فضفضة مراهقة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أوجه شكري وامتناني لجميع العاملين بالموقع, أنا أقرأ العديد من المواضيع التي تخص المراهقين هنا والحلول التي تقدمونها لهم، جزاكم الله خيرا.
مشكلتي: أنا حزينة وقلقة جدا على حياتي ومستقبلي أولا كنت أعاني من وسواس قهري تجاه أمي فكانت تأتي لي أفكار تقول أنت لا تحبين أمك أو أحب أمي أو لا أحبها وذلك أثر في بشكل غير معقول لأني كنت أحب أمي جدا لأنها بذلت الكثير من أجلي أنا وأخي فكنت أندم كثيرا أنني أقول عليها هذا (أنني لا أحبها) وكنت حينها تقريبا في الحادية عشرة من عمري.
ثم أصبت بوسواس في النظافة فكنت أغسل يدي بمجرد أن ألمس قدمي أو الحائط أو أي شيء, وأذكر حينها كنت متدينة جدا وكنت قريبة من الله بشكل أحسد عليه, فأصبت بوسواس في الصلاة والوضوء وكنت أقول في نفسي لا يهمني مادام الموضوع خاص بالعبادة.
كنت أعشق الله على عكس اليوم والسبب وسواس جاء لي عن الله فكنت أتخيل أنني أسب الله والرسول والصحابة وعندما تأتي لي هذه الأفكار أصيب بحالة من الخوف الرهيب وأستغفر الله كثيرا كثيرا, وقلت الموضوع لأمي أكثر من مرة لكنها استخفت به قالت لي هذه الوساوس من الشيطان تجاهليها ولم أقتنع بما تقوله لي, قلت لها أحتاج إلى طبيب نفسي أنا متعبة وأريد حلا, في النهاية وافقت على مضض وذهبت إلى طبيب نفسي وأظن أنه لم يكن يفقه في الطب النفسي شيئا, صحيح لقد ارتحت له وأحببته جدا لأنه كان متفهما وكلامه مريح كباقي الأطباء لكني فوجئت من أول جلسة يعطيني علاج للوسواس القهري والاكتئاب وكان واحد منهم اسمه بروزاك تقريبا؛
أخذت الأدوية مدة ثلاث أيام ولا أستطيع أن أصف لكم مدى صعوبة تلك الأيام, تعب غير عادي كنت لا أستطيع النوم أكثر من ساعتين في اليوم الواحد وكانت دقات قلبي تتسارع بشكل غير طبيعي وكانت تنتظم هذه الضربات عندما أتمشى ولهذا لم أكن أستطع النوم وكان ذلك حينها في رمضان وكنت في الخامسة عشرة من عمري.
اتصلت بالطبيب قلت له الأعراض التي أصبت بها, كان رده علي فيه نوع من الحدة في نبرة الصوت قال هذه الأعراض ليست من الدواء, شعرت بالإحراج الشديد وقررت ألا آخد الدواء مرة أخرى والحمد لله زالت هذه الأعراض.
ذهبت أمي له لأنه أيضا دكتور مخ وأعصاب وكانت تتعالج عنده وفي هذه المرة لم آتي معها لأني كنت متضايقة من طريقة كلامه معي, سألها عني وقال (على فكرة مش لازم تاخد الدواء هي أصلا ليس لديها وسواس قهري) تضايقت منه جدا, لما وصف لي دواءً عن الوسواس وهو يعلم أنني لا أعاني الوسواس وإذا كنت لا أعاني الوسواس فلماذا هذه الأفكار القهرية التي لا أستطيع أن أتحكم بها.
بصراحة الأدوية التي أعطاني إياها كانت بمثابة تهذيب لي فمن بعدها قلت لنفسي كفي عن هذا الدلع وتجاهاليا هذه الأفكار ولا تستغفري الآن خفت هذه الأفكار جدا ولكنها تأتيني ولكني أتجاهلها وبسبب هذه الأفكار فأنا بعيدة تمام البعد عن الله حاولت أن أتقرب إلى الله بقراءة القرآن وبآداء النوافل لكن لم أكن أشعر بما كنت أشعر به قبل الوسواس أي لم أكن أشعر أن ذلك يأتي بنتيجة أو يقربني من الله الحمد لله أنا محافظة على الصلاة وأختم القرآن في رمضان لكن أيضا لا أستطيع التقرب من الله كما الماضي.
فكرت أن أخلع حجابي لكن قلت الحشمة أفضل وأنا غير مستعدة أن أرى أي شاب أو أي رجل ينظر إلى مفاتني أو يتأمل جسدي لأن ذلك أكيد سوف يضايقني مثلما يضايق أي فتاة طبيعية, وقلت لو مت وأنا غير محجبة ماذا أفعل فغيرت فكرتي وأنا الآن الحمد لله لا أفكر في خلعه ولكن أفكاري لا تثبت أبدا مع العلم أهلي لا يوجد لديهم أي مشكلة في أن أخلع حجابي خصوصاً أبي لأنه متحرراً جدا.
أريد أن أتغير في علاقتي بالله وللعلم أحيانا أعترض على بعض الأحكام الدينية وأقول أستغفر الله أكيد لها سبب للتشريع وأحاول أن لا أعود لها مرة أخرى.
أعترض على معاملة الآباء والأمهات العرب مع أولادهم وبناتهم, لماذا لا يتركون لنا الحياة لنعيش ونجرب, نخطئ ونصيب لماذا التجربة دائما خطر لماذا نبقى قيد لتجاربهم السابقة لماذا لا نرسم حياتنا كما نريد لوحة سيئة كانت أم جيدة المهم هذه حياتنا بسبب خوف أمي علي الزائد صرت أخاف من تجربة أي شيء, أخاف من المغامرة الرائعة التي قد يحظى بها بعض المراهقين, أنا لا أريد ان أحظى بعلاقة حب مع شاب خلف الستار لأنني أعرف وعندي يقين تام أنني سأندم على هذه العلاقة أو أنني فعلاً سأحتقر نفسي لأن هذا ليس من سلوك الفتاة المحترمة أي لا أقصد المغامرة العاطفيه بل مثلا مغامرة عادية كرياضة خطيرة مثلا.
أنا لا يهمني خوفهم أو قلقهم علينا كتجسيد لحبهم, الأجانب يحبون أولادهم لكن يتركون لهم حرية الاختيار.
لماذا دائما الأم تملأ فكر ابنتها بالزواج ألا توجد نهاية سعيدة للبنت غير الزواج لماذا هذا الاعتقاد لماذا لا تشجع لأم ابنتها أن تكون مميزة في تخصصها المهني, لماذا لا تحسب الأم حساب أنه يمكن أن يكون نصيب هذه البنت ألا تتزوج فتكون البنت المسكينة أسيرة للح أمها على الزواج, تترك التفكير في دراستها وتفكر بالزواج أليس هذا حراما؟. لماذا الأهل دائما يراقبون تصرفات الفتاة ويتركون الولد وعندما أسأل (هو ولد أنت بنت) عندما يعرفون أنه يكلم فتاة فإن هذا عادي جدا لا يعلمون أن ما يفعله في بنات الغير سوف يرد على ابنتهم.
أفكاري مشتته غارقة في عالم لا واقعي في كل وقت أتخيل أشياء وأضحك عليها دون إرادة مني وهذا أدى إلى انتقاد فتيات صفي وأهلي لي أشعر أنني بلهاء مع أنني متفوقة دراسيا لكن بلهاء بسبب عدم وجودي مع الناس واهتمامي بعالمي الغير واقعي أحلم وأحلم مع أنني متأكدة أن نهايتي سوف تكون الزواج الأخرق وتربية الأولاد وتنظيف المنزل.
أرى أنني في الماضي كان لي قبول كبير جدا وكاريزما عالية أكثر من الآن أدت إلى محاولة اقتراب العديد من الفتيات لي حتى الأكبر مني سنا لكن للأسف عندما رافقت هذه الفتاة تغيرت العديد من الصفات التي كنت أجدها ممتازة في بسببها هل كنت ضعيفة الشخصية لأنني تأثرت بها؟ لا أعلم.
هذه الفتاة في البداية كنت لا أحبها أبدا هذا قبل صداقتنا فكنت أستصغر عقليتها وتصرفاتها وكانت أمها تريد جدا أن أصادقها وكانت تسأل أمي لماذا لا يكونان صديقتين لم أعرها اهتماما لكن مع مرور الوقت شعرت أنني وحيدة ليس لأنني لم أجد من أصادقه لكنني لا أرتاح للناس ببساطة ولم أكن أتمتع بمرافقة معظم الناس فرافقتها, كانت العديد من تصرفاتها تخنقني وكنت أقول لها لا تفعلي كذا وكذا وردها المعتاد لم أكن أقصد لكنني سوف أحاول أن أكف عن هذا وبالفعل كانت تنتهي من كل ما يغضبني منها كما أيضا العديد من الصفات والتصرفات التي كنت أتجنبها جدا ولا أطيقها مثل الغيبة والنميمة أصبحت أفعلها دوما لأنها دائما ما كانت تسخر من الفتيات وتنمهن مع أنني كنت أغضب أمام أي فتاة تقوم بالغيبة أو النميمة ففكرت أن أبتعد عنها أكثر من مرة لكنها كانت دوما تأتي وتبكي وتعتذر مما يثير شفقتي عليها فترجع علاقتنا كالسابق من جديد.
لكني تفاجأت أنها توقع بيني وبين أخي وبيني وبين صديقة أخرى لتظهر أنها البريئة كانت تتصرف تصرفات خرقاء وطائشة كنت دائما أنصحها لكن بدأت أشعر أنها تريد أن تمثل دور الناصحة معي أسلوبها مستفز جدا تنتقدني بشكل غبي تقول هل أنت مجنونة لا تفعلي كذا وهي تعلم أنني أكره الانتقاد أكثر من العمى, وعندما كنت أقول لها أن هذا الأسلوب يثير أعصابي تقول لي أنا صديقتك ويجب أن أنصحك حينها قلت نعم لكن هذا ليس أسلوب نصيحة بل انتقاد .
وتضايقت منها جدا وكنت أقول لنفسي لماذا صادقتها كنت أشعر بسببها أنني لا أجد مشكلة في إقامة علاقة عاطفية مع شاب مع أنني كنت أرفض هذا تماماً لكن الحمد لله زالت هذه المشكلة ولا أفكر أبدا في إقامة أي علاقة عاطفية مع شاب وأتمنى أن أكون قوية للنهاية كانت الناس تتعجب من صداقتي أنا وهي فيقولون كيف صادقتها!, وكنت أدافع عنها جدا وكانت عندما تبكي أبكي أنا لبكائها وأتضايق عندما يتكلم عليها أي إنسان بسوء وأدافع عنها, لكنني جدا كرهتها عندما عرفت من أخي أنها تقول علي أشياء جعلته يكرهني جدا تلك الفترة وبالصدفة تبين أنها تحاول الإيقاع بيني وبينه لتبين أنها البريئة وأنا السيئة حتى تصلح علاقتها به, مع أنني قسما بالله كنت أتمنى أن لا تنتهي هذه العلاقة حتى يكبروا لأنني أحبها جدا وكنت أقول لأخي أنت محظوظ أنها تحبك أنت لا تستحقها, لكن فوجئت بتصرفها.
للعلم في البداية كنت أرفض علاقتهما ببعضهما وكنت أستحقر نفسي أنني كنت السبب في تقربهما من بعضهما لأن أخي كان يقول لي أرجوكي قولي لها كذا وهي كذلك كنت متضايقة جدا لأنني كنت الوسيط وأنا لا أحب هذا وأكرهه لكن قلت هي صديقتي وتترجاني فلم أرد أن أخذلها فقلت لهما أبعداني عن علاقتكما لأنني لم أكن أريد أن آخذ ذنبيهما وأحاسب على كلامهما أعرف أنها تحبني جدا لأنها تحاول إرضائي بشدة عندما أغضب منها لدرجة أنها تبكي لو لم أتكلم معها أو إذا تغيرت معها لكن الحب وحده لا يكفي يجب أن يكون هناك وفاء وتقدير ورثاء واحترام الحب بلا هؤلاء لا شيء.
أخاف من الموت وأكرهه لأنني خائفة من السؤال والوحدة لذا أريد أن أستمتع بحياتي قدر المستطاع أنا أصبحت غير جيدة في التربية الذاتية لنفسي أنا أسيرة لانطباعاتي لا أفعل إلا ما يؤنبه علي ضميري غير ذلك لا مشكلة.
عندي يقين أنني أملك العديد من الصفات التي بسببها أكون محبوبة من الناس لكنني لا أجدها كافية أريد أن أقوم بتربية نفسي وإعادة تأهيلها من جديد حتى أضفي عليها العديد من الصفات الجيدة التي لا أجدها بداخلي.
أريد أن أكون أكثر حبا للحياة أريد أن أغير العديد من شخصيتي لا يهمني رضا الناس عني مادمت غير راضية عن نفسي, أريد أكون كما كنت في السابق أحيانا شخصيتي ضعيفة ولا أعرف أن أرد على من يحاورني إذا كان أقوى مني في الشخصية أريد أن أتحكم أكثر في نفسي وأفكاري وأن يكون تركيزي مثل السابق لأنني لم أعد أركز في أي شيء إلا الأغاني كما أصبحت أنسى الكثير من الأشياء بشكل مبالغ فيه لا أستمع لأي شيء إيجابي يقال في حقي بل أهتم بالسلبيات ولا أعرف لماذا وهذا يضايقني حقا.
أتمنى أن أكون مشهورة وأن أسافر في بلد أجنبي وأثبت أنني قوية جدا لا أحتاج لأي إنسان إلا صديقتي أو صديقاتي اللواتي سوف أعرفهن في المستقبل ولا أريد أن أكون زوجة فقط, أريد أن أكون ما أريد أن أكون, أملك قراراتي بيدي ولا أريد أن أحتاج إلى استشارة أحد أو حتى التردد في اتخاذ أي قرار.
أنا آسفة جداً على الإطالة
وشكرا.
09/01/2014
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع مرة أخرى ومشاركتك بقية القراء بمعاناتك.
ليس هناك أسئلة محددة في بداية أو نهاية الرسالة على عكس استشارتك الأولى والثانية في تشرين الثاني وكانون الأول على التوالي. في الرسالة الأولى تطرقت إلى مشاكل تعليمية وفي الثانية استفسرت عن تأثير الموسيقى على خلايا المخ. أما في هذه الرسالة فالإشارة فيها إلى:
1- تشخيص سابق لإصابتك بالوسواس القهري.
2- سردك لعلاقة مع زميلة تربطها بأخيك علاقة حب. قد يظن البعض بأن وصفك لمشاكل هذه العلاقة يدل على عملية زورانية وهذا غير صحيح. علاقتك مع هذه الفتاة جزء لا يتجزأ من طبيعة شخصيتك التي توقفت عن التطور لسبب أو آخر كما سأشير إليه أدناه.
3- التعبير عن طموحات شخصية مشروعة في الاستقلال عن الوالدين وتلبية احتياجات ناقصة فيك فشل المحيط الذين تعيشين فيه بتقييمها والاستجابة لها.
4- التعبير عن تنافر معرفي في أمور العبادة وخلق حالة من التوازن بين احتياجاتك الروحية ووضعها على نفس منصة الاحتياجات الفكرية والعاطفية والشخصية. هناك صراع لم يتم حسمه ولا يبدو أنك نجحت في ترتيب أهمية الاحتياجات الواجب تلبيتها في هذه المرحلة من الحياة.
ستكون مهمة أي مستشار يجيب على استشارتك الإجابة على السؤال التالي وهو:
هل هناك اضطراب عقلي تعاني منه الآنسة؟.
الجواب كلا. تفحصت جميع رسائلك ولم أجد فيها إشارة مقنعة بوجود أعراض تشير إلى إصابتك بمرض عقلي وهذا يدعو إلى الطمأنينة. الشكوك والوسواس في ممارسة الطقوس ومرور الفرد بفترة زمنية يعاني منها من شكوك النظافة لا يعني الإصابة بالوسواس القهري وخاصة أن هذه الأعراض يمكن حصرها جميعا تحت مظلة طقوس العبادة.
بعدها ينتقل أي مستشار كان سيجيب على استشارتك بتحليل شخصيتك وسيجد فيها ما يلي:
المخطط أدناه يوضح معالم هذه الشخصية. هناك عصاب ملتصق بك في أعماق شخصيتك وبالتالي يمنعك من الشعور بالانبساط والتوافق مع الآخرين. تشعرين دوما بالاختناق العاطفي والذي بدوره يمنعك من الشعور بالانبساط والتوافق مع الآخرين. هذا الاختناق أشبه بحبل أو حزام مشدود حول جسدك الواعي وغير الواعي. أما مصدر هذا الحزام الذي يخنقك فهو العصاب الذي لابد من البحث عنه ومتى ما وجد الإنسان مصدر عصابه عليه اتخاذ القرار بالتخلص منه.
أما الجانب الإيجابي في شخصيتك فهو وجود القدرة والقابلية على الاجتهاد والانفتاح على الدنيا. تم التعبير عن هذا في جميع رسائلك وهذا الذي يدفع أي مستشار إلى السعي لمساعدتك في البحث عن عقدتك النفسية.
العقدة البؤرية:
الضمير أو الأنا العليا التي هي أشبه بالرقيب على كل إنسان يتفاوت في قسوته وشدته. هناك رقيب حنون يميل إلى عتاب الإنسان بلطيف الكلام وهناك رقيب غليظ قاسي القلب شديد العقوبة ولا يصدر سوى الحكم القاسي.
رقيبك هو من النوع الثاني.
متى ما كان الرقيب من النوع الثاني يكثر الإنسان من اللجوء إلى عمليات دفاعية لا شعورية تتميز بكثرة التعقل وإزاحة العقدة من مكان إلى آخر وفصل العاطفة عن الفعل. إذا أكثرت الآنسة من ممارسة مثل هذه الدفاعات في وجه الرقيب تكثر من ممارسة الطقوس وتلاحقها الأفكار الوسواسية والسلوك القهري استجابة لهذا الرقيب القاسي والغليظ القلب، وبعدها تمضي الآنسة في حياتها ويتم لصق تشخيص الوسواس القهري على جسدها.
لكن الإنسان لا يتوقف عن التطور ويتخلص من استعمال الدفاعات النفسية غير الشعورية أعلاه ويودع الوسواس القهري. إذا ودع الوسواس القهري وتخلص من رقيبه بطريقة أو بأخرى واستعاض عنه برقيب حنون انتهى الأمر ومضى الإنسان في حياته يتسابق دوماً مع أقرانه وينافسهم في شتى ميادين الحياة. لكن ذلك لم يحدث معك.
تخلصت من الدفاعات النفسية والوسواس ولكنك غير قادرة على تبديل هذا الرقيب برقيب آخر وعلى ضوء ذلك لا نهاية لمعاناتك وأصبحت بعيدة عن أقرانك في هذا العمر.
مصدر عقدتك البؤرية بصراحة هي والدتك وأقول ذلك بدون تحفظ. لكن هذه مشكلتك أنت وليست مشكلتها هي.
عدم الثقة بالنفس أو الشك الذاتي Self- Doubt يكاد يهيمن على كل فقرة من فقرات استشارتك. كانت تجربتك بالطفولة بأنك لم تكوني موضع تقدير وقيمة وحب من الأم التي يبدو أنها تعاني من مشاكل عصبية من نوع أو آخر. تتطلعين إلى بيئة أخرى وإلى محيط آخر يعطيك قيمة أكثر ويعاملك بحب وحنان. من جراء ذلك تم حفر خزان من الغضب في داخلك لا تعرفين كيف تتعاملين معه ورقيبك لا يسمح لك حتى بالتعبير عنه بوضوح.
لا أحب الاستمرار في سرد تحليل لشخصيتك وإلا توقفت عن قراءة ردي ولعنت اليوم الذي استشرت فيه الموقع. لكن ما أحب أن أقوله لك الآن:
انتقلي إلى مرحلة أخرى تتناسب مع عمرك والحقي بأقرانك.
افعلي ما تريدين أن تفعليه واستعيضي برقيب غير رقيبك الحالي.
وخير الأمور أوسطها: في التفكير والسلوك والتعامل مع الحياة الدنيا والآخرة.
ومن الله التوفيق.
التعليق: أنا كنت متأكدة أن شخصيتي جواها مشاكل كتير أوي,
سؤالي الأخير هو هل أنا محتاجة لطبيب نفسي؟
على العلم مررت خلال مرحلة طفولتي ومراهقتي بمواقف كتير أوي وحشة ومش قادرة أنساها ده اللي خلاني مش واثقة في حد من أهلي خصوصا خلال مرحلة الطفولة.
يعني بما أني مش عارفة أتفاهم مع نفسي أروح لدكتور نفسي ولا أصبر لحد ما أكبر وأسافر وكل حاجة هتتصلح بعدين؟
شكرا جزيلا ..