إغلاق
 

Bookmark and Share
اسم العمل الأدبي: يوميات شاب(2) 
اسم صاحب العمل: هاني مختار 
نوع العمل: قصة قصيرة 
الوزن الشعري: ---------- 
تاريخ النشر:  28/05/2005
 
الموضوع


(( الحلقة الثانية ))

 "إصحى قوم يلا كل ده نوم...........أفففففففف......ده اللي قبلك مانامش كثير كدة ........قوم يلا"
(كلام جميل أوي واحد بيصحي التاني فيها إيه؟ مستغربين كده ليه؟..... ممكن يكون عبد العال أو أي مدرس بيبات هنا بردو..... بس فيه مشكلة صغيرة إنه صوت أنثوي .......صوت واحدة يعني........نعم؟؟؟؟؟؟)
وفتحت عينيه ........يا الله إيه الجمال ده لقيت قدامى قمر
- إنتي مين؟
- هند
- والله أهلا وسهلا طيب بتصحـ....
- إصحى يا بيه إنت هتنام كل ده (ده طبعًا صوت عبد العال إنتوا عارفينه)
- طيب أنا همشي دلوقتي أحسن عبد العال لو شافني هيموتني وهو مش بيحبني أصلاً (دي هند طبعًا) أنا هخرج من الشباك سلام وأشوفك بكره لأني بطلع بعد العشاء.
وخرجت وأنا مش فاهم أي حاجه. دخل عبد العال عامل زي الحيطة :
- يلا يا بيه الساعة بقت 9 قوم نقعد شوية تحت علشان تعرف تنام بالليل
- ماشى يا عم عبد العال هلبس وأحصلك أهو

نزل وسبقني على تحت وأنا بلبس قعدت أفكر مين دي يا ترى؟ وليه خايفة كدة من عبد العال؟ وإيه اللي جابها هنا؟
كل الاسئلة دي بذكائي لقيتلها اجابة واحدة طبعًا:
(للناس اللي ماعاشوش في الأرياف دايمًا بيكون فيه ست واحدة بس سيئة السمعة في البلد...... خلى بالكوا لازم تكون واحدة بس لا أزيد ولا أقل وشيء طبيعي إنها تجيلي وإنها تخاف من عبد العال وتهرب قبل ما تيجي)
أقنعني الاستنتاج ده - كل شيء طبيعي........
بس تطلع ازاي يعني؟ يمكن تطلع الشغل
(يا سلام يا واد يا شاذلي أهو إنت كدة تبقى واد اللي هوا: هند هنا ومش عارف مين هناك هو ده الشغل)
- يا عم عبد العال
ندهتله وأنا قدام أوضته
- ثواني يا بيه إرتاح عندك لغاية ما أرتب القعدة

أشرحلكوا بأه المدرسة عاملة ازاى على ما يخلص: المدرسة تلات أدوار كل دور تلات أوض الأرضي أوضة المدير وأوضة عبد العال وأوضة الانشطة (موسيقى ورسم وتربية رياضية وكله) والدور التاني فيه تلات فصول (أولى وتانية وتالتة) والتالت أوضة سعادتى والمخزن............معايا كدة؟
أما الـ....... "بكتب اسمك يا حبيبى عالحور العتيق "..........
الله دى فيروز بحبها جدًا شكلها سهرة اللي هيا
- اتفضل يا بيه
طبعا القعدة كانت زي ماهو متوقع في الأرياف فحم وجوزة و كام كوز درة وقعدتين على الأرض
- نورتنا والله سعادتك
- الله يخليك يا عم عبد العال...... إلا قولي إنت عايش هنا؟
- أيوه يا بيه
- ومتجوز ولا عازب؟
- متجوز يابيه وعندي بيت وأرض في سوهاج و خمس عيال: محمود وخلف وهنيدي وست أبوها وهنادي وبكر
(الله دول ستة مش خمسة الراجل مش عارف عدد عياله؟)
وبعدين بصلي وابتسم ابتسامة صفرا
(بردو للناس اللي مش من الأرياف التخميس ده عندهم عادة مقدسة......... بس على مين أنا فوتها برده)
......... "يبقى اسمك يا حبيبى واسمى بينمحى" ........
- وبتسافرلهم بأه ؟
- كل أجازة يا بيه
وهنا بأه مقدرتش أمسك نفسي هموت واسأله عن هند..
- قولي يا حج
- هممممممممم
- أنا سمعت كدة إن فيه واحدة هنا مشيها يعني لا مؤاخذة
وهنا كشر عبد العال وبصلي أوي
- لا مفيش... بس كان فيه واحدة ومشيت من زمن يا بيه
بصيتله بصة بأه اللي هيا...... آل يعني هوا هيضحك عليا أنا
- لا فيه وبالأمارة اسمها هند
- آه ، الجنيَّـة
..
قالها بتلقائية ولا مبالاة كأن الموضوع عادي جدًا
........ "وهديتني وردة فرجيتها لصحابي" ........
- جنـ..جنـ... إيه يا حج؟
وهنا بأه الباقي مسألة طبية بحتة..... كنت سألت واحد صاحبي دكتور مرة ليه لما الواحد بيخاف أوي بيبقى عايز يدخل ال wc قالي إن ساعتها العصب الـ parasympathetic بيشتغل ودوره انتصاب الشعيرات القصيرة واتساع الحدقة والموضوع ده...........وسبحان مين خلاني أستحمل لحد ماأسأله:
- هوا الـ.....
- على إيدك اليمين فيه حيطة ممكن وراها ولو مش مستعجل الدورالتـ.......
(طبعًا كنت ورا الحيطة علطول.......بس الراجل ده عرف ازاي؟ ده شكله بيقرأ الأفكار فعلاً........)
- قلب المؤمن دليله يا أستاذ وأنا مؤمن
ده صوت عبد العال من بعيد وأنا ورا الحيطة طبعًا
(أتاريها كانت بتقولي أنا بطلع بعد العشا.....آه .. بتطلع من تحت الأرض طبعًا... وكمان -أما أنا غبي صحيح- خرجت من الشباك وأنا في الدور التالت....... إزاى تاهت عني دي.... والأفندي اللي بيقرأ الأفكار ده أعمل إيه مفكرش يعني؟ طيب ازاي؟.... الله يخرب بيتك يا عبد العال)
- ربنا يسامحك يا أستاذ ......هع هع هع

المهم رجعتله ووالله منا سايبك إلا لما تحكي لي كل حاجة
- قول بأه
- مفيش يا بيه دى جنية غلبانة بتطلع بالليل في المدرسة وتتسلى مع الشبان اللي زي حلاتك بس كدة إنما مش بتئذى حد
- تتسلى بس؟ (طيب كدة عال أوي تسلية من غير أذية.... جنية جنية أهو أي حاجة في الملل دة)
- أيوه يا بيه في حدود الادب إنما بأه متجوزة جني إنما إيه أجارك الله ....مارد هو يا عينى اللي موت أسامة الله يرحمه
........... "وبتقلي بتحبني مابعرف أديش" ............
(آه .......هنا بأه الإن زي مابيقولوا في الإعلان)
- مارد؟
- أيوه يابني ده بيبقى الجني لما يبقى جبار ربنا يحفظنا.....شدلك نفس
وناولنى مبسم الجوزة
(طبعًا لأني مدمن سجاير أصلا فمينفعش أقوله لأ دي تبقى إهانة له وطبعًا تجاهلت اللمعان الواضح على فتحة المبسم وشديت معاه) بالنسبة للناس اللي ماتعرفش ....الجوزة بتبقى أي حاجة اسطوانية في الدنيا تنفع وفتحة منها على الحجر علطول والتانية طالع منها أي حاجة أنبوبية الشكل..... في حالة أخينا عبد العال كانت الإسطوانة عبارة عن علبة بيروسول وكمان عليها التحذير أما الأنبوبة اللي بنشرب منها عبارة عن خرطوم كده معرفش جايبه منين
المهم خلصنا حجر ورا حجر وعرفت إن الراجل ده كعادة أهل الريف مزيج غريب جدًا من حاجات متناقضة: طيبة وشهامة وجبن زي ما هتشوفوا ولؤم واضح وغباء فطري مميز
- هاااااااااااوم إنت مش هتنام بأه يا بيه؟
- أنام؟ نوم يعني؟ فوق؟
- أيوه يا بيه
- هاااااااااا إنسى يا عوبد
- ماتخافش يا بيه دي هي ليها طلعة واحدة في الليلة يعني إنت في الأمان
- مش إنت قلت هند مش بتأذي؟ أنا خايف من جوزها
- يا سيدي ده مش بيجي إلا كل كام سنة مرة إنما طلعته أجارك الله قوم بس استهدى بالله
- أبدًا
وطبعًا الراجل كان شهم جدًا جدًا وسابني وقام نام فى أوضته وكمان قفل الباب مش بقولوكوا شهم؟
(وبذكائي برده استنتجت إن أسامة الله يرحمه هوا اللي معرفش يمشي أموره مع المارد إنما أنا هاخد العسل من غير ما النحل يقرصني) حلو الحل ده أقنعني وطبعًا طلعت الأوضة وأنا مرعوب بس أعمل إيه..... واتكلفت في سريري وماليش دعوة بالدنيا .........يلا نسلي بعض على ما النهار يطلع أقولوكوا على شكل عبد العال علشان لو قابلتوه في مرة......حد شاف حيطة لابسة جلابية قبل كده؟ هو ده عبد العال ببساطة كدة زائد شوية شعر كتير أوي كدة بينهم ملامح زي اللى عندنا يعني خط شعر جامد أوي وبعدين خرمين كده بيبص منهم وبعدين شوية شعر والجلابية علطول كده........... طيب وسعادة معالي حضرة الناظر؟ ده بأه العكس تمامًا اللي بيقولوا عليه سفيف أو سماوي قصير ورفيع أوي وأقرع مع شوية أتب كده عجب بس عليه صوت وتكشيرة ملهمش حل يتهيألك إنه قائد عسكري مهيب أو ملك من أيام الرومان أما الـ...........الله أكبر الله أكبر
ده أدان الفجر طيب كويس أنا أعرف إن العفاريت بتطلع من العشا للفجر يعني كدة أمان يا معلم...........أصلي وأنام بأه
................................

 صليت بس فيه حاجة غريبة لفتت انتباهي في الحكاية دي كلها: تخيلوا إن كل ده حصل قبل ماشوف طالب واحد من اللي أنا جاي علشانهم أصلا؟
الحمد لله على كل شيء.........عارفين أنا مؤمن بحاجة إن ربنا خلى البني آدم يقدر يتكيف ويتعود على أي حاجة وأنا إن شاء الله هتعود......... هو حد لاقي شغل... وهو أنا مجنون أمشي وأسيب الشغلانة..... وكل حاجة إن شاء الله وليها حل: يعني الناظر كلمتين ومعاليك ومش عارف إيه ينشكح أوي..... وعبد العال سهلة الواحد مايفكرش ...... وهند أهو على الأقل نعرف الجن عايشين ازاي ......... حلو أوي كدة ......... شعر راسي وقف تاني .....آآآآآآآآآه والباشا المارد ده حله إيه بأه؟ هلاعبه كوتشينة (سيف) على الهدوم زي إسماعيل يس ماعمل مع الحرامية دول ولا إيه؟ يلا لما يطلع يبقى يحلها ألف حلال...

أظن كده أنام شوية ..... ساعة ولا حاجة قبل العيال ما تيجي

وأشوفكوا لما أصحى بأه ده لو صحيت... بس لو اسمه إيه ده جه أمانة الفاتحة بأه لأخوكوا الشاذلي

هاني مختار

goodman_egy78@hotmail.com

 واقرأ أيضًا على إبداعات أدبية:
 
يوميات شاب (1)، باسم أطفال فلسطين: جنين، كائنات خالية من الضوء، عفوا يا سيدتي!، الريح والورد، أطفال الحجارة، فين العَلَمْ..؟؟، أنشودة سجين، من أشعار الوطن اللاوطن، "خُبط" أصبحنا، رسالة من إفريقي إلى إيما لازارْ، من قصيدة لبغداد، قـلَّـةُ فَـهْـمٍ قـليـلَـةُ الأدَبِ!، تقوى!، من ملفات المهجر، ذكريات ومشاهد من الحرب، بيقـولـوا ..: عملوا لنا كـويز!!، أصواتُ العربِ!، لماذا...لماذا ؟!!، شكرا لكم: سليمان خاطر، توهان !!!، يابتاع الفول والطعمية، إلى مكتئب، إلى مريض الفصام، إلى مريض الوسواس، منتهى العقل، فين المصري؟؟؟  ، توهان !!!،

 


الكاتب: هاني مختار
نشرت على الموقع بتاريخ: 28/05/2005