أعاني بشدة..!؟
أم وحيدة تغرق!
بات القلق هو سمتي, نال مني القلق فبت كشخص قد ينفجر في أي لحظة ويرتكب ما لا يحمد عقباه, كنت قد استشرتكم بأحوال طفلي الوحيد, الذي حرم الصحة والحياة المستقرة كبقية الأطفال, أخبرتكم بأن لديه جدول جراحي, ليست جراحة واحدة إنما جدول, إذ خلق بتشوه خلقي بالوجه ويلزمه العديد من التجميل ليظهر كطفل عادي لينطق بطريقة أفضل ليتنفس بشكل أفضل, قرر أطباؤه بوجوب إجراء جراحة كل عام على أقل تقدير إلا أن يصبح في 12 من العمر ويصبح مراهقاُ, الجراحات هي الحل الوحيد لجعله يمتلك مظهر قريب من الطبيعي, هو في السادسة وأجرى له أطباؤه 3 جراحات وينتظرنا 6 جراحات, لا أعلم من أين أبدأ من خوفي قلقي ألمي؟
عقدة الذنب تقتلني لإنجابي لطفل مصيره العذاب بهذه الطريقة, لا أعلم أي ثمن أدفع ولماذا؟ لا يحتمل رأسي تلك الأرقام المريعة، لا أحتمل آلامه، لا أحتمل أن يتألم طفلي، لا أحتمل مجرد التفكير بمشارط الطبيب، حقن تتصل بجسده وحالة الضعف والألم التي يجب أن تتكرر كل عام وأنا وحيدة.
لا يمكنني وصف الألم الذي يعصر قلبي ويستبيح حياتي ولا أظنني قادرة على إكمال هذا الطريق وحمل عبء كهذا وحدي، بدأ صبري ينضب وحياتي تتلاشى وتفقد قيمتها وأساسها إذ حياتي تتمحور حول طفلي وهو مهدد بتلك الجراحات، حرمانه منها يعني بقاءه بوجه مشوه, لن يحيا أبداً حياة طبيعية كبقية الأطفال, وبقائنا ضمن جدول الجراحة يعني تعريضه للخطر في كل مرة.
يفتك بي الألم، والحق بات وساوس بشعة بفقدان طفلي هي الفكرة الوحيدة التي تطوف برأسي، تحولت ساعات نومي لمعارك طاحنة، بت أخاف من البقاء لوحدي ومع نفسي، لا أنام إلا ووسادتي فاضت فوقها دموعي وابتلت من شدة قهري، وقد ينتهي ذلك بتقيؤ وآلام شديدة وتشنجات في جسدي.
أحياناً أفكار مريضة تساورني, بأن موت طفلي أرحم له من حياة كهذه ما بين التفكك والتشوه وجنوني، بدأت أدخن بشراهة كبيرة, وبل بدأت أوسوس لنفسي بشرب ما يسكن نومي ويضمن لي ساعات نوم قليلة ليلاً.
أحيانا أعتقد بأن موتي راحة لي, لكن فكرة بقاء طفلي وحيدأ دون معين له سواي تقتلني. تعبت بما لا يمكن احتماله، تضائل قدر الدنيا في عيني، أغرق دون أمل بنجاتي، على الأقل أريد نجاة طفلي، أريد أن أحمل عنه ذلك التشوه اللعين الذي خطف جمال ابتسامته.
أريد أن أحمل آلامه، أريده أن يأخذ سعادتي ويحملني تعاسته، أريد أن أعطيه من عمري، أريد أن أتسول له الحياة من القدر، أريده أن يعيش كبقية الأطفال، طفولة لا تشوبها الألم, فهذا أقل ما أقدمه كأم، لا أدري أي أم أنا، كيف أداوي قلبي وأسكت ألمي؟ كيف أقتل سوداوية حياتي؟ كيف أقتلع التشوه الذي شوه حياتي؟ كيف أحفظ طفلي؟ وكيف أحتمل فكرة خضوعه للمزيد المزيد من الجراحة؟ كيف أقتل هواجس مجنونة توحي لي بفقدان طفلي؟
أريد أن أجد القوة؟
03/10/2013
رد المستشار
أهلا وسهلا بك سيدتي الفاضلة، وأرجو أن تراجعي ما كتبته لك سابقًا؛ حيث لازلت أرى أنك تحتاجين مراجعته مرة بعد مرة، أما ما تتحدثين عنه من تطورات في قلقك وفكرة فقدانك لولدك طوال الوقت بلا قدرة على مقاومتها؛ تشير بقوة أنك قد وقعت فريسة لأشهر مرض نفسي ألا وهو الوسواس القهري؛ وحتى تتمكنين من معرفة مدى قوته وتمكنه من حالتك النفسية لابد من التواصل الفوري مع طبيب نفسي ماهر لا يقف فقط عند تناول الأدوية في علاجك ولكن يضع معك خطط سلوكية وتمارين نفسية واسترخاء بالإضافة للتفريغ النفسي ومناقشة تلك الأفكار بشكل مخطط ومنظم وستجدي تحسنًا كبيرًا جدًا لا تتخيلنه يجعلك قادرة على التكيف والتعامل الصحي الناضج مع ولدك الحبيب... هيا لا تتأخري؟
التعليق: منذ فترة كنت أقرأ كتابا رائعا للعالم فكتور فراكل اسمه "البحث عن المعنى" وقد تعلمت منه الكثير وكأنما جسد معاناته المقروءة لتصبح 3d.
هذه المعاناة عندما أدركها بشكل مختلف صنعت منه عالما عظيما نفع نفسه أولا ثم الكثيرين أثناء المعاناة وبعد انتهائها..
ويمكنك أن تحملي الكتاب من علي النت وتمعني فيه..
-ابحثي عن معنى التسليم، تسليم كل أمورك وأمور ابنك لله سبحانه وتعالى المدبر الحكيم، فإنما يبتلينا ليعلمنا أو ليمحصنا أو الاثنين..
-تصالحي مع نفسك وكفي عن لومها في ولادة طفلك بهذا الحال واتركي الغد لمدبر الأمر من السماء إلى الأرض..
-ابحثي عن صديقات تشاركنك همومك ولا تبقي وحيدة فريسة للآلام التي تغذي الإيجو ولا تزيدك إلا عذابا..
-ثقي في الله تعالى وبأن القادم سيكون أفضل ولن تقف الحياة على هذه المرحلة المؤلمة، فالله تعالى قادر أن يربط على قلبك وأن يريح بالك ولكن ابدئي بخطوات في هذا الاتجاه..
و كما قال النبي ((واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف)) رواه الترمذي.