فشلت في حياتي
أنا زوجة رومانسية تحولت من تصرفات زوجي إلى زوجة بلا إحساس لأني أصبحت مش بحبه مش بحبه بجد تزوجت عشان أتحب فقط اخترت واحد أكبر مني بـ 15 سنة عشان يدللني وأكون كل حياته وكان زوجي مش كبير بس كان شكله غير مقبول لأحد قلت أفضل عشان مايبصش على حد غيري....
خليته يحبني ويغير كتير من تصرفاته بس للأسف وصلنا لمرحلة إني مش طايقاه خالص وأحاول وأحاول عشان ما أظلمهوش لكن للأسف فشلت أنا معايا ولد وبنت ودلوقتي اكتشفت إني حامل ونفسيتي سيئة جدا جدا وعايزة أنزل الجنين بس دخلت في الشهر التالت وخايفة يكون حرام بس لما زوجة سألت الرسول عن أنها عايزة تنفصل من زوجها الدميم الخلقة رغم أنه على خلق قالها اطلقي...
أنا مش عايزة أظلم عيالي وعايزة أحاول تاني بس مش عارفة حتى أبص له أصلا هو من عيوبه أو من عيوبي أنا مش بصدقه خالص لأنه كذاب وبيخبي علي كل حاجة دايما حلولوه في أي مشكلة خلاص دا ضايقك أعمله من وراكي وعلى فكرة هو وأهله مختلفين اجتماعيا عني أنا وأهلي أنا عارفة إنه كان أصلا اختيار غلط بس اللي حصل أنا دلوقتي عايزة
1. حل إزاي أتعامل وأصلح اللي جوايا من ناحيته؟؟
2. مش عايزة الجنين أنزله وله أعمل إيه؟؟؟
أرجو الحل
ولكم الشكر
22/03/2013
رد المستشار
رغم أنك حاولت معانا ألا نتحدث في خطأ اختيارك لزوجك لنفرغ لمرحلتك الآن وكيف تتعاملين مع مشكلتك، إلا أن الوقوف على أسباب اختيارك له سيكون مهمًا في "معالجة" أفكارك وبالتالي مشاعرك؛ فالرجل الكبير ليس بالضرورة أن يكون نموذج "الأب"- الذي يحنو، ويعطف ويحتوي، ويهدهد-، ولا أن يكون نموذج "الحكمة"- الذي سيتم الركون إليه والاطمئنان لمسار سفينة الحياة وسط تقلبات الأمواج على يديه، ولا أن يكون نموذج "الأبله"- الذي سيظل مندهشًا لموافقة فتاة تصغره بأن يكون هو رجلها، فالرجل الكبير "رجل".... يحمل من الخصال الجيدة والأخرى التي تحتاج لتهذيب، ويحمل عيوبًا قد ترفضيها كما يحمل مميزات تسعين لها؛
فالزواج من رجل كبير ليس صمام الأمان للسعادة والراحة، وكذلك القبح ليس هو السبب الكبير جدًا لضمان عدم اقتراب أنثى منه؛ فالأنثى قد تحسب حسابات أخرى تجعلها تقترب منه، وأنت أول دليل على هذا، ونحن حين درسنا بعض الشخصيات التي تتعدد علاقاتها العاطفية كان من ضمنها شخصية نسميها شخصية "كازانوفا"، وهي لرجل قبيح الملامح لكنه تمكن من إحاطة نفسه بهالة من النساء ترضي ذاته؛ لأنه كان يتمتع بميزات أخرى كالجرأة والاقتحام الذي يعجب كثير من النساء!، لذا أنت لديك مشكلة اسمها "أفكار خطأ" ولأنه لم يظهر منها سوى أفكارك نحو الزواج واختيارك للزوج فستكون هي بداية العلاج في علاقتك بزوجك؛ فأنت في السابق سحقت بقدميك كل ما كانت تهفو له الأنثى بداخلك وتصورت أن تشبثك بأمور أخرى هي التي ستحقق لك الاطمئنان والراحة والحب، ولكن لم تحتمل نفسك وأنوثتك هذا القهر أكثر من هذا فتمردت وجعلتك ترين ما رفضت الاعتراف به وتجاوزتيه حتى أوقفتك بقوة!
لذا أعود فأقول: الرجل هو الرجل... يحتاج للتقدير والاحترام- ويزده قسوة معايرته، ونقده، وفضح زلاته، يحتاج لزوجة تلعب معه أدوار متنوعة في حياته؛ فمرة تكون أمه، ومرة تكون ابنتة، ومرة تكون صديقتة، ومرة تكون حبيبتة.
الرجل يحب بعينيه قبل قلبه، الرجل يحب أن يشعر بثقة زوجته في قدراته وقراراته، وتمدحه على نجاحاته المتنوعة في كل تفاصيل الحياة، فالبداية ستكون من عندك أنت؛ فهو لم يخدعك في شيء؛ فسنه كنت تعلمينه، وملامحه كنت ترينها، ولكنك اخترت بناء على تصورات في رأسك أنت لم تكن ذات علاقة بالواقع، فهل من المنطق أن يدفع الآن ثمن اختيارك أنت وحده؟؟
ألم يأن الأوان لتكوني صادقة مع نفسك محترمة لحقيقة مشاعرك فتعترفي بأن ملامحه ليست هي بيت القصيدة؟، فروح الإنسان وخصاله هي التي تجمله في عيوننا، أو تجعله شيطانًا رجيمًا حتى وإن ملك جمال سيدنا يوسف عليه السلام، فمصر كلها أحبت إسماعيل يس، وزينات صدقي، وأحبت أبو تريكة، وتحت رحمة كونداليزا رايس، رغم أنهم لا يتمتعون بملامح جميلة!، فالزوجة الذكية: هي التي تتمكن من إظهار مواطن جمال شخصية زوجها وتفعّلها وتستمتع بها وتجعله يغدق بها عليها وعلى أبنائه، وهي التي تتعامل مع نفسيته قبل ملامحه، وتزن الأمور بنضوج فتعلم أن ما فات كان درسًا يحتاج للتعلم، ومنه ستجعل المستقبل أفضل، فالتهور النابع من شدة احتياجك فيجعلك تفكرين في "هد المعبد" دون أدنى مسئولية هو الغدر الذي ستتجرعينه أنت أولًا.
ولم أجدك تذكرين أي صفات سيئة غير أنه يكذب فقط ليتفادى تحقيقاتك، أو تتبعك، أو اتهاماتك، فالسؤال ليس إذن ماذا ستفعلين لحل مشكلتك، وإنما لماذا وصلتما لهذا الحد، فالمنطق يقول أن اثنان بينهما علاقة مشتركة وحدثت بينهما مشكلة من العيار الثقيل لن تكون بسبب أحدهما فقط؟، لابد وأن تكتشفي بماذا أسهمت أنت في حدوث تلك المشكلة بجانب ما أسهم هو به، ولتبدئي من جديد بعقل، وتخطيط، وصبر مُبصر، حتى تستعيدي مشاعرك وتتذوقيها معه تدريجيًا وتتنفسي حياتك من جديد، أما حملك فلا يحق لمخلوق أن يتدخل في إزهاق روح خلقها الله إلا لأسباب يراها متخصصون في الشرع، أو الطب... هيا كفاك استخدامًا لطريقة "مفيش غير كده" التي ألقتك من قبل في هذا الاختيار والتي تريد أن تلقيك الآن في "فخ" الانفصال والإجهاض، فلتنتبهي.