إغلاق
 

Bookmark and Share
اسم العمل الأدبي: قالت: هو الوداع 
اسم صاحب العمل: م.محمد عبد العظيم 
نوع العمل: نثر 
الوزن الشعري: ------- 
تاريخ النشر:  20/12/2004
 
الموضوع
قالت: سوف تنساني وتنسى أنك كنت يوما تهواني، سترحل عني وتذهب بعيدا ستحلم مع أخرى وتعيش لها ستغني من أجلك وتغني من أجلها، سأضيع من ذاكرتك إلي الأبد حينما تستنشق هواءً غير هواء هذا البلد، ستنسى الحنين والحب والذكريات ستنسى رمل الشط وموج البحر الذي ظل شاهدا علي حبنا سنوات عديدة، ستنسى كل الزهور التي قطفتها من أجلك، ستنسى همسنا وكل كلامنا ستنسى كل عمرنا وتصبح إنسانا آخر فقد كل ملامح الماضي، وبدأ يعيد كتابة سطور حياته من جديد في بلد بعيد في بلد غريب، وسط أناس هم غير أهلك وعلي أرض ليست بأرضك.

وبكى لما سمع هذا الكلام بكى من قسوتها عليه، ومد يده في حنان يحتضن كفها الصغير، وأقسم لها أن لن ينساها أبدا ولن تسقط من ذاكرته مهما طال العمر ومهما طال الزمان وأنه سيظل يهواها ولن تقتحم مكانها في قلبه سواها، كيف لا وهي أول من همس قلبه بحبها؟ كيف ينساها وينسى هذه الأرض التي شهدت ميلاده وحيا وشب عليها؟ كيف ينسى كل هذا كيف ينسى مكان لقائهما وهو محفور في قلبه معها؟؟ كيف ينسى زهورها التي كانت تهديها إليه وهي التي كانت تجعله باقيا علي قيد الحياة؟؟ كيف ينسي أحلامهما وآمالهما كلَّ أفراحه معها، كل دمعة سالت علي خده كانت تمسحها له، كيف ينسى يديها الرقيقتين اللتين كانت تضمه بهما إلي صدرها كيف ينساها وهي كيانه.

وضمها إلي صدره وبكيا معا وعاهدها على أن يعود إليها وعاهدته على أن تبقي على عهده، وتركها واختفي في زحام الركاب، تركها وفي نفسه أقسم أن يعود من أجلها لا ليس من أجلها هي بل من أجله هو كي يبقى................ إنسانا  


الكاتب: م.محمد عبد العظيم
نشرت على الموقع بتاريخ: 20/12/2004