ابنة زوجي !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا متزوجة منذ 5 سنوات تقريبا وأم لولدين وبنت زوجي مطلق ولديه ابنة تبلغ من العمر الآن 8 سنوات، وكانت تعيش لدى والدتها في دولة أخرى ولمشاكل بين الطرفين لم تكن البنت على تواصل مع والدها على الرغم من محاولاته الكثيرة لذلك، ومنذ سنة بالضبط انتقلت البنت للعيش معنا.
لاحظت أنها (وعلى غير ما كانت معتادة عليه في المرات المعدودة التي التقاها زوجي فيها) مقبلة عليه بشكل غير طبيعي من وجهة نظري، حيث أنها تتعمد إلصاق جسدها بالكامل بجسده وتشتم رائحة بطريقة ملفتة خاصة الإبط ومنطقة الرقبة، وبالتشديد على منطقة الإبط حيث تقوم برفع ذراعه وشم عرقه بأخذ شهيق طويل وبصوت ملحوظ..
كما تكررت مرتين على حد علمي أنها قامت بلعق جسده بطريقة القبلة المفتوحة (واعذروني على التعبير) مرة من أعلى الذراع ومرة فوق الركبة من الفخذ!! ومرة حملت قدمه وألصقتها بخدها، وكثيرات ما تداعبه بيدها في شعر جسده بمنطقة الصدر وأعلى الظهر، ولا تبدي أي اعتراض على لمس ملابسه الداخلية في الغسيل.
لأني أعلم تأثير رائحة جسد الرجل بهرمونات الأنثى وحيث أني أحب والدي وتربيت معه ومع ذلك لم يكن بيننا هذه الحميمة بل على العكس أذكر نفوري في فترة معينة عندما كان يقبلني بالخد وكان يعضنا على سبيل المشاكسة في مثل عمرها، فقد تناقشت مع زوجي في هذا الموضوع ولم يقتنع بل اعتبرها من سبيل الغيرة منها، أنا أعترف أن هناك نوع من الغيرة ولكني سألت مثيلاتي في العمر عن علاقتهن بآبائهن ولم أجد هذا النوع من التصرفات، كما أني أرى هذه التصرفات أقرب لتصرفات الزوجة مع زوجها.
حاليا أنا أنهرها عن تصرفات مثل اللعق وإلصاق الجسد السفلي، ولكن بالنسبة لموضوع شم رائحة الجسد فإن زوجي يعارضني ويرى أنها تعويض لسنين البعد عنه.
علما بأنها على الرغم من صغر عمرها إلا أنها تبدي بعض علامات البلوغ كظهور شعر الإبطين والوجه (الشنب).
أرجو الإفادة في إذا ما كانت هذه التصرفات طبيعية بالنسبة لعلاقة طفلة بوالدها وما هي حدود هذه العلاقة.
ولكم جزيل الشكر
16/08/2013
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أختي "أم وليد" أعجبني اعترافك بدرجة من الغيرة من ابنة زوجك, فحين تقرئين الكلمة هل ترين أن من السواء (طبيعي) أن تغاري من طفلة هي ابنته في نفس الوقت؟؟؟ لديك درجة من التفكير اللامنطقي لماذا تعتبرين أن الطبيعي أن تعترض الطفلة على لمس ملابس أي كان في الغسيل؟؟؟ وما يوصل الطفلة للغسيل المتسخ؟؟؟
أقدر أن بعض سلوكيات الطفلة ليست معتادة ولكنا لا نعرف ظروف نشأتها في بيت والدتها في السابق ولا ما كان يشاهد أو يعتبر صحيحا سواء بالقول أو بالنموذج. التصاق الطفلة بوالدها يمكن تفسيره بأكثر من احتمال منها على سبيل المثال أن التواصل الجسدي وهو أول أشكال التواصل البشري ويبقى تأثيره حتى بعد اكتسابنا للغة والتي هي الوسيلة الأكثر انتشارا والأسهل ولكن يبقى التواصل الجسدي لدى البعض هو الأهم, التصاقها به قد يكون بسبب شعورها بأنه مصدر القبول الوحيد لها في بيئتها الجديدة. ذاك بالنسبة للالتصاق أما بالنسبة للشم فهو ليس بالضرورة سلوكيا جنسيا- حتى فرويد يرى أنها في مرحلة كمون جنسي- فبعض الشعوب تعتبر أن الشم لا التقبيل هو طريقة التواصل والتقدير.
أساليب التعامل والتواصل هي نتيجة التنشئة والتطبيع الاجتماعي فما هو مسموح في بعض البيئات غير مسموح في غيرها وحتى الأسر تختار ما يناسبها من منظومة ما هو مسموح, ولا نعرف ما نشئت عليه هذه الطفلة ولكن يمكنك بالتأكيد إعادة توجيهها بالحسنى.
اعملي على استيعاب هذه الطفلة طالما ما زال الأمر ممكنا فهي ما زالت لينة وسريعة التأثر بالخبرات كباقي الأطفال, الخطوة الأولى أن تقوي علاقتك بالطفلة تقربي منها وشاركيها اهتمامتها, بعد تحسن العلاقة يمكنك توجيهها إلى بما هو لائق وما هو غير لائق في حدود العلاقة مع الآخرين. ذكري نفسك بأنها طفلة وأخت لأطفالك إن صلحت تربيتها ففيه فائدة لصغارك وإن انحرفت والعياذ بالله سيتأذى أطفالك من انحرافها, هي طفلة مسلمة انظري لما ستبذلينه في سبيل تربيتها كجهاد في سبيل الله لا عبء اجتماعي.
أعيدي ترتيب علاقتك بهذه الطفلة قبل أن يرمي موقفك السالب منها بظلاله على نفسيك وحياتك بعمق أكبر. ليس من السواء أن تشعري بالغيرة من طفلة حتى ولو لم تكن طفلته ولا بأي درجة فهذه المشاعر ليست في مكانها الصحيح, هي تنقص من ثقتك بنفسك وتزج بك في منافسة ليست مناسبة لك.
عزيزتي أحسني الظن في الطفلة وأرفقي بها وبما عاشته وتعيشه من خلاف بين والديها وتغيير أساليب التعامل فهي بالفعل مضطرة للتكيف مع متغيرات متعددة وصعبة دون أن تضيفي لها شعورك بالغيرة منها, عزيزتي تذكري أن صفات المؤمنين أنهم رحماء بينهم فارحميها وأحبيها يرحمك وإيانا الله.