حب من طرف واحد..!؟
السلام عليكم؛
بداية لا أجد أي كلمات تعبر عن شكري بموقعكم الرائع الذي استفدت منه كثيرا وأفادتني استشاراتكم وكيف ألجأ إليه في أصعب المواقف.
أتمنى من الله عز وجل أن تكوني سبب في حل مشكلتي فهي تؤثر على حياتي بشكل كبير جدا جدا وعلى تركيزي واتخاذ قراراتي.
سأقول أولا نبذة عن نفسي، أنا فتاة على مشارف ال 27 الحمد لله أعيش في أسرة والدتي متوفية ولدي من الأخوان الذكور 2 وعلاقتنا ببعضنا كأسرة جيدة جدا، نشأت في وسط متدين ولله الحمد.
خلال مراحل حياتي لم أكن أختلط بالجنس الآخر تمام ولا في ثانوي ولا في الكلية, الاختلاط بدأ لما اشتغلت وبرده بدأ واحدة واحدة ولكن لازلت محافظة على وجود مسافة مناسبة وحدود لا يمكن تعديها.
اتخطبت مرة واحدة لشاب ملتزم وأنا عندي 19 سنة وكان تقليدي جدا وللأسف لم أحبه ولم أشعر بأي مشاعر وعشت في مشاكل ما يقرب ال 7 شهور أثرت جدا على نفسيتي وتم بعدها فسخ الخطوبة... بعدها ب 4 سنوات قرأت فاتحة فقط لشاب أيضا عن طريق الجواز التقليدي ولم تكمل إلا شهر فقط وأحمد الله على ذلك، بس برده ده أثر في شوية.
بعدها اشتغلت في مكان مرموق الحمد لله وتفوقت في مجال عملي وكان ليا زمايل ولاد وبنات عادي.
بداية الــــــمــــشــــكلة:
في بداية شهر 4 -3013، جالنا سوبرفايزر جديد وهي دي المصيبة اللي أنا فيها دلوقت أنا للأسف أعجبت بهذا الشخص من قبل ما أشوفه لأن الناس دايما كانت بتتكلم عنه أنه شديد في الشغل ومتدين أوي وأنا بحب هذا النوع ومن أول ما شوفته أنا أعجبت بيه لأني أصلا مسبقا أنا أعجبت بيه، ودارت الأيام وطبعا بطبيعة الشغل معاه عرفت أنه مش متجوز وأنه يبلغ من العمر 39 سنة طبعا زاد إعجابي بيه أكتر ولم أعير انتباها لفرق السن، وبعدها جربت يعني إيه مشاعر الحب اللي عمري ما عرفتها.... هذا الشخص هو يتبع الفكر السلفي وهو ملتحي بس في نفس الوقت إنسان مرح لدرجة أني اتصدمت أنه بيهزر مع بنات عادي وبيكلمهم على الفيس عادي، مش كلام وحش ولا حاجة بس يعني المفروض محدش ملتزم يعمل كده.
أثناء هذه الفترة حاولت أن أوضح بطرق غير مباشرة أني لا يهمني فرق السن في زوجي المستقبلي وكمان أنا أريده متدين وهكذا وحسيت للحظة أنه بدأ ينتبه لي لما قلته أنه اتقدملى حد يكبرني ب 12 سنة وده فعلا حصل بس من فترة، بس أنا حاولت أقولها علشان أعرفه إن أنا ما يهمنيش فرق السن، وبعد كده الحياة مشيت عادي مافيش أي مبادرات.
المهم جيت في مرة الشغل وأنا أرتدي عباية سوداء لأني بعدها رحت درس القرآن في هذا الوقت بصلي جامد واتلخبط وسألني إنت عملتي إيه امبارح وكده!! وبعدها بيوم كان بيبص علي ويشوف ردود أفعالي وكأنه كان بيفكر مش عارفة أوضحلكوا إزاي بس كأنه بدأ يفكر "ليه لأ"، طبعا أنا فرحت بعدها جدا لأني حسيت أنه بدأ يفكر في وبدأت أبني قصور على الرمال، قصور من الخيال أنه ممكن يكون من نصيبي وبعدها بأسبوع رجع تاني هو عادي وأنا مازلت في ضلالي.
أنا طبعا مش عارفة أحكيلكوا كل حاجة بس أنا عملت حاجات كتير أوي غير مباشرة أحاول أعبرله بيها أني معجبة بأخلاقه وأتمنى يكون زوجي، الحاجات دي مش مبادرات مني أوي، بس بيكون كلام بطريقة معينة وقبل ما يتنقل لفرع تاني.. أنا جبتله هدية (ورغم إن دي حاجة ممكن تكون عادية في الشغل لما حد بيمشي بس دي حاجة أنا تضايقت من نفسي منها جدا، المهم جبتله الهدية وقلتله أصل حضرتك عزيز علي يا أ....).
المصيبة:
المصيبة فعلا إن بالعقل هذا الشخص لا يناسبني مش علشان السن لأ، لأن طباعه فيها غلظة وبالنسبة له النساء ليس لهم رأي وعلى فكرة هو خطب 3 مرات قبل كده وفسخ وبيتقدم لبنات كتير جدا جدا، طبعا معرفش تفاصيل أوي، والمصيبة بقى إني بحبه جدا جدا جدا وبعيط كتيير إني نفسي أتخلص من الإحساس ده، أنا بحبه وفي نفس الوقت أنا متغاظة منه إنه مش حاسس بيه، وبرغم كده أنا نفسي أخوض التجربة معاه نفسي نفسي يحس بيه.
أنا في دوامة مش عارفة أطلع منها، نفسي في خطوات عملية أفوق من اللي أنا فيه ده
أنا راجعت طبيب نفسي وكتب لي على دواء topmode - neurovit، اتحسنت لفترة لكن رجعت تاني زي الأول، إحنا كلامنا حاليا بسيط لأنه انتقل فرع تاني، بس أنا مازلت أفكر فيه، وبقعد أقول لو كنت جميلة أكتر كان زمانه أخد باله مني، وفقدت الثقة بنفسي، يعني أنا واحدة أصغر منك ب 13 سنة ومن عيلة كويسة وشغالة في مكان كويس وكمان بتحبك وللعلم أنا متخرجة من كلية علمية كمان، طب ليه مفكرش فيه؟؟؟؟ يعني في راجل في سنه يطول بنت موافقة عليه وهو أكبر منها ب13 وكمان بتحبه ومتطلباتها مش كتير من مهر وشبكة؟؟
الـــــــــــحـــــــــــــــل:
أنا دلوقتي نفسي في حل عملي وخطوات عملية أن أنسى هذا الشخص أنا ثقتي في نفسي بقت مهزوزة وحاسة أني صعب ألاقي حد يحبني، صعب أني أعيش إحساس بالقوة دي مع حد تاني، نفسي أقطع أي أمل أنه ممكن يحس بيه، أنا مشكلتي إني ساعات بدي لنفسي الأمل إنه ممكن يحس بيه وبقول مافيش حاجة بعيد عن ربنا، بس ده غباء مني.
أعذروني لأني كلامي مش مرتب وأعذروني أكتر إني مش عارفة أوصف إحساس الحرقة اللي في قلبي، بشكركم جدا.
28/11/2013
رد المستشار
المشكلة ليست في غبائه ولا غروره، فهو واضح جدًا مع نفسه ومع الآخرين، فلقد سبقت سمعته وصوله في العمل؛ بأنه شديد، ومتدين من النوع الذي "تصور" أن التدين يعني فهم المرأة أنها تابع تقول نعم وحاضر فقط، وأتصور دون أن أحتاج لمعرفة التفاصيل أن فسخه للخطبات الثلاث كانت بسبب تلك النقطة تحديدًا، وأنت اكتشفت بمرور الوقت أنه بالفعل لديه غلظة، وأنه لا يرى أن المرأة لها دور في أي شيء تقريبًا، فلماذا تسألين إذن تلك الأسئلة التي ليس لها محل من الإعراب مثل كيف لا يراني وأنا اعمل عملًا مرموقًا، وأنني أصغر منه، وأنني ليس لي طلبات معضلة؟؟؟، فهو لا يقدر تلك الأشياء من الأصل، فهو يتعامل معها فقط؛ لأنها وضع مجتمعي ليس إلا، فلا عملك، ولا سنك، ولا طلباتك هي نقطة الانطلاق عنده؛ فماذا تفعلين؟
أنظري كيف أن القصة تحولت من إعجاب بصفات في رجل كالشدة والتدين لتحدي نفسي ورغبة في أن يراكِ، ويشتهيكِ، رغم أن تفاصيل شخصيته لا تروقك ولن ترتاحي معها؟!، فارتباطك النفسي به ليس حبًا كما تتصورين، ولكنه غيرة أنثوية، ورغبة في الفوز في هذا التحدي، فهو كذلك فكر، وشعر بكل محاولاتك بلا شك؛ فهناك رسائل خفية يشعرها الإنسان من الآخر دون أن يصرح هذا الآخر بها، ولقد رأيت أنه كان يفكر يوم العباءة السوداء، ولكنه كما قلت لكِ واضح مع نفسه يعرف ما يحتاج إليه راضي بطريقة تفكيره ومؤمن بها ولن يتزوج إلا من ستكون على هواه هو كما يريد؛ فلتنتبهي لغلاوة مشاعرك، وعدم استنفاذها واستنزافها في متاهات لن تصيبك إلا بالإحباط؛ فهو ليس كما تظنين لم يراكِ، ولكنه قرر منذ زمن من ستكون الشريك المناسب له، وهذا لا يعني أنك سيئة، أو لم تلفتِ نظره، بل يعني أنه قارب الأربعين ونضج بما يكفيه حتى يقرر من ستريحه حتى إن أعجبه غير نموذجه، وتذكري الآتي:
- الحب يحتاج لطرفين يتبادلاه حتى ينمو ويكبر
- الحب من طرف واحد ليس حبًا ولكنه استنزاف للمشاعر
- من حق الإنسان أن يحب آخر، ومن حق الآخر أيضًا أن يختار
- ارتباطك به ليس لأنه يملأ عقلك وقلبك، ولكن لأنه لم يختارك فقط
- عدم اختياره لكِ ليس له علاقة بجمالك، أو عملك، أو غيره، ولكن له علاقة باختياراته لحياته هو.
- أحبي مشاعرك، وصونيها من الألم، وحافظي عليها غير مشوهة حتى تمنحيها لمن يستحقها ويصونها معك.
- اقطعي كل خطوط الرجعة معه، فلا تشات، ولا ايميل، ولا اتصالات، ولا أي شي.
- كلما فكرت فيه ذكري نفسك بأن القصة لا تخصه كرجل بل تخص غيرتك الأنثوية؛ لأنه على المستوى العملي لا يقنعك، فلعلك ترفضي أنت طريقته كرجل وليس مديرًا لو اقترب فمن يدري، أليس كذلك؟.
- اشغلي نفسك بأمور ذهنية أكثر من الجسمانية؛ بمخططات للعمل، للعلاقات الاجتماعية، للترفيه، للهوايات، للتطور الذاتي.
- اخرجي شحنتك السلبية في عمل فيه حركة؛ كالرياضة، التأمل، العمل التطوعي،الخ.
- اعتزي بنجاحاتك وتذكريها، وجدديها، وزيديها، ورافقي من هن ناجحات مثلك في أي مجالات أخرى.
- افتحي قلبك لأنواع حب مختلفة غير حب الرجل الآن لفترة؛ فلتتمتعي بحب الطبيعة، حب الحياة، حب العطاء، حب الأشياء،فلا تضيقي واسعًا.
لا تضيعي أحلى أيامك، وفرص حياتك للهث وراء تلك النزعة الأنثوية.
التعليق: بالنسبة للمستشارة أ. أميرة بدران،
أنا مش شايفة أي دليل على إن حالتها مش حالة حب وأنها غيرة أنثوية وأنها عايزاه لأنه مش عايزها ولأنه تحدي وما شابه ذلك.
أعتقد إن الحكم قد يوحي بثقة أكتر لو كان وضع قبلها "قد يكون" وقد يكون دي يتحط معاها كذا احتمال ما دام لا يوجد تأكيد.
بالنسبة لصاحبة المشكلة، مع البحث لقيت رابط لحل لمشكلة من تكون في حالة حب وعايزة تتخلص منه. أتمنى إنه يفيدك. http://consult.islamweb.net/consult/index.php?page=Details&id=4118