إغلاق
 

Bookmark and Share
اسم العمل الأدبي: يتيمة المنبجي 
اسم صاحب العمل: دوْقلة المنبِجي 
نوع العمل: شعر تقليدي 
الوزن الشعري: مجزوء الكامل 
تاريخ النشر:  28/10/2007
 
الموضوع
هل بالطلول لسائلٍ ردُ؟؟؟                    أم هل لها بتكلمّ ٍعهدُ(1)

دَرَس الجديدُ، جديدُ معهدها              فكأنما هي ربطة جرد(2)

من طول ما تبكي الغيوم على                عَرصَاتِها، ويقهقه الرعدُ(3)

وتلثُ ساريةٌ ... وغاديةٌ                     ويكرُّ نحسّ خلْفه سعد(4)

تلقـاءَ شاميةٍ .... يمانيةٍ                     لهما بموْر ِ ترابها سَرْدُ (5)

فكست بواطنها ظواهرها                    ُنورًا كأن زهاءَهُ يرد (6)

فوقفتُ أسألها، وليس بها                 إلا ّالمها ونقـانق ُربد (7)

فتبـادرت درر الشئون على                خـدّيّ كما يتـناثر العقد (8)
لهفي على "دعد" وما حفلت             بالا ً...بحرّ تلهفي "دعدُ"

بيضاءُ... قد لبس الأديم بهاءَ           الحُسن، ........فهو لجلِدها جلد(9)

ويزينُ فوْديْها إذا حسَرتْ                 ضافي الغدائر فاحم جَعْد (10)

فالوجه مثل الصبح مُبيض                 والشعر مثل الليل مسود

ضدان ِلما استجمعا حسُنا                   والضدُّ ... يظهر حسُنه الضدُّ

وكأنها وَسْـنـىَ إذا نظرتْ                أو مدنف لمَّا يُفِق بعد (11)

بفــتور عين ٍما بها رمَـدُ                 وبها ُتداوى الأعين الرُّمْدُ

وترُيــك عِرنينا ً يزينـُهُ                  َشمَمُ، وخدا لونه الورد (12)

وتجيلُ مِسْواكَ الأراكِ على               رتلٍ كأن رضابه الشهد (13)

والصدر منها قد يُزَينُــهُ                 نهدٌ كحق العاج إذ يبدو !!

والمعصمانِ، فما يُرى لهما               من نعمة ٍ وبضاضة ٍ زند

ولها بنان لو أردت له                   عقداً بكفك أمكن العقدُ

وكأنما سُقيت ترائـبُـها                  والنحرُ ماءَ الورد إذ تبدو (14)

وبصدرها حُقان خلتهما                 كافـورتيـنِ علاهما  نـَد (15)

والبطن مطوي كما طويت                بيضُ الرباط يصونها المُلد ُ(16)

وبخصرها هيف .... يزينه            فإذا تنوءُ .... يكاد ينقد (17)

ولها هَنٌ رابٍ مجسته                   وعر المسالك، حشـْوُهُ وقدْ

فإذا طعنْتَ طعنتَ في لبدٍ               وإذا نزعْت..... يكادُ ينسد (18)

والتَـفَّ فخذاها، وفوقَهُما             كَفل ـ يجاذب خصرها ـ نهد (19)

فقيامها مثنى إذا نهضت              من ثقله ، وقعودها فردُ

والساقُ خرعبة منعمة                  عبلت فطوق الحجل منسد(20)

والكعب أدرم ى يبين له               حجمٌ ، وليس لرأسه حَد (21)

ومشت على قدمين خُصرتا            والتفتا ، فتكامل القد (22)

ما عابها طول ولا قصَر                 في خلقها ، فقوامها قصد (23)
إن لم يكن وصل لديك لنا               يشفي الصبابة، فليكن وعدُ (24)

قد كان أورق وصلـُكم زمناً             فذوي الوصال وأورَق الصد (25)

لـلــه أشواقي إذا نزَحت              دارٌ بنا.. ... وطواكمو البعدُ

إن تتهمي فتهامة وطني              أو تنجدي ، يكن الهوى نجدُ (26)

وزعمت أنك تضمرين لنا              ودا ً، فهـلا ً ينفعُ الوِدُّ !

وإذا المحب شكا الصدود ولم         يُعْطَفْ عليهِ..... فقتلهُ عمْدُ

نختصها بالودِّ، وهيَ على            ما لا نحب..، فهكذا الوجدُ !!
أو ما ترى طمْرَيَّ بينهما
            رجـلٌ ألَـــحَّ بهزْلِـهِ الجَـدُّ (27)

فالسيف يقطع وهو ذو صدأ ٍ          والنصل يعلو الهام لا الغمد (28)

هل تنْـفَـعَنَّ السيفَ حِـليـَتـُهُ         يوم الجـلادِ إذا نبـا الحَــد (29)

ولقد علمت ُ بأنني رجـلٌ              في الصالحات ِ أروحُ أو أغدو

 سلمٌ على الأدنى ومرحمةٌ            وعلى الحوادثِ هادن جَلــْدُ (30)

متجلْبِـبٌ ثوب العفاف وقد         غفل الرقيب وأمكن الو ِرْدُ (31)

ومجانبٌ فعل القبيح، وقد           وصل الحبيب، وساعد صَـلـْدُ (32)

فأروحُ حُـرا من مـذلتـها             والحــرُّ حين يطيعُها  عَـبـْدُ!!

آليـتُ أمدح مُقـرِفاً أبــداً             يبقى المديح وينفدُ الرِّفْـدُ (33)

هيهات، يأبى ذاك لي سلفٌ       خمدوا ولم يخمد لهم مجد

والجَـد كنـْدة والبنون همو          فزكا البنون وأنجب الجَـد (34)

فلئن قفوتُ جميلَ فعلِهُمُو          بذميم ِ فعلي، إنني وَغـْدُ (35)

أجمل إذا حاولتَ في طلـَبٍ         فالجـِد يُغني عنك لا الجـَد (36)

ليكن لديك ِ لسائل ٍ فـَرَجٌ          أو لم يكن.. فليحسن الرد!

                              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)الطلول: جمع طل، هي ما يتخلف من الآثار والديار بع زوالها.

(2) درس: زال وأمحى. معهدها: ما عهد فيها من آثار الحياة والإقامة. ريطة جرد: أي مـُلاءة بالية أو ثوب متهرئ.
(3) عرصاتها: ساحاتها.

(4) تلث: تدوم وتستمر أياماً. السارية والغادية: السحب الممطرة.

(5)مور ترابها: إثارة تابها وتحريكه بشدة. سرد: تتابع.الشامية واليمانية: أسماء للسحاب الممطر بحسب اتجاه قدومه.

(6) الزهاء: النضرة. البرد: الثوب المخطط.

(7) المهاء: جمع مهاة، وهي البقرة الوحشية. النقانق: جمع نقنق: ذكر النعام. رُبد: لونها يختلط فيه السواد بكدرة.

(8) درر: جمع درة؛ ما يدر من المطر واللبن، والمراد هنا بدرر الشئون: دموع العينين المنهمرة.

(9) الأديم: الجلد.

(10) الفودان: جانبا الرأس مما يلي الأذن. جعد: متجمع كثيف والمقصود به (الشعر).

(11) وسنى: أخذها النوم الشديد. من ثقل عليه المرض.

(12) العرنين: الأنف. الشمم: الترفع والكبرياء.

(13) الرتل: الفم الجميل الأسنان في بياض ولمعان. الرضاب: المقصود به ماء الفم.

(14) الترائب: عظام الصدر. النحر: أعلى الصدر.

(15) الند: عود طيب الرائحة يتبخر به.

(16) الرياط: جمع ربطة وهي الملاءة . الملد: جمع ملداء: المرأة الناعمة.

(17) الهيف: ضمور البطن ورقة الخاصرتين. تنوء: تنهض بجهد ومشقة  ـ تسقط. ينقد: ينكسر.

(18) اللبد: الشعر الكثيف المتجمع. وهذا البيت والبيت السابق له يقال إنهما دخيلان على القصيدة.

(19) الكفل العجز أو الردف. نهد: البارز المرتفع.

(20) خرعبة: الطويلة الناعمة. عبلت: اكتنزت وضخمت.

(21) أدرم: عظمه لا يبين من كترة لحمة اللين الأملس.

(22) القد: القوام.

(23) قصد: سوي معتدل ليس به طول أو قصر.

(24) الصبابة: شدة الوجد والهيام.

(25) أورق وصلكم: طاب وصالكم وواتي وأينع.

(26) إن تتهمي أو تنجدي: أن تنتسبي إلى تهامة أو نجد.

(27) طمري: مئنى طمر، وهو الثوب البالي.

(28) الهام: جمع هامة، الرأس.

(29) نبا: زاغ ولم يصب.

(30) هادن: ساكن. جلد: صبور قوي.

(31) الورد: الوصال والارتواء من الحب.

(32) تثامني: تحرجني وتعيبني. صفا: جمع صفاة: الصخرة أو الحجر الضخم. الصلد: الصلب القوي.

(33) مقرفا: غنيا ً، كثير اقتناء المال، الرفد: العطاء.

(34) زكا: أفلح ونجح.

(35) قفوت: تبعت.

(36) أجمل: اعتدل ولا تفرط. الجـَد: الحظ.

 


الكاتب: دوْقلة المنبِجي
نشرت على الموقع بتاريخ: 28/10/2007