استشارة زوجية نفسية
أنا أستاذة جامعية وطبيبة وعمرى 39 سنة, تزوجت زميل بنفس الجامعة وطبيب أيضا من 13 سنة ولم تتوقف الخلافات منذ زواجنا شهرا واحدا بسبب الاختلاف الرهيب فى الطبائع فأنا اجتماعية مرحة طموحة جدا أحب السفر والانطلاق وعلاقتى مميزة بأهلي وهو انطوائي منعزل يحب التقوقع ويهوى الحياة البسيطة ولا طموح لديه ومصاب بجفاء شعوري وعاطفي حتى مع أهله.
لن اطيل عليك لكن المشاكل زادت خاصة آخر سنتين وتطورت إلى السب والإهانة والضرب أيضا بالإضافة إلى تعاطيه المواد المخدرة فى عمله مما أثر على سلوكه ووعيه وأضر بمستقبله الوظيفي بشدة… أنا الآن في بيتي أخضع لعلاج بعد إصابتي في وجهي بسبب تعديه عليّ بالضرب وكنت قد تطاولت عليه بسبب الإدمان ولم تفلح محاولاتي ومحاولات أهله وأصدقائه في أن يتلقى العلاج بإحدى المصحات فحجم الكبر بداخله والتحدي والتعالي يفوق أي وصف.
ومعي الطفلان في حالة نفسية وسلوكية سيئة جدا وهداني الله إلى طلب الطلاق لعله يكون خيرا للجميع لكني أشعر بالخوف الشديد مما هو آت ورغم مكانتي الاجتماعية المرموقة ولله الحمد إلا أني أشعر بالخزي وأخشى مواجهة الناس كما أن حسرتي على سنوات عمري الماضية تجعلني لا أرى أي أمل في المستقبل…
أرجو من حضرتك أن تساعدوني وترشدوني كيف أتجاوز هذه المرحلة؟؟
أنا مؤمنة بالله وواثقة من عدله وحكمته لكن حزني أيضا كبير وشعورى بالخيبة والفشل هائل ولا أعرف كيف أتخطى هذه الأزمة وأصلح صورة الأب السفيه المضطرب من نفس أولادي وذهنهم ووجدانهم….
شكرا لسعة صدركم
وجزاكم الله عني خيرا
12/9/2013
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع وتمنياتي لك بالسعادة والنجاح.
لا شك أن الطلاق كان الحل الأفضل للخروج من كابوس مرعب. يصعب الحكم أولاً على زوجك وطبيعة اضطرابه، ولكن سلوكه في الاعتداء عليك بالضرب تجاوز عتبة معينة في العلاقة الزوجية يصعب بعدها العيش معه ولذلك فإن لجوئك للانفصال عنه خير لك ولأطفالك.
الطبيب المدمن في منتصف العقد الرابع أو الخامس من العمر قد يكون مصاباً باكتئاب مزمن نتيجة عوامل فردية أو وراثية، أو قد يكون غير سعيد في عمله. مهما كانت الأسباب التي دفعت به إلى استعمال المواد المخدرة فإن سلوك الإدمان بحد ذاته يصبح المشكلة الأولى والأخيرة التي تدمر حياته المهنية والعائلية والشخصية. لا أحد يتحمل مسؤولية هذا السلوك غيره وعليه أن يدرك ذلك والاحتمال الكبير أنه سيفعل ذلك يوماً ما ربما قبل أو بعد فوات الأوان..... الحياة الزوجية مع الزوج لا تطاق إن كان الزوج يعامل زوجته وكأنها إنسان غريب ولكن أن يعتدي عليها بالضرب فهذه نهاية العلاقة.
لا تزالين في مقتبل العمر والمستقبل مفتوح أمامك على مصراعيه. عليك بالانتباه أولاً إلى إيقاعك اليومي في انتظام النوم والوجبات الغذائية والتأكد من عدم وجود أعراض اكتئاب مرضية. إن كانت هناك أعراض اكتئاب فالأفضل تعاطي عقار مضاد للاكتئاب للتخلص منها. الكلام مع أحد الزملاء من المتخصصين في الطب النفسي ولو لمرة واحدة قد يساعدك كثيراً على تجاوز هذه الأزمة. الشعور بالخزي والحرج اجتماعياً من جراء فشل الحياة الزوجية يصيب الكثيرين ولكن هناك فكرة معاكسة لهذه وهي الشعور بالعزة والكرامة على مقدرتك الخروج من مستنقع حياة زوجية انتهت بالاعتداء عليك جسدياً. الخروج من هذا المستنقع أفضل بكثير لك ولأطفالك على المدى البعيد.
عليك أيضاً بالانتباه إلى التوازن بين حياتك المهنية والعائلية. إذا كنت تشعرين بالارتباك وعدم القدرة على الأداء مهنياً بصورة مرضية فليس هناك حرج في العمل بضعة أيام في الأسبوع فقط لمدة ثلاثة أشهر أو تقليص عدد ساعات العمل يومياً.
يتميز الأطفال بمقدرتهم على التأقلم وبسرعة لحياة منزلية جديدة بدون أب. من الأفضل تشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم والاستماع لهم بدون محاولة فرض آرائك الشخصية عليهم. يستحسن تنظيم جدول حياتهم وأن يتضمن ذلك لقائهم بالأب إن كانت لديهم رغبة في ذلك وإن كان الاب نفسه يرغب في ذلك. إن كان الأب يتعاطى المواد المخدرة فيجب أن يتم هذا اللقاء تحت إشراف أحد الأقارب.
لا تتأخري في مراسلة الموقع ثانية لتوضيح بعض الأمور.
وفقك الله.
واقرأ أيضَا:
نفسي عائلي: قرار الطلاق Divorce Decision