ما هو علاج الضحك القهري أثناء الصلاة الجهرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ بدايةً أشكر القائمين على الموقع وأسأل الله لهم التوفيق والرشاد. أوجه رسالتي إلى الدكتور سداد جواد التميمي حفظه الله.
هذه المشكلة تخص أحد أقربائي وهو يبلغ من العمر 34 ومتزوج ولديه أولاد وهو كفيف البصر لأن أمه وأبيه أقرباء يعني بسبب الوراثة، مشكلته هي أنه لا يستطيع أن يسيطر على نفسه في الصلاة عندما يكون إماماً في بعض من أقربائه فلا تكاد تخلو آيه يتلوها من ضحكة مخنوقة فنحن نشعر بذلك، وكثيراً ما نوجهه للبعد عن هذه التصرفات وأن الضحك في الصلاة يبطلها ولا فائدة.
هذا الشاب منذ ولادته كان مرفوضاً من جهة الأم والأب لأنه كفيف البصر لأن أخته الكبرى سليمة تماماً، ولكن بعد فترة من الوقت تقبلت أمه بالوضع وأخذته من جدته لتربيته وللعلم لم ترضعه أمه الرضاعة الطبيعية نهائياً بل كان يعتمد على الحليب البقري. في المرحة الابتدائية أرسلوه إلى مدينة أخرى يوجد بها مدرسة تختص لتعليم المكفوفين فعاش في هذه المدرسة ست سنوات يأكل ويشرب وينام وكان والداه يزورانه مرة شهرياً.
مشكلة هذه الشاب هي الطعام فهو يأكل كثيراً فكان ضعيفاً دراسياً فكان أبوه يمنع عنه الحلويات والأشياء التي تؤدي إلى السمنة فيتحسن مستواه الدراسي ثم تقوم الأم من دون علم والده بإعطائه الحلويات والمسليات فيضعف مستواه الدراسي، المهم أنه في السادس الابتدائي عندما طلب أستاذ الدين ترديد الآيات من خلفه كانوا الطلاب يرددون وهو يضحك قهريا وبدون سبب وحصل هذا الأمر في أولى إعدادي عندما طلب منه أستاذ العلوم قراءة فقرة معينة فوجد نفسه يضحك أثناء القراءة.
وبالنسبة للمرحلة الجامعية لديه فقد فشل كثيراً وحاول وحاول حتى حصل على شهادة دبلوم دراسات إسلامية واستمرت محاولته للتعليم الجامعي 10 سنوات، من مشاكله أيضاً أنه إذا جلس يهز جسده العلوي إلى الأمام وإلى الخلف وأيضاً دائماً أجده يعض يده وكذلك إذا تكلم يكون صوته عالي جداً وعندما أطلب منه خفض صوته يقوم بذلك، وربما الذي أدى به إلى هذا الوضع كانت أمه تستخدم له المهدئات والمنومات في أول مراحل طفولته لأنه كان كثير البكاء وللعلم كل الأشخاص المكفوفين في نفس العائلة عباقرة وأذكياء ولا توجد لديه مشاكل سواءً نفسية أو علمية.
هل يوجد يا سعادة الدكتور علاج عقاري علماً بأنه يريد أن يتعالج من هذه الأمور
وبارك الله فيك.
20/06/2013
رد المستشار
تهميش المعوقين Marginalization of the Disabled
التوصيات Recommendations
* شكراً على استعمالك الموقع.
* السلوك الذي تطرقت إليه أعلاه في الرسالة ليس بغير المعروف في الأفراد الذين قست عليهم الدنيا بكل معنى الكلمة عانى هذا المستضعف من رفض الناس والأهل والدنيا له كما هو في غاية الوضوح في الرسالة، وتم الحكم عليه بالنفي منذ طفولته من جراء ذلك تراه يلجأ إلى عملية دفاعية ربما غير شعورية تتمثل في الضحك أثناء الصلاة.
* لا أنصح بأي عقار وهو يتحمل المسؤولية في قيمة صلاته...... إياك وأن تعطيه أي عقار وحاول الحديث معه عن تلبية احتياجات ناقصة فشل الدهر في سدها، لا تتكلم معه عن سلوكه أثناء الصلاة وهز الجسد والكلام بصوت عالي عليه بالشعور مجدداً بأن الناس تقبله ولا تنبذه متى ما تخلص من الشعور بالنبذ تحسن أمره.
* رعاه الله ووفقك في مساندته.
تعقيب على الاستشارة:
لا أنكر أن محتوى الرسالة ووصف الإنسان الضرير فيها وأحواله يثير مشاعر سلبية الرسالة تحتوي على بعد ديني ولذلك لا بأس من التطرق إلى هذا الجانب من الرسالة من خلال هذا البعد نفسه.
تهميش المعوقين Marginalization of the Disabled قضية إنسانية واجتماعية وحضارية، ولا شك أن رقي الشعوب يتناسب طردياً مع رعايتها للمعوقين وذوي العاهات، القرآن الكريم تطرق إلى هذا البعد الإنساني لتهميش المعوقين في آيتين كريمتين عدد كلماتها خمسة فقط : "عبس وتولى".... "أن جاءه الأعمى" يمكن النظر إلى هذه الكلمات العظيمة والقبول بتفسير الكثير ومن فيهم الشيخ محمد عبده رحمة الله أن الله عاتب النبي صلى الله عليه وآله وسلم على إعراضه عن الأعمى (ابن أم مكتوم)، وهناك من لا يرى فيها شائبة عتاب أو لوم على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام.
ولكن الأهم من ذلك وبعيداً عن الحدث الذي صاحب نزول الآيات، فإن الكلمات الخمسة تعبر بكل وضوح عن ظاهرة تهميش المعوقين والمستضعفين من الناس وتنهي عنها بعد ذلك على المجتمع أن يتدبر كيف يتخلص من هذه الظاهرة ويرعى هذه المجموعة من أفراده.
رعاية الأعمى وغيره من المعوقين أصبحت قوانين لا بد من الالتزام بها في العديد من بلاد العالم ليس هناك مصعداً لا ينطق، ولا حافلة ركاب ليس فيها مقاعد خاصة لهم، والكثير منهم يمضي في حياته كأي إنسان آخر.