المازوشية.. هل يمكن علاجها، وسؤال خاص بالثقة في المعالج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا أدرس بكلية الهندسة وشخص متدين ملتزم بدون تشدد وكنت محظوظا أن أصبحت شخصا تنمويا (أهتم بجوانب تنمية المجتمع وما إلى ذلك) وأعمل مطور برامج إلى جانب دراستي ولدي ميول انطوائية بعض الشيء (كحال أغلب المطورين أمثالي)... هذا كل ما يعرفه عني أقرب المقربين إلي!
على جانب آخر، ما لا يعلمه إلا الله وطبيبي السابق، أني مازوشي (وأعلم هذا منذ زمن طويل). يراودني شعور رهيب بالذنب تجاه هذا الشيء وأكبر مشاكلي الحالية أني مدمن للجنس الإلكتروني المتجه في هذا الاتجاه، ولا يروقني إطلاقا النوع "العادي" بل يصل إلى إثارة اشمئزازي (لخلفيتي الدينية والتربوية)...
المهم، لدي سؤالان:
أولا: أنا لا يهمني حاليا أني لدي "تفضيلات جنسية مختلفة" كما يسميها البعض ولكن مشكلتي الحقيقية هي في الجزء الخاص بالجنس الإلكتروني خاصة وأنه حيث أبدأ في فعل هذه الأشياء ودائما ما أنتهي بشعور رهيب بالذنب (وإن كنت قد بدأت أعتاد عليه في الفترة الأخيرة فأصبح شعور الذنب لا يراودني في بعض المرات)... والسؤال أصبح، هل يجب أن أبحث عن معالج يساعدني في التخلص من هذه المشكلة على أنها "إدمان للجنس الإلكتروني" وكفى... أم أن الأصح أن أبحث عن حل لمشكلة "المازوشية" بتوصيفها انحراف جنسي ونفسي (برغم أني يمكنني العيش مع هذه الحقيقة)؟
ثانيا: منذ عدة شهور ذهبت إلى معالج نفسي وجدت له إعلانا في مكان ما (بهدف معالجة المازوشية) بعد أن أمضيت سنوات عدة أعد نفسي بأن هذا أول ما سأفعله بمجرد أن أستقل ماديا عن أهلي (حتى لا يفضح أمري)... المهم أنني عند أول زيارة له استمع إلي وشرحت له كل تفاصيل المشكلة وكنت أعاني في هذا الوقت من اكتئاب متوسط فوصف لي مضاد اكتئاب (سيروكسات) وطلب مني تفريغ أفكاري وذكرياتي بخصوص أسباب اكتئابي إلى أن نلتقي بعد أسبوع وقد كان (أعترف أني استفدت من هذا التفريغ بأن واجهت كثير من أسباب اكتئابي وتقبلتها وبدأت بالعودة للمجتمع) إلا أنه لم يقابلني بعد أسبوع وألغى الموعد ثم ذهبت إلى موعدي
في عيادته مرتين ليعتذر عن الوصول إلى العيادة وانتهيت أن كانت أول مقابلة لنا بعدها بعد زيادة على شهر (في خلال هذه المدة لم يخبرني أن علي تجديد الجرعة أو عدم التوقف عنها فجأة أو أي شيء من هذا القبيل، لكنني كنت قد علمت أنه سوف ينشأ لدي "اعتماد" على هذا العقار فوقفته بعد أسبوع واحد لأنني شعرت أني لم أكن أحتاجه وكنت أخشى مضاره أكثر من رغبتي في منافعه)...
المهم أنا اعتبرت هذا الأمر (بالإضافة إلى غيابه المتكرر) أمورا غير احترافية وبدأت أفقد الثقة فيه إلا أني كلمته هاتفيا وشرحت له استيائي وقال لي إنه خطأ غير مقصود وسألته إذا كان يثق في قدرتنا على العمل معا لحل هذه المشكلة وأجاب إيجابيا... فقررت الذهاب له مرة أخرى لمحاولة إعادة بناء تلك الثقة.
إلا أنه في المرة الثانية قرأ ما طلب مني تفريغه وتكلم معي قليلا ثم نصحني بدمج أفكاري الجنسية مع المجتمع من أجل "تنظيفها" ولكني بعد هذه الجلسة شعرت أنني لا يمكنني القيام بذلك ولا أريد أن أذهب إليه مرة أخرى
(آسف على الإطالة المفرطة) لكن السؤال هو، الآن بعد عدة شهور من تلك التجربة ما زلت أشعر أنه علي أن أتخذ خطوات تجاه هذا الجزء من حياتي ولكن ما زلت لا أجرؤ على الذهاب لمعالج آخر وأعبد موقف شرح المشكلة والاعتراف بها أمام شخص آخر من جديد
ولا أعلم هل أذهب لمعالج جديد (وكيف أختار واحدا مناسبا في ظل مجتمع يعتبر الطب النفسي شيء غريب وسوف يعتبرني شاذ جنسيا لو علم بمشكلتي)؟
أم أذهب إلى ذلك المعالج بعد فقداني الثقة فيه؟؟
27/10/2012
رد المستشار
استشارة نفسية علاجية Psychotherapeutic Consultation
نظرة عامة Overview :
رجل عمره 21 عاماً يسأل إن كان هناك علاجاً لمشكلته النفسية الجنسية المتمثلة في إدمانه على المواقع الإلكترونية الإباحية (الجنسية) والمازوشية، فقد الثقة بالطبيب الذي استشاره بسبب عدم انتظام هيكل العلاج وفقدان الثقة.
التوصيات Recommendations
٠ شكراً على استعمالك الموقع.٠ في بداية الأمر لابد من وضع استشارتك والأعراض التي تعاني منها في إطارها الصحيح تتحدث في استشارتك عن إدمانك لمواقع إلكترونية جنسية أو بالأحرى إباحية وتضيف المازوشية إليها لا يوجد في رسالتك ما يوحي إلى أنك مارست هذا السلوك الجنسي في الحقيقة ولذلك ليس من المنطق أن يتم تصنيفك بأنك مصاب بالخطل الجنسي بدلاً من ذلك عليك بإعادة تقييم مشاكلك من زاوية عملية وعلمية ودراسة الاحتياجات الفردية التي لم يتم تلبيتها Unmet Needs.
٠ هذه الاحتياجات متعددة في بداية الأمر ليس هناك ما يوحي بأنك مصاب باضطراب نفسي مرضي خطير رغم أن الطبيب المعالج وصف لك عقار مضاد للاكتئاب، لكني لم أقرأ بين السطور ما يشير إلى الاكتئاب، كثيرون يشعرون بالتحسن من جراء تناول هذه العقاقير ولكن هذا التحسن تراه جزئياً في معظم الحالات، ومصدره شعور الإنسان بأنه فعل شيئاً لتجاوز محنته.
٠ ليس هناك إشارة في الرسالة إلى علاقات عاطفية، وربما هذا هو العامل الوحيد في اللجوء إلى مواقع إلكترونية جنسية هذه المواقع لا تلبي احتياجات أي إنسان سواء كان في علاقة عاطفية وجنسية سليمة أو لا على العكس من ذلك يبدأ الإنسان باستقبال العديد من الحوافز البصرية والسمعية التي تتفاعل مع النقص العاطفي والجنسي لا يمكن أن تكون نتيجة هذا التفاعل صحية لأن الحوافز التي يتم استقبالها لا علاقة لها بالواقع يصاحب التفاعل مشاعر متعددة لأنه يجري في الخفاء وبدون مشاركة فعلية من المصدر والمستقبل للحوافز كل ذلك يؤدي إلى نتيجة واحدة هو ولادة فكرة يظن الفرد أنها الجواب على فشله لسد احتياجاته العاطفية بصورة سليمة ومرضية.
٠ الطريق الوحيد إلى معالجة ما تظن أنه مرض نفسي جنسي هو وقف هذا التفاعل المرضي الناتج من تفاعلك مع مواقع إلكترونية بعد ذلك حاول من توسيع شبكتك الاجتماعية الواقعية في الحياة دون اللجوء إلى مواقع إلكترونية هذه الخطوات بحد ذاتها ستساعدك على العثور على من تحبها وتحبك وعند ذلك ستكتشف بأن الخطل الجنسي الناتج من عدم تلبية احتياجات الفرد العاطفية والجنسية سيتلاشى إلى الأبد.
٠بصراحة لا أشجعك على العثور على طبيب نفساني أو معالج نفساني لأن حل مشكلتك يكمن في معالجة عوامل اجتماعية وربما شخصية لم تتطرق إليها بالتفصيل هناك أكثر من مقالة واستشارة على الموقع تتعلق برسالتك تم نشرها هذا العام وعليك بدراستها جيداً وربما ستجد الجواب فيها. لا تتأخر في مراسلة الموقع ثانية وأنا مستعد للإجابة.
٠ وفقك الله دوماً.
واقرأ على مجانين:
السادية - المازوشية أسطورة في الطب النفسي
لغة من المريخ: سادومازوشي مازوسادوشي
نفوذ عالم الفضاء على الصحة النفسية الجنسية