إغلاق
 

Bookmark and Share
اسم العمل الأدبي: مذكرات شابة مجنونة(2) 
اسم صاحب العمل: ولاء الشملول 
نوع العمل: قصة قصيرة 
الوزن الشعري: -------- 
تاريخ النشر:  05/06/2005
 
الموضوع

 
مذكرات شابة مجنونة(2)

لعلكم تتذكرونني..
أنا نور.. نور شمس الدين..
معيدة في "كشك البطيخ" في جامعة مخصوصة ومقصوصة...
رويت لكم في الحلقة الماضية عن موقف الدكتور "قهري" الرقيب على الـ"الكشك".
والآن أروي لكم حكايتي مع رئيس "الكشك" المباشر.. (أعني به رئيس القسم).
وهو رئيس جديد جاء لنا من جامعة هلامية من تحت الأرض على ما أظن...
لأن البطيخ اللى بيدرسوه للطلبة هناك.. أقرع.. والله العظيم تلاتة.. أقرع...
المهم....
بعد أن صمم الدكتور"قهرى" أن أناقش الدكتور"فلتة" رئيس الكشك الجديد.. في موضوعي...
ذهبت له في مكتبه..
قال الدكتور "فلتة" المفلوت وصاحب شعار (أحب ألم الزبالة قوي) بكل عظمة العلماء الجهابذة:
ما هو موضوعك؟
أجبت بهدوء وثقة: (تلوين البطيخ)
رد باستنكار: "كيف؟؟ كل زملائك يعملون فى مجال تلوين البطيخ."
سألته بهدوء مستفز: من....؟
وحاول "بجهل غزير" أن يقنعني أن 4 من زملائي اختاروا مجال تلوين البطيخ للتحضير، لكن بحجتي العلمية التي أثق فيها أقنعته أن تلوين البطيخ براء من جميع موضوعاتهم..
وطلب مني أن أقدم تلخيصًا لما أنوي بحثه علميًا...
وكتبت باختصار في صورة عناوين رئيسية، موضحة الأدوات البحثية العلمية التي سأقوم باستخدامها لتحقيق هدفي.. "كلام رخم..... صح؟"
المهم أنه في هذه الأثناء أخرج ملفي الذي قدمته عند التحاقي بالكشك المخصوص...
وأخذ ينظر إليه وهو متجهم....
كنت قدمت له عدة أوراق والحمد لله تثبت كفاءتي العلمية والعملية، علاوة على شهادة تميز في اللغة الانجليزية (وهي الشهادة التي تطلبها أماكن عمل معينة وتطلبها الجامعات الأجنبية في الخارج كشرط أساسي للدراسة في مرحلة الماجستير أو الدكتوراه... أو التويفل وشهادة نجاحي في التمهيدي ماجستير... وبعض شهادات التقدير التي حصلت عليها خلال سنوات الدراسة السابقة.... (عفوًا اضطررت لسرد هذا فقط كي أقول أنني لست "حــــ"
أو غير مؤهلة علميًا أو عمليًا لما أقوم به من عمل وكما يحاول الرقيب ورئيس القسم أن يثبتا والذي سيلي ذكره في حلقة قادمة إن شاء الله هذا لو كان في العمر بقية ولم أقدم للمحاكمة بتهمة العيب في الذات الرقيبية‍) ‍‍
 
وحين لم يجد في ملفي ما يستحق التعليق عليه باستنكار أو قرف... لأنه تذكر أنه في مثل سني لم يكن يعرف حتى بوجود هذه الشهادات، والتقارير التي يحملها ملف أوراقي...!
وبدأ يقرأ "الفلتة" ما كتبته عن الفكرة... وكمن أصابته صاعقة من سلك مكشوف في عز البرد... صاح في وجهي: (ما هذا؟ هل هناك أداة اسمها "عصارة البطيخ"؟).
ذهلت من سؤاله وأخذت أشرح له هذه الأداة، وبينت له كيف تستخدم، وفي أي نوعية من الدراسات. (لاحظ أن محدثي حاصل على الدكتوراة في البطيخ!!!).
ثم بادرني بسؤال آخر: "وهل هناك دراسات أصلاً للفلاح الذي يزرع البطيخ؟ ما أهميته لنا؟"
ذهلت أكثر ومثلت له على مدى أهمية زارع البطيخ في "العملية البطيخية"، وفي دراسة مثل "الكشك" الذي نعمل فيه!
وبعد مجموعة مزمنة من الاعتراضات العنترية"الفلتوية"... قال الدكتور المحترم: (عمومًا... تناقشي مع الدكتور"قرفان حتى من نفسه" فهو المتخصص في هذا المجال وليس أنا...!)
حسبي الله ونعم الوكيل... !لماذا لم تعترف بهذا من البداية؟ ماسبب العنجهية الفارغة وادعاء العلم؟ حاجة تقرف..!!
وحان دور الدكتور "القرفان حتى من نفسه" صاحب الشعار الشهير (أنا طويل وأهبل مش قصير قزعة)، ذهبت له <بعد تحديد موعد سابق> وضع تحت الجملة ما تشاء من خطوط..
وهناك فى مكتبه دار هذا الحوار:
أنا: صباح الخير يا دكتور قرفان؟
هو "بقرف مثل اسمه" وهو يعمل فى مجموعة من الأوراق: صباح الخير.
أنا: حضرتك مشغول؟
هو: لا أبدًا، اعرضى الفكرة.
أنا: أريد أن أعد رسالتي في "تلوين البطيخ".
هو"وهو لا يزال يكتب بعض الملاحظات على الورق أمامه": خير، جميل، ماذا في تلوين البطيخ؟
ما إن بدأت عرض الفكرة حتى ترك قلمه ورمى الأوراق، وصاح في ذعر كمن يجرب أقصى طبقة من طبقات صوته: ماذا؟ إنه موضوع كتاب أعده حاليًا! لا.. لا يمكن.. إنها أفكاري..
بهتُّ لما قال، وعلقت: كيف؟ إنها أفكار مستوحاة من دراسات سابقة، وأنا لا أعرف حتى ما هي موضوعات الماجستير والدكتوراة التي أعددتها سيادتك يا دكتور "قرفان من نفسه"..!
أجاب:  حسن.. هل قرأت كتاب "كذا".. أنت هكذا ستكرريه..!
أجبت بثقة: هذا ليس رسالة، وليس بحثًا بالمعنى المفهوم. ثم إن أهدافي أكبر مما جاء في هذا الكتاب..
رد عليّ بحدة كمن كان يتوقع هذه الإجابة: هل تعرفين أن فلانة أخذت الكثير من هذا الكتاب وبنيت عليه رسالة الماجستير الخاصة بها؟
أجبت بثقة أكبر: إذن ليس هناك أي مانع علمي أن يتم الاعتماد على بعض الأفكار من أي كتاب لإعداد رسالة علمية.
احتقن وجهه وتعجب كيف أحبطت محاولة تجهيلي بهذه السرعة، لكنه أجاب: لكن هذه مشكلة أن نعتمد على الآخرين.
جاء ردي كضربة سماش فى مباراة تنس قوية: لقد تعلمت على يد الدكتورة"عقدة" فى قسم البطيخ بكليتي العريقة أن العلم يعتمد على التراكم.. يعني فتحية تعمل رسالة، تيجي كيداهم تقول لأ.. سأضيف. يجي بندق يقول لأ هذه وتلك بهما نقص، سأكمل أنا... وهكذا يا دكتور حتى تكتمل دائرة البحث العلمي.. ويزيد التراكم مع الوقت...
وهكذا لم يجد الدكتور "قرفان من نفسه" إلا أن ينهض من مكتبه، متجهمًا متحججًا أن لديه محاضرة تعذيب لسنة أولى. وفر هاربًا من وجهي.. والسعادة تملأ قلبي أن شفيت غليلي منه..
ولكني بدأت أتساءل لماذا كل من يحقق فينا مكانة ما، ينسى الدرجات التي قطعها كي يصل إليها؟ ولماذا يتجه بالنقد والانتقاد والتعقيد والهدم لكل من يحاول الارتقاء مثله؟ ولماذا نعارض ونستنكر ونفتي فيما لا نعرفه، ولا نقول لا نعرف حين نكون فعلا لا نعرف؟

تمت لحظات الجنان بحمد الله

المجنونة:ولاء الشملول
ديسمبر 2001

 واقرأ أيضًا على إبداعات أدبية:
   
يوميات شاب (1)، يوميات شاب(2)، مذكرات شابة مجنونة(1) ،باسم أطفال فلسطين: جنين، كائنات خالية من الضوء، عفوا يا سيدتي!، الريح والورد، أطفال الحجارة، فين العَلَمْ..؟؟، أنشودة سجين، من أشعار الوطن اللاوطن، "خُبط" أصبحنا، رسالة من إفريقي إلى إيما لازارْ، من قصيدة لبغداد، قـلَّـةُ فَـهْـمٍ قـليـلَـةُ الأدَبِ!، تقوى!، من ملفات المهجر، ذكريات ومشاهد من الحرب، بيقـولـوا ..: عملوا لنا كـويز!!، أصواتُ العربِ!، لماذا...لماذا ؟!!، شكرا لكم: سليمان خاطر، توهان !!!، يابتاع الفول والطعمية، إلى مكتئب، إلى مريض الفصام، إلى مريض الوسواس، منتهى العقل، فين المصري؟؟؟  ، توهان !!!، همسة إلى مدخن، إلى مريض الهوس، ((على أسلاك التليفون..))، طفلة البحر، إلى مريض الانشقاق، ((جدد سكنك))، ((دفتر الحياة))، ((موعد من غير ميعاد ولكن.....))،

 


الكاتب: ولاء الشملول
نشرت على الموقع بتاريخ: 05/06/2005