لا أعلم ما بي
السلام عليكم؛
لا أعلم من أين أبدأ ولكن اسمح لي أن أتكلم بالعامية لكي تتفهم حالتي أنا شاب عمري 25 سنة بدأت رحلتي منذ حوالي من 5 ال 6 أشهر عندما كنت أتحدث في الهاتف ليلا وسمعت خبرا غير سار فشعرت وقتها أن الموت قادم وتسارع في ضربات القلب ورعشة وتعرق وجفاف في الحلق وبرودة في الأطراف وكدت أن يغشى علي من الرعب والخوف.
فذهبت للطبيب في الصباح وأنا أحس أني أحلم أرى البشر وكأنهم يمثلون أحس أني غير موجود في الواقع فأكد لي الطبيب أنه لا يوجد بي شيء عضوي وأن اللي عندي شوية قلق وتوتر نفسي ومنذ هذا الوقت بدأت مأساتي فتحولت حياتي إلى اللون الأسود لا أحس بطعم الحياة كل شيء أصبح عاديا أصبحت أتصرف كالإنسان الآلي بدون مشاعر فقررت أن لا أستسلم إلى هذا الشعور وبدأت أمارس الرياضة وأذهب إلى الجيم لكني كنت دائما رأسي مشغول طوال الوقت بحالتي وكانت تزيد علي الأعراض مثل شد في الرأس من الخلف وضغط في الرأس وعروق زرقاء وفقدان للشهية وعدم تركيز ورؤية غير واضحة وصداع أصبحت الأفكار السلبية تحاوطني من كل ناحية فمثلا تأتيني أفكار بأننا لماذا نعيش في هذه الدنيا ولماذا نعمل ونحن سنموت في النهاية ولماذ ولماذا ولماذا.....؟؟
التفكير أنهكني وفي فترة أخرى أشعر بأنني سأفقد عقلي من كثرة التفكير فتحولت حياتي من حياة طبيعة وسعيدة ومليئة بالمرح إلى واقع أليم أعيشه الآن فدخلت على صفحات كثيرة وقرأت عن حالات مشابهة لحالتي وقررت أن أعالج نفسي ولا أذهب إلى طبيب نفسي لأن هذا أمر صعب ليس بالنسبة لي ولكن بالنسبة لعائلتي فهذا يعد شيء مرفوض للأسف وهذا يرجع إلى التخلف الذي نشأنا عليه أن الدكتور النفسي لا وألف لا المهم قررت أن آخذ جرعة من دواء يسمى موتيفال وبدأت آخذه قرص لمدة أسبوعين وبعدها قرص صباحا ومساء لمدة شهرين وقرص لمدة شهر آخر وبعدها أتوقف عنه.
وأنا الآن أخذت الجرعة اللازمة وخفضتها إلى حبة واحدة منذ 5 أيام ولكن أشعر بتدهور في حالتي من جديد فماذا أفعل أفيدوني وأنقذوني مما أنا فيه.
ملحوظة: وأنا في سن المراهقة حدث لي نفس الشيء لكن بدرجة أخف من هذا ورحل لحاله بدون أي أدوية
هل الذي أنا فيه الآن سيأخذ وقته ويرحل أم يلازمني مدى حياتي وهل أقدر على نسيانه وما الذي أعاني منه وما هو علاجه وشكرا لكم ولمجهودكم في فعل الخير
وآسف على الإطالة.
12/10/2013
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله؛
للمستشير الكريم نقول أن ما أصابك هو من الاضطرابات النفسية المعروفة والشائعة في الطب النفسي ويعرف باضطراب الهلع أو الفزع ( Panic Disorder )، ويعزى إلى ازدياد في نشاط بعض المراكز المسئولة عن شعور الخوف والتوتر بالمخ مما يؤدي إلى إرسال إشارات غير منضبطة للكثير من أعضاء الجسم وينتج عن ذلك أن تعاني هذه الأعضاء من العديد من الأعراض التي لا مبرر لها لأن العضو نفسه سليم والمشكلة في الإشارات الواردة له من المخ وهذا هو التفسير العلمي لظاهرة الأعراض النفسجسمانية بشكل عام والتي يمكن أن تحدث في اضطراب الهلع أو غير من الاضطرابات النفسية كما ينتج عن زيادة معدلات النشاط في المراكز المذكورة غلبة الأفكار السلبية والتركيز عليها كفكرة عدم جدوى الحياة واحتماليات الموت القريب وغير ذلك من الأفكار التي يركز عليها الذهن بدون مبرر واضح وتساهم في خفض الدافعية وتدهور المزاج وقد يتنج عن المرض حالة من الانفصال عن الواقع والشعور بأن الحياة ليست سوى حلما كما وصف المستشير وهي حالة تسمى ( Derealization ) أو تشوه أو تبدد الواقع أو الحقيقة.
وعن سبب هذه الحالة نقول أنه خلل أو تغير في آداء المراكز المذكورة ينتج عن ميل الخلايا إلى إفراز مواد معينة في المخ بنسبة أكثر قليلا أو أقل قليلا من المعتاد، وهذا الميل ينتج بدوره عن اختلاف في الجينات الوراثية المسئولة عن إنتاج هذه المواد نتيجة عوامل وراثية معينة ورثها المريض عن أجداده ويؤدي هذا الميل إلى وجود استعداد للمرض عند الشخص يظهر هذا الاستعداد عند حدوث مؤثرات بيئية معينة (مثل الخبر السيء الذي سمعه المستشير في التليفون) والتي قد تكون أحداثا عادية يتحملها معظم البشر دون مشاكل ولكنها تؤدي إلى ظهور المرض عند الشخص الحامل لهذا الاستعداد.
ولست أتفق مع المستشير في علاجه لنفسه دون الرجوع إلى الطبيب المختص واستسلامه لرؤية مغلوطة منتشرة في المجتمع عن الطب النفسي لأن الواجب على الإنسان عقلا وشرعا أن يلجأ إلى أهل الذكر في شأن المشكلة التي يعاني منها، ولا يمكن للمريض أن يصف الدواء المناسب لحالته بناء على بعض القراءات في شأن يفني الناس أعمارهم في دراسته، فعلى الرغم من هذه المعلومات العامة التي ننقلها لك والتي قد تقرأها في أي مصدر آخر فإن خصوصية كل حالة تبقى عاملا حاسما في اختيار العلاج المناسب سواء أكان علاجا دوائيا أم سلوكيا أو نفسيا والتكامل بين أنواع العلاج هو الأصل في التعامل مع مثل هذه الحالات، ولذا فإننا ننصح المستشير باللجوء إلى الطبيب الثقة المختص الذي يحسن فهم حالته والتعامل معها حتى يصل إلى بر الأمان / والله الموفق وهو سبحانه المستعان.
وعن نوبات الهلع واضطراب الهلع يمكنك أن تقرأ كثيرا على مجانين:
نوبة الهلع.. لا محل لها من الإعراب!!
أنواع نوبات الهلع
نفسي عصابي: اضطراب هلع Panic Disorder
نفسي عصابي: نوبة هلع Panic Attack
من نوبات الهلع إلى رهاب الساحة مشاركة
الطريق من نوبات الهلع إلى الاكتئاب
من نوبات الهلع إلى اكتئاب الموت متابعة
نوبات الهلع: برنامج علاجي
الهلع دليل المساعدة الذاتي مشاركة