أريد تحقيق هدفي ولكن.................
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد أحييكم بتحية الإسلام وتحية الإسلام السلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصراحة أشكركم على هذا الموقع الذي نستفيد به باستشاراتكم المفيدة والتي نجد بها حلولا عملية لتطوير حياتنا للعيش بشكل يوافق إمكانياتنا التي خلقنا الله بها.
منذ 3 سنوات تقريبا وفقني الله عز وجل إلى الالتزام بالمنهج الحق منهج السلف الصالح ولله الحمد وبعد ذلك قررت أن أخدم هذا الدين بالدعوة والإرشاد بعد أن شاهدت محاضرات الدكتور ابراهيم الفقي رحمة الله وقمت بإعداد مخطط قريب المدى وآخر بعيد المدى في إطار ما أسميته بالمبادرة الشخصية للتنمية الذاتية؛
وهذه المبادرة أعددت فيها أساسيات المخطط القريب المدى من الدعوة والإرشاد بين الأقارب والأحباب والأصحاب ثم تطوير مكتسباتي الفكرية وبلورة شخصيتي بشكل يتماشى مع هدفي هذا وكذلك العناية بالذات من خلال الرياضة ثم الخطوة البعيدة المدى أو الكبرى وهي السفر إلى مصر والسعودية وعدة دول عربية وإسلامية للتفقه في الدين وخاصة في علم الحديث ومن ثم الدعوة إلى دين الله في كل بقاع الأرض أملا في أن تعود الأمة من جديد لسيادة العالم وكذلك هدفي الآخر أن أتزوج بمن تحمل معي هذا الهدف وتأخذ بيدي إلى الجنة ونربي أولادنا على ما يرضي الرب جل في علاه.
أنا الآن في سنة أولى تقني متخصص في المحاسبة المالية وأسعى إلى الحصول على هذا الدبلوم وجمع كثير من الخبرات والمال من أجل السفر إلى مصر الكنانة كخطوة كبرى لتحقيق هدفي الأكبر، لكن كثيرا من الناس يقولون بأني أسلك طريقا مختلفا عن ما أسعى لتحقيقه لكني أتبع هذا التخصص بغية جمع الخبرات لإنشاء مقاولتي الخاصة أو أن أشتغل بما يلائم تخصصي خصوصا وأن لدي مجال كبير لأشتغل فيه والمشكلة الوحيدة هنا هو أنه تنقصني الإنجليزية مسألة وقت لكي أتمكن منها فأنا أجيد الفرنسية وعندها أصبح قادرا للسفر إلى مصر الكنانة والسلام.
06/06/2013
رد المستشار
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وبعد:
الأخ العزيز: أشكر لك حرصك على دينك وتدينك.
كما أشكر لك حرصك على دعوة الله تعالى وسعيك أن تكون من الدعاة إلى الله تعالى، فهذه من المحامد.
أما عن حديثك عن سعيك لطلب العلم بمصر أو غيرها من الدول لتتعلم العلم خاصة علم الحديث، وفي ذات الوقت فإن تخصصك في المحاسبة المالية، وحديث الناس لك أنك بطريقك هذا لن تصلك إلى ما أسميته (الهدف الأكبر)، فهذا كلام في جملته صحيح، ولكننا نحتاج إلى شيء من المناقشة، وأرجو أن يتسع صدرك لكلامي.
المسلم مطالب بأن يكون داعية إلى الله تعالى، وإن لم يكن متخصصا دقيقا في علوم الشريعة، إذ إن الدعوة إلى الله ممارسة عملية لسلوك وأخلاق الإسلام، ويحتاج الداعية أن يتزود ببعض المعارف الشرعية في أثناء أداء تلك الممارسة.
ويجب أن نفرق بين العمل الدعوي الذي هو مطلوب من كل منا في محيطه باعتبار المجتمع المسلم الذي نعيش فيه والذي وصفه ربنا سبحانه وتعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].
وفي هذا المجتمع يكون مجال الدعوة الأمور الأساسية والعامة التي نتواصى بها كما قال ربنا سبحانه: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:1 - 3].
أما التخصص الذي تسعى إليه فهو أن تكون من طلاب العلم الشرعي سعيا أن تكون عالما مستقبلا إن شاء الله تعالى، وهذا طريقه غير طريق الدعوة.
وأنت أمامك خياران: إما أن تكون داعية وأنت في تخصصك، أو أن تتحول إلى دراسة علوم الشريعة، ولا تلازم بين الأمرين.
ونصيحتي لك:
أن تبقى في تخصصك، وأن تمارس الدعوة إلى الله تعالى في عدد من المجالات، وذلك على النحو التالي:
الأول: الدعوة مع النفس بينك وبين الله تعالى.
الثاني: الدعوة مع الأهل والأقارب في محيط أسرتك وعائلتك كما قال تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214].
الثالث: الدعوة في محيط الأصدقاء والجيران.
الرابع: الدعوة في عموم الناس.
ولو أن كلا منا جعل محيط دعوته أسرته ومن حوله لانصلحت مجتمعاتنا، ولكن من نوازغ النفس السعي للدعوة العامة والظهور أمام الناس خطيبا، وهو مما يتوافق مع أهواء النفس.
ولقد بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته من بيته فآمنت زوجته وابن عمه الذي كان في حجره وهو علي رضي الله عنه، ثم أقرب أصدقائه وهو أبو بكر – رضي الله عنه-، ثم خرج على الناس فيما بعد.
فالمطلوب منك أولا أن تكون متميزا في تخصصك، وأن يكون مجال دعوتك، في وسط عملك وأنت في عملك، ثم بعد ذلك فمجال الدعوة في بيتك وبين أهلك واسع.
أما عن طلب العلم الشرعي فلا تعارض بين تخصصك في المحاسبة وبين طلبك علوم الشريعة.
ثم إن أردت أن تكمل مسيرة تخصصك يمكن أن تكمل في تخصص الاقتصاد الإسلامي.
واعلم أن الدعوة لا تنحصر في تخصص واحد، بل مجال الدعوة إلى الله واقع الناس وتغيير أحوالهم للالتزام بدينهم وليس فقط دراسة الكتب الشرعية.
فدعوتك الناس للخير والطاعة أنفع ألف مرة من دراسة الكتب، وإنما دراسة الكتب وسيلة للارتقاء بالمستوى الدعوي.
وفقك الله تعالى لطاعته وجعلك من خدم دعوته وإيانا آمين.
ومرحبا بك دوما في تواصل على الخير.