كيف أوجه أختي..!؟
أحتاج إلى استشارة حول أختي تبلغ 20 عام تعرفت على امرأة تبلغ من العمر تقريبا 30 عاما عن طريق شاب في مواقع التواصل، أختي لم تعد تذهب للمدرسة على العلم بأنها رسبت عام وتأخرت عام حين تعرفت على هذه المرأة، وعلاماتها ليست متدنية جداً ما بين الجيد جداً والجيد لكنها تهرب من البيت لأوقات متأخرة وتتظاهر بالذهاب إلى المدرسة لكنها تذهب للتسوق مع المرأة الغريبة؛
واكتشفت أنها ذهبت لحفلة دعارة وفيها أنواع خمر وحشيش ومسكرات والبنات يتقاضون المال مقابل العلاقة غير الشرعية والعياذ بالله، هذا ما قالته أختي لي بعد أن افتضح أمرها حين سرقت من أمي مبلغا من المال كبيرا، وقالت أنها سرقته لتذهب مع مجموعة مختلطة من الرجال والبنات إلى مطعم فخم وأن عليها أن تحاسب هذه المرة على الطلبات بعد ذلك ذهبوا لحفلة الدعارة،
وحين نصحتها انصدمت من ردة فعلها كانت باردة وتتحدث وكأنها لم تفعل شيئا وأنها لن تتوقف عن ذلك، أمي وأبي من ذوي الاحتياجات الخاصة صم وأبي مريض سكر وأخشى عليهم من الصدمة وأنا الأكبر وأنا متزوجة وأعيش خارج المدينة التي يعيشون أهلي، ماذا بوسعي أن أفعل؟ كيف أغير من أختي؟
24/12/2013
رد المستشار
رغم ما وصل لي من مشاعر حيرة وخوف وألم بسبب ما تفعله أختك، إلا أنني لا أعلم لماذا نرى الأمور غير الطبيعية تحدث وتتكرر ولا نملك إلا الصمت، أو الصبر الأخرق، أو بعض التهديدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟، فأختك منذ ثلاث سنوات على الأقل وهي في تلك الحال من الانتقال بين الأخطاء والمحرمات والمرفوض مجتمعيا، فهي ترسب، وتهرب، وتسرق، وتكذب، ولا أعلم زنت في تلك الحفلة أم لا؟، فأي حل سيحدث، وأي تغيير ستتغير له أختك بالصمت والمدارة عن أبويك؟،
وما جعلني أجزم أنها كذلك منذ أكثر من عامين هو التوصيف العلمي المنطبق عليها كما جاء في الكتاب!، فنحن في المساحة النفسية لدينا ثلاث فخاخ كبيرة؛ الفخ الأول.. المرض النفسي؛ وفيه يقع الشخص فريسة مرضا نفسيا يكون دور البطولة في علاجه الجلسات النفسية وقد يحتاج لمساعدة دوائية، والفخ الثاني هو فخ المرض العقلي؛ حيث يقع الشخص فريسة لأمراض العقل بأسباب عضوية في غالبها ويكون دور البطولة في العلاج هو الدواء مع بعض المساندة النفسية،
أما الفخ الثالث فهو أشرسهم وهو ما تنتمي له أختك؛ لأنه ليس مرضا نفسيا ولا عقليا ولكنه اضطراب في الشخصية ذاتها يختلط ويمتزج بالشخصية منذ الطفولة المتوسطة تقريبا ولأننا لا نملك عين الخبير فلا نرى هذا الاضطراب في تلك المرحلة، ويظل يكبر الاضطراب مع عمر الشخص ويكبر في آثاره ووضوحه مع كبر سن الشخص، حتى يلحظه من حوله ويعانوا منه معه منذ السادسة عشرة عاما، أو السابعة عشر، والاضطراب الخاص بالشخصية من أصعب أنواع الفخاخ في العلاج؛ لأنه يتطلب اقتناع الشخص نفسه بأنه يحتاج لتدخل علاجي طويل المدى، لأنه لم يتعرف على نفسه هو شخصيا إلا باضطرابه الملاصق لشخصيته منذ طفولته المتوسطة فلا يتصور أبدا أن هناك خطأ ما لديه، ويتطلب كذلك صبر ووقت لأنه سيغير كل ما نشأ عليه من أفكار ومشاعر وتصرفات وعلاقات... إلخ،
ولقد وصلت أختك لحالة الموافقة والرضا التام عن سلوكياتها، ولن أجمل كلامي فيتخطى الأمانة العلمية والتي تقتضي مني كذلك أن أقول لك: أن اضطرابات الشخصية أنواع ومن وجهة نظري أرى أن أصعبها هو اضطراب شخصية أختك والذي يعرف باضطراب الشخصية المضادة للمجتمع، وتجاوزا يقال عنها الشخصية السيكوباتية؛ وهذه الشخصية لا تقف عند قانون، أو عرف، أو أوامر شرعية؛ فهي تعبد تحقيق ملذاتها حيث تكون تلك الملذات؛ فالبعض منهم يجده في المال، والآخر في السلطة، أو الجنس.... إلخ، ورغم ما قد تكون سببته صراحتي معك بضعف الأمل فيها أن هناك منافذ نور أوضحها لك في عدة نقاط:
- وآخرون في السلطة، وآخرون في الجنس.... إلخ، ورغم ما قد يكون سببه حديثي لك من ضعف في الأمل فيها إلا أنه لا زال هناك منافذ نور أسردها لك في تلك النقاط:
- أن هناك ما يعرف باضطراب الشخصية كما أوضحتها ولكن كذلك هناك من يحمل فقط سمات ذلك الاضطراب وهي درجة أخف وطأة وأفضل في ظهور أثر العلاج عليها، والذي سيحسم وجود سمات أو اضطراب وكذلك درجة حدة الاضطراب هو الطبيب الماهر فقط بعد عدة جلسات من الاستكشاف.
- غالبا ما يجعل مثل تلك الشخصيات في ألا تفكر في الرجوع عن تصرفاتها هو صمت ومدارة من حولها لأفعالها خوفا من الفضيحة؛ فلا تجعلي خوفك من الفضيحة، أو إعاقة والديك سببا في المزيد من التصرفات التي لن يعلم على أية حال ستنتهي إلا الله سبحانه.
- حاولي قدر الإمكان إقناعها للتواصل مع طبيب ولكن بسبب آخر يهمها هي وأترك لك الإبداع في ذلك لعلمك بها أكثر منا.
أسأل الله تعالى أن يوفقك في التواصل معها بذكاء وحذر، وأترك لك المزيد من الروابط التي توضح طبيعة تلك الاضطرابات.
أنواع اضطرابات الشخصية
يعني إيه سيكوباتي (2)
اضطراب الشخصية الحدية.... بين النظرية والممارسة
هل اضطراب الشخصية له علاج (2)
التعليق: هل من الممكن توضيح رمز A271 مع الشكر والتقدير