ديني ساعدهم على ظلمي
قبل أن أبدأ حقيقة أدمعت عيناي وعانيت في حياتي وسئمت منها حقا! رضوخ لأهلي ورضوخ لتعاليم الدين! أكاد أقسم أني كرهت الدين حتى!
طفولتي كانت لا تخلو من المشاكل العائلية وطلاق والدتي، ظلم أقاربنا لنا وأخص بالذكر أخوالي وأعمامي، كنت صغيرة لا أفهم لماذا..؟ طفولتي كانت خالية تماما من الطفولة! بالحقيقة لم أعرف البهجة سوى خلف التلفاز لم أخرج لمدينة ترفهية أبدا حتى بلغت 12 من عمري ذكرياتي مشوشة ولا أذكر سوى التفرقة في المعاملة بين إخوتي وكنت للأسف أقلهم حظا بالاهتمام! علاقتي العائلية: أقسم بالله العلي العظيم أني لا أعرف من أعمامي سوى أسمائهم أما أولادهم فو الله إني لا أعرفهم حتى! وأخوالي كذلك علاقتنا سيئة جدا جدا جدا
أهلي: علاقتي بأبي: سيئة جدا وأكرهه جدا، رغم أنها تخالجني مشاعر عطف نحوه أحيانا أنا أحمله ذنب تهدم حلمي
أمي: وجودها أو عدمه واحد، لا أتذكر أي حنان من أمي أبدا، بل هي تخرج أكثر من وجودها في البيت معنا، لا تهتم لأمرنا ودائما تحطمنا في أي شيء، أمي مستعدة أن تبيعنا لأجل خالي لأنه رباها لما توفي والدها
إخواني: بالحقيقة هم 3 وأنا أكرههم كثيرا وأحقد عليهم لأنهم متسلطين جدا، الكبير ما أعرفه جيدا لأنه تركنا من صغرنا وانتقل لمدينة أخرى الأوسط أعطفهم ولكني أيضا أكرهه، قام بالتحرش الجنسي لي عندما كان عمري 12 سنة، الصغير أكثر شخص من إخواني سيء في معاملته لنا ويحبسنا في البيت يمنعنا من الخروج لأي سبب، وفي كل شيء يتدخل، اتخذ ولاية العمر مسألة قمع حرية يخجل حتى من أن يرانا أحد يعرفه معنا، لأننا عورة في الإسلام! لا أحمله كامل المسؤولية في ذلك بل أحمل الدين الجزء الآخر منها! وهو أيضا يقلد أخوي الأوسط.
أخواتي: نحن 6 فتيات وأنا السابعة علاقتي فيهم سيئة وتكاد تكون معدومة إلا من أختي الصغرى أعتبرها أقرب واحدة لي علما بأن ترتيبنا العائلي أن أختي المقربة لي هي أصغر فرد في العائلة وأنا أكبرها بثلاث سنوات، أخواتي البنات هن من يصرفن على المنزل أما الشباب فضيوف شرف ويعتبرون دفعهم لهن شيئا إجباريا.
أنا الآن أشعر بنوع من الضيق والألم! لا أثق بالناس أبدا ولا أعتبر أن لي أصدقاء، كل الأشخاص معرضين من قبلي للاختفاء ولا أشتكي لأي أحد، لا أكون صداقات واسعة وبالواقع جميع من أعرفهم حذفت أرقامهم من هاتفي بالمعنى الأصح، أعشق الوحدة كثيرا، خزناتي مليئة باللون الأسود، أحب وضع المكياج الأسود وأعشق الأساور القلائد السوداء أو الفضية رغم تخرجي من الجامعة إلا أني لم أرمي جميع من أعرفهم خارج حساباتي.
في أحلامي ومنذ صغري ولا زالت تترد علي حتى الآن أحلم بأني أهرب من أهلي والشرطة وأسقط من مكان عالي وأتوجه إلى مكان مثل الإصلاحية وأحلم بالحلم أن الناس يموتون بسببي شنقا! وعندما أستفيق أجد فتاة تقول لي بأنها ترى نفس حلمي أيضا وأنها تعاني مما أعانيه وعندما أخرج أجد جميع الفتيات ينظرن إلي ويقلن بأني من قتلتهم وأن رجال الشرطة قادمون لأخذي.
أحلم أحيانا ببحر أسود يخرج من غرفتنا، وأيضا أن الغرف فيها ثقب أحمر داخل الأرض فيها جن وعفاريت! أتذكر بأن أختي التي تكبرني صرحت لي سابقا بأنها لا تحبني، ومن تلك اللحظة أنا لا أتقبلها حقيقة، أشعر بالاضطهاد الشديد، أشعر بالألم، بالأسى على كل شيء.
في الحقيقة أنا أشك بجميع من حولي ولا أثق بأحد إلا نفسي، دائما أسمع أصوات تناديني بعض الأحيان يكون صوت أمي وأحيانا صوت أبي وأحيانا أخواتي، وعندما أسألهم أجد أمي خارجة أساسا ليست في البيت وكذلك أبي أو أنهم لم ينادوني أصلا.
أحيانا أشعر بأني أرى أشخاص أو ظلال لأشخاص في الظلام وأشعر بوجودهم فعلا، وفي صغري كنت أرى أشخاص في الليل يطوفون في الحوش ويكون أبيض تماما لا أرى له ملامح البتة. أنا إنسانة مهملة للنظافة بشكل عام، أحب أن أرتب أغراضي بشكل معين خاصة مثلا أضة الوسادة فوق اللابتوب وأضعه بجانب سريري، أجلس في مكان واحد منذ 5 سنوات لأشيك على النت، في داخلي أعتقد أني أفضل من الجميع أمتلك مالا يمتلكوه.
أميل إلى الأفلام المرعبة وألعاب القتل وأشعر بالراحة عند قتل أكبر عدد ممكن من الوحوش في الألعاب سبق وصرحت أني تعرضت لتحرش جنسي من إخواني وكان هذا بالنسبة لي شيء جارح جدا.
ابن عمي يعاني من مرض نفسي لكني لا أعلم عنه شيء حقيقة، كل ما أعلمه أنه لا زال مريضا لم يتحسن مع أي دواء.
أعاني أحيانا من نغرات في القلب عندما أتضايق وتكون مؤلمة بشدة، وأعاني من القولون وألم المعدة أشعر برغبة كبيرة بالانتحار، لكني لم أقدم عليها حتى الآن.
أمتلك قلقا فظيعا فعندما أتوتر لا أستطيع أن أسيطر على يداي وتبدآن بالارتعاش وكذلك عند الخوف أشعر بأني أختنق، دائما ألوم أهلي على وضعنا واعتقدت أني لو ولدت في مكان آخر لكنت حصلت على أشياء تساعدني في حياتي وتملئ لي فراغي أعيش صراع نفسي رهيب وأرغب في حل لكل ما أعاني منه.
أرغب بالهجرة والابتعاد عن أهلي بأي طريقة كانت لا أرغب بوصف علاج دوائي لحالتي ما هو تصورك لنوعية المساعدة التي يمكنني أن أقدمها لك، أي طريقة تجعلني أرحل عن البلد الذي أسكنه؟
بالنهاية: أنا فتاة ذكية وأحلم بالكثير، متخرجة من الجامعة وتحلم أن تكمل الماستر في الخارج ولم تستطع لأن المحرم غير راضي والدين فوق القوانين هه! فكرت أن أدرس ماستر في بلدي ولأني بمحافظة لا توجد فيها معاهد لغة لا أستطيع أن أقدم على التويفل البتة وكذلك لن أجد من يأخذني لخارج المحافظة لأدرس. حلمت أن أصدر كتابا وأكون كاتبة أكتسب منه رزقي، وأهلي يرونه سخافة وأني إنسانة سخيفة.
كنت أحب ابن خالي ولأن أبي لا يردهم لم يزوجني إياه، لا نملك رخصة قيادة لنذهب ونكمل تعلمينا لنحصل على وظيفة، لا أمل في ذلك، أمتلك رغبة عارمة في اعتناق الماسونية أعتقد أن الدين لم يكن ليعطينا حقنا بل أعطانا إهانة كبيرة كوننا عورة ولا نقدر كإناث في بت أمورنا الخاصة: الزواج والدراسة وحتى السفر.
28/03/2013
رد المستشار
أسهبت في نقد مسلك كثير من المسلمين، وما فهموه وتوارثوه وكأنه دين الله في شأن النساء، بينما هي أساطير وخرافات، وعادات وتقاليد بحثت لها عن سند فوجدت الضعيف، والمنكر، والشاذ من الأسانيد والمتون، وذهبت تعتصم وتتشدق به، ويمكنك اكتشاف هذا بسهولة متناهية حين تطالعين كتبا متعوب فيها ذكرت بعضها سابقا مثل: موسوعة تحرير المرأة في عصر الرسالة، وكتاب الشيخ محمد الغزالي عن المرأة، وكذلك كتابات الأستاذ جما البنا – رحم الله الجميع!!!
واعلمي أن حصون التخلف، وأفكار التخلف صارت مهددة بالتغيير!!! وبسهولة شديدة يتبين لمن يتعب نفسه بالاطلاع الجيد أن ما يمارسه إخوتك والمحيط الاجتماعي العربي – في أغلبه – هو محض جاهلية عنصرية ضد إنسانية الإنسان، وليس فقط ضد المرأة، لأن الرجل في مجتمعاتنا محاصر بالضغط الاجتماعي ليمارس دور الجلاد على المرأة!!
وأحيانا تتوقع هي هذا، وتستدعيه، وفي كل الأحوال فإن الرجل يلام من المجتمع حين يترك الحبل على الغارب للمرأة!!! هكذا يسمون ممارسة المرأة لحرية الاختيار، والحديث في هذا يطول بأكثر مما تستوعب إجابة على سؤال!!!
أقول أن الجاهلية التي نعيشها هي معادية للإنسان، فهي تعادي البديهة، وتعادي الحرية، وتعادي حق الإنسان في أن يختار، ويخطئ، ويتعلم، ولا عبرة عندي أن كل هذا قد يحصل باسم الدين، فما قيمة أي ادعاء يتبين للفاحص كذبه؟!!
التسلط نزعة إنسانية، والسيطرة على الآخرين هي من هوى الأنفس الأمارة بالسوء – إلا من رحم الله – والشخصيات التي ينتجها هكذا نظام اجتماعي هي مجرد فضلات بشرية تنتفخ قيحا، وتمتلئ صديدا... وهي تمارس الظلم على من يرى النظام الجاهلي أنها الحلقات الأضعف، ومنها: الفقراء، الأطفال، النساء!!
أهدي رسالتك كنموذج لحياة الملايين من النساء في عالمنا العربي والإسلامي، أهديها لأولئك المتشدقين بالنعيم الذي تحسدكن عليه نساء الغرب!!!
لن أطيل أكثر فيما أراه توصيفا لما تعرفينه وأعرفه، ولكن تعالي نفحص ما لديك من مخارج واختيارات!!!
أولا: تحتاجين إلى فحص نفسي مباشر من طبيب أو طبيبة متخصصة لأن ما تصفين من أحوالك يمكن أن يكون، أو يتضمن أعراضا مرضية تحتاج إلى علاج!!!
ثانيا: لا أشجعك على خيار الهروب من أهلك إلا إذا تأكدت أنك لن تهربي من الجحيم إلى النار، ومصير الهاربات من أسرهن بلا خطة يبدو قاسيا وموجعا، فما هي خطة استقلالك بالمسئولية عن حياتك، وتدبير شئونك في حال هروبك؟!
ثالثا: لا أدري ما هي إمكانات الحصول على أفضل ما يمكن من تعليم، وتواصل مع فرص كثيرة تطرحها مؤسسات كثيرة، وصار لهذه الفرص مواقع إليكترونية سأضع لك أحدها في نهاية إجابتي.
رابعا: ما هي جهودك للتواصل مع دوائر الدعم النفسي والروحي الذي تتبادله مجموعات منتشرة الآن على الأرض، وعلى الشبكة العنكبوتية، ولا أدري هل لديك بعضا منها حيث تقيمين؟! أو بحثت عن بعضها على الانترنت؟!! لا تتركي نفسك وحيدة، ثم تشتكين من الوحدة!!!
خامسا: ما هي حدود استفادتك من وجودك على الإنترنت بشكل عام؟! الناس يتعلمون، ويتواصلون، ويتزوجون، ويمارسون حياة أو حيوات زاخرة على الشبكة، فأين أنت من هذه الآفاق؟!!
سادسا: ابدئي رحلة استقصاء لمعرفة الصحيح من السقيم في شأن وضعك الإنساني، ورؤية الإسلام للكون وللإنسان وللحياة حتى يتسنى لك التمييز بين محبة الله، وأساطير المتخلفين، وتابعينا بأخبارك قريبا!!!