قلق من الامتحان..!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا طالبة في المرحلة الجامعية استطتعت تحقيق التفوق في السنوات الماضية والحمد لله على الرغم من أني لم أكن بمثل هذا المستوى بالسنوات السابقة للتعليم الجامعي.
أولا أصبت باكتئاب بالإضافة إلى أفكار غريبة ووسواس منذ أكثر من عامين ووصف لي الطبيب دواء انتظمت عليه حتى شفيت والحمد لله من الأفكار الغريبة والوساوس بشكل كبير أما الاكتئاب فهو يتأرجح بين الشدة والضعف حسب تفكيري وحسب الظروف المحيطة بي.
مشكلتي أيضا هي أنني بدأت أعاني هذا العام من ضعف التركيز في أغلب الأمور ومنها المذاكرة وكذلك أعاني من ملل شديد من الاستذكار وألجأ للهروب منها بالنوم الذي يمتد لساعات طويلة رغما عن إرادتي وعلى الرغم من أن امتحاناتي اقتربت كثيرا ولابد لي من التركيز، وكذلك أغرق في أفكار خاصة بمستقبلي وأفكار أخرى مؤلمة خاصة بأحداث مؤسفة حدثت بالماضي فيضيع تركيزي وأتشتت.
أنا الآن أتناول دواء (ديورازاك) بالإضافة إلى دواء (اريببركس) كما وصفهما لي الطبيب وعلى الرغم من تحسن حالتي إلى حد ما فيما يتعلق بالاكتئاب إلا أنني لم أصل إلى الحالة الطبيعية بعد.
اقتربت من الله أكثر والحمد لله وتخلصت من ذنبا كان يؤرقني أشعر كذلك بتحسن وسعادة في الصلاة وقراءة القرآن إلا أنني بمجرد البدء في المذاكرة أبدأ بالتفكير بشكل سلبي في أنني لن أستطيع التركيز كعادتي أو أنني لن أفهم أو أحفظ سريعا، حاولت مرارا التخلص من هذه الأفكار إلا أنني لم أنجح بشكل كبير، كذلك أشعر بضعف نفسي وخوف من أن أنسى ما أستذكره أو أنني لم أحفظ جيدا من الأساس.
هل هو الاكتئاب ما يسبب لي هذه المشاعر أم ذنوبي التي ارتكبتها بالماضي أم ماذا؟؟
أتمنى أن تساعدوني على إيجاد حل لمشكلتي التي ألخصها في ضعف التركيز وضعف الهمة وسرعة الملل من الدراسة، وشكرا
21/05/2013
رد المستشار
السلام عليكم، ومرحباً بك أختي على شبكتنا، واسمحي لي أن أنقل لك تحيات الدكتور وائل أبو هندي الذي حول لي الإجابة على استشارتك.
لقد وصفت عدداً من الأعراض والمعاناة من تشتت التركيز مؤخرا بما يسبب لك مشكلة في الدراسة والآداء الأكاديمي، ولكن لم تذكري شيء بخصوص الأفكار الغريبة التي أتمنى لو كنت قد ذكرت شيء عنها لنستطيع فهم ما تقصديه بالأفكار الغريبة بشكل أكثر دقة، لكن على العموم فإن مزاجك الآن كما وصفتي يميل للكآبة، وتميلي لاسترجاع قصص الماضي المزعجة، كما أنه قد تتطور لديك شيء نستطيع أن نسميه القفز للنتائج مما يسبب لك قلقاً في لحظات الدراسة، فكما قلت أنت تتوقعين قبل حتى أن تقومي بالدراسة مسبقاً بأنك لن تركزي ولن تستطيعي التركيز، ويصبح ذهنك منشغلاً في فكرة ما مدى تركيزك بشكل يسبب زيادة التشتت بشكل أكبر.
كما قلتِ "حاولت مرارا التخلص من هذه الأفكار إلا أنني لم أنجح بشكل كبير، كذلك أشعر بضعف نفسي وخوف من أن أنسى ما أستذكره أو أنني لم أحفظ جيدا من الأساس"، وهذا هو من شكل الوسواس بحيث تصبحين مشغولة الذهن بشكل كبير بتفاصيل تدور حول عملية الحفظ وهل ستحفظين أم لا وترددك وخوفك من النسيان، وهذا بحد ذاته كنوع من التفكير يثير القلق ويسبب حالة من تشتت التركيز، وبالتالي النسيان، فالمشكلة ليست بأنك ستنسين المشكلة بتسلط فكرة أنك ستنسين مما يسبب انشغال ذهنك بالفكرة المزعجة بشكل يستنفذ قدرتك على التركيز بالمواد المهمة، ومحاولتك التخلص من الفكرة وعدم قدرتك على ذلك يدلل على أنها وسواسية الشكل على الغالب.
أما بالنسبة لسؤالك هل هو الاكتئاب ما يسبب لي هذه المشاعر أم ذنوبي التي ارتكبتها بالماضي أم ماذا؟؟
فيبدو أن المزاج المكتئب يجعلك تقلبين بالصفحات القديمة لحياتك، فالاكتئاب كمغناطيس الذكريات السيئة يبحث عنها ويجذبها مهما كانت بعيدة في ماضي الشخص، وهذا ما يجعل الإنسان ينظر إلى هذه الأمور كأخطاء ويعتقد أنها حلت به وكانت سبب مشكلاته، لكن مبدأ أن أخطاء الماضي أو ذنوبنا سبباً لتعاستنا أو تغير قدرنا، فنحن مسلمون وهذا الذي تتحدثين عنه ما يسمى في الديانات الهندية بمبدأ الكارما أي أن أخطاء الشخص تنعكس على قدره، ولمزيد من التخصصية بإمكانك سؤال فقيه في أمور الدين إن أمكن.
أما حل مشكلتك فأنت بحاجة لمساعدة مباشرة من قبل أخصائي في علم النفس السريري أو الإرشاد النفسي ضمن برنامج علاجي نفسي كلامي ومحدد بأهداف واضحة، خاصة فيما يتعلق بتغيير أنماط التفكير السلبية والمزعجة لديك.
أسأل الله أن نكون قد وفقنا لمساعدتك على قدر الإمكان والمتاح ضمن صفحات شبكتنا، ولك منا كل الدعاء بالتوفيق.
واقرئي على مجانين:
قلق الامتحان الشديد خطة علاج!
خوف الامتحان بين الطبيعي والمرضي
الخوف من الامتحان خطوات عملية
منى والمذاكرة قبل الامتحانات
الامتحان قلق وخوف والنوم نعمة!
قلق الامتحانات
الامتحان: لذاتي أم لمعلوماتي؟!