب الهوية بعدم التأكد من عدة ظواهر في الذات مثل الصورة الذاتية النوعية الجنسية، الأهداف المستقبلية، واختيار المستقبل، أنماط الصداقة، القيم، الولاء.
5- عدم التوازن الوجداني وتذبذب العاطفة من الاكتئاب إلى القلق إلى الغضب إلى العصبية الزائدة لعدة ساعات يعود بعدها الشخص إلى وجدانه الطبيعي.
6- عدم تحمل الوحدة.
7- التحطيم الذاتي من محاولات الانتحار أو كثرة الحوادث أو تشويه الجسد….الخ. (مرجع الطب النفسي / أحمد عكاشة)
وبالتالي فأنت لا تعانين من هذا النوع من الاضطرابات.
ثالثا: مدى مسؤوليتك عن تصرفاتك وسلوكياتك تجاه الآخرين:
فبداية تحديد ما هو خطأ وما هو معصية وما هو ذنب ودرجاتهم من حيث عظمهم أو صغرهم عملية نسبية تختلف باختلاف الأديان والبيئات والثقافات والأعراف والقيم المجتمعية والمفاهيم الفلسفية. ولذا فإننا عندما نقيس درجة الخطأ الذي تمارسينه فهو بمثابة معصية بالنسبة للمجتمع الذي تعيشين فيه وقبلت شروط الإقامة به. وباختصار فالذي تخجلين من ممارسته بإرادة ومسؤولية أمام الناس هو بمثابة ذنب كبر أم صغر -وهنا يمكننا تحديد مدى مسؤوليتك عنه-. بالنسبة لمعاناة مرضك فهو من الأمراض النفسية البسيطة ولذا فأنت مسؤولة شرعا وقانونا.
أما طريقة الحل فارجعي لحل الشكوى الثانية والتي أسهبت معك بحلها الأخت الفاضلة بشبكة الألوكة. وأنصحك بقياس درجة اللذة من ممارسة التواصل بالنت والمحمول ودرجة الألم بعد ممارسة هذا السلوك، وهنا، لا خيار لأحد إلا أنت. ولا تكوني كالذي حام حول الحمى فكاد أن يقع فيه.
رابعا: ومن بعض الإرشادات التي أنصحك بها فهي مراجعة طبيبك الخاص ومحاولة الوصول معه لحلول للمشاكل والمسائل التي تعانين منها أولا بأول. وكذلك تنفيذ نصائح الأخوة بشبكة الألوكة على قدر إمكانك. ثم طمئنينا عنك والله ولي التوفيق.
واقرئي أيضًا:
استشارات اضطراب الشخصية الحدية
مقالات عن الشخصية الحدية وعلاجها
العلاج الجدلي السلوكي، التجربة المصرية