بكره أحلى
بلا حياة
أريد الخروج من حالة الاكتئاب التي تخنقني حاولت أن أفهم كيف لمجموعة أفكار سوداوية أن تعطل الحياة تماما كحالي حاولت أن أخرج للناس وللدنيا لكني أعود لقوقعتي وعالمي وحاولت أن أخرج من فلكي وأصطدم بمدارات أخرى لأرى البشر العاديين كيف وأين ولماذا؟ من أين لهم القدرة على المتابعة؟ ولكن مش قادرة؟ لا مش دلع وشكوى وتذمر؟ ليست ساعات سوداوية ستمحوها روتين الأيام القادمة؟ لا إنما هي حالي الدائمة؟ وهي حالة صمت واختناق ولربما مرارة مستقرة في جوفي وغصة عالقة بي وتسكن جسدي حاولت وفشلت حاولت وفشلت في كل شيء تقريبا سأصبح قريبا في الثلاثين ولا أجد إنجازا واحدا أفتخر به سوى الشكوى وكل يوم يجر لي القدر المزيد من اليأس والألم الذي لا يغادرني ويقهرني؟
أعلم أنك سمعت مثل كلماتي مرات ومرات ومرات لكني حقا غادرني الأمل لغير رجعة ولا أحس بمعنى وطعم الحياة لا أعرف أين اختفت حواسي كيف تجمدت عواطفي؟ أين اختفت إنسانيتي؟ حتى إني لا أستطيع تذوق طعامي أو ابتلاعه؟ هزل جسدي وتساقط شعري وبت زومبي حقيقي؟ لا أشبه النساء ولا حتى الرجال؟ أنا الصنف الجديد الجنس الثالث أين فشلت تسأل؟ كيف وصل الحال بك لهنا؟ أختصر حياتي بكلمات قليلة أنا فاشلة حتى النخاع وجبانة فلا أستطيع مواجهة وتصدي للحياة ولا أستطيع قطع شراييني اللعينة لأنهي حالة الموت التي أعيشها؟ آه... ليس تمثيل ومحاولة للفت انتباه فأنا كائن مختفي؟ غير مرئي؟ سلبت مني الحياة وتقطعت بي السبل وفقدت حتى الإيمان؟ ليس لدي دموع حتى ولا أتقن سوى دفن نفسي في فراشي أيام و.........................
لم يعد لدي الكثير لأقوله؟ الوحدة تقتلني؟ بحاجة لمن ينتشلني؟ أين وكيف ولماذا وصلت لهذه الحال؟ لا أدري لكني أذكر أن فشلي المتواصل أقعدني في فراشي وشماتة الناس خنقتني ولفظني أعز الناس بدءً بأبي وأمي وعائلتي وأنتهي بشريك حياتي الذي ألقي بي لقارعة الطريق ولم يرحم دمعاتي وبصديقتي التي أخذت شريك حياتي وبيتي وحياتي وبل سلبتني أطفالي؟ سلبوني أطفالي وهجروني من بيتي؟ وألقو بي لقارعة الطريق وعدت لبيت أهلي ليلفظوني من جديد وليكرهوني ويتثاقلو من أنفاسي حتى؟ أتعلم كم الألم عندما تسلخ عني حياتي قصرا وغدرا؟ أتعلم كم الغضب القاطن؟ أتعلم كم اليأس؟
سلبوني أطفالي وحرموني من مشاهدتهم؟ منعوهم من مشاهدتي؟ حرمت من مشاهدة تلك البراعم الغضة تنمو في أحضاني؟ نقلوها غدرا بعيدا عني وتركوني أقاسي ويلات فراقهم؟ حتى الحيوان يعلم كيف يحفظ ولده في الوقت الذي عجزت فيه عن الاحتفاظ بهم؟ حتى الحيوانات أفضل مني حالا؟ خلقنا لماذا لنعاني ونتجرع الألم؟ ونفقد الأمل؟ ضاع الأمل ولم يبقى سوى الحسرات والغهانات وانعدام الكرامة ليت بي القوة لأخلص نفسي؟ ليت بي القوة لأرحم نفسي وأخلصها من عذابها؟ ليت عندي الحل؟
هل لديكم حل لمن هي مثلي؟ لا أصلح لأكون زوجة أو أم أو ابنة؟
جردوني من كل أدواري ولم يبقوا على شيء من إنسانيتي من أنا؟ لا أحد مجرد سراب يهمس في الظلمة الحالكة..................
14/01/2013
رد المستشار
قلبي معك، لكن عقلي يرجو منك "التفهم"، فأنت تعانين رسميًا من الاكتئاب؛ فأعراضه كما يقول الكتاب تحدث معك بحذافيرها، ابتداء من الشعور بالكآبة والحزن، ومرورًا باضطراب النوم والشهية، ورؤية نفسك بشكل فيه دونية، وانتهاءًا بالرغبة في الموت لولا إيمانك بما يقبله وما لا يقبله الله العظيم لعباده؛ فحقيقة اكتئابك ليست فقط بسبب الأحداث الصعبة التي مررت بها؛ فتجربة الطلاق ومسؤوليتك الكاملة عن طفل يحتاج لرعاية خاصة ومتكررة، وفي النهاية حرمانك منه هي تجارب قاسية مؤلمة، لكنها ليست هي حقيقة اكتئابك!؛ فحقيقة اكتئابك بل وتطورات حياتك ومنعطفاتها كان السبب فيها هي "أفكارك"؛
أفكارك عن نفسك؛ فأنت الفاشلة، قليلة الحظ، المرفوضة، المقهورة..... أفكارك عمن حولك، هم المخطئون دومًا، هم من لهم الحق في الحكم والتقرير، هم الظالمون، أفكارك عن الرجل، متحكم، نقابل استهتاره باستهتار، العلاقة علاقة ندية واثبات قوة الآخر، أفكارك عن الزواج... أمر لابد منه، فرصة للتخلص من مشكلات المنزل، علاقة مثل أي علاقة أخرى في حياتنا.....
أفكارك، أفكارك، أفكارك، حتى اكتئابك وحزنك وكمدك الآن ناتج عن أفكارك؛ والحقيقة تقتضي مني أن أقول لك: أن تلك الأفكار كان مصدرها أبويك ومن كنت تتعاملين معهم باستمرار في طفولتك ونشأتك، وكذلك مصدرها تجاربك التي مررت بها في حياتك أيام دراستك، وزملائك، وصديقاتك، وأقاربك، وكذلك ما كنت تسمعينه من أمور وتحليلات من تجارب الآخرين سواء من الأقرباء، أو الغرباء، وهذه الأفكار علميًا معروفة بالأفكار سابقة التجهيز؛ حيث تعشش في رأس الشخص ولا يظن خطئها أبدًا، وكلما مر بموقف كان فيه "بعض" الشبه من موقف مر به الشخص منذ سنوات يطبق الفكرة السابقة من الموقف السابق على الموقف الحالي بدون أدنى شك، أو رويه؛
إذن فما تتحدثين عنه يوضح تمامًا أنك تعانين من اكتئاب يتطلب منك التواصل مع طبيب نفسي ليساعدك في مراجعة أفكارك التي تحتاج لمناقشة وتوضيح بشكل سليم بعيدا عن المشاعر التي تؤثر عليها، وكذلك بوصف جرعة دوائية تساعدك على الخروج من براثن الاكتئاب ثقيل الظل الذي يجعلك تفكرين في الموت، وليس عيبًا، ولا وصمة أن تتواصلي مع من يمكنه مساعدتك بشكل حقيقي وفارق، ولكن تأكدي تمامًا أنك لو اعتمدت على تناول الدواء للخروج من دائرة الاكتئاب المغلقة وحدها فستعودين لها في أقرب وقت ما دمت لم تعالجي أفكارك التي تسبب لك كل هذا العناء؛ فعلاج أفكارك بمناقشتها واستيعاب الصحيح منها، واستبعاد الخطأ هو العلاج الأكثر عمقًا، هيا لا تتأخري في طلب العلاج الدوائي والمعرفي
فلو قلت لك لا أنت لست فاشلة فلن تصدقي، وإن قلت لك ليس كل الرجال مثل زوجك ستترددين، ولو قلت لك أن الألم هو ما يعلمنا ويجعلنا أكثر نضوجًا للعنت الألم ومن يتشدد له!، لذا اكتئابك يحتاج لعلاج من شقين كبار -على الأقل- الأول: دوائي من خلال طبيب متخصص، والآخر يعالج أفكارك ومشاعرك وبدون المزج بينهما لن تحققي العلاج الأكيد وإن تمكنت من العلاج السريع من خلال الدواء بعد تناوله بأسبوعين فقط، وهذا يحتاج لاختيارك لطبيب متخصص يعالج بالعلاج المعرفي السلوكي: أي يعطيك الدواء ويناقش أفكارك وينظمها معك ويزيل الخطأ والتشويش منها، أو أنت تتابعين مع أخصائي نفسي بجانب الطبيب النفسي.- سطورك تنم على ذوق أدبي، وقدرة على التعبير بشكل واضح وعميق، فلعلها تكون مساحة جديدة في حياتك تخوضينها وتساعدك نفسيًا بالتعبير عن أزمتك، ومشاعرك في شكل قصصي أدبي.
- توكلي على الحي الذي لا يموت، ولا يغدر، ولا يترك، واسأليه أولًا أن ينير بصيرتك بأخطائك أنت أولًا لتتمكني من الوصول لحل يريح قلبك ويعينك عليه، وأكرر لابد من التواصل المتخصص حتى لا تقعي في "حفرة" الاكتئاب ثقيلة الظل.