إغلاق
 

Bookmark and Share

لماذا تنعي مجانين صدام حسين؟ ::

الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/12/2006

لماذا تنعي مجانين صدام حسين؟

بعيدا عن غصة الحلق التي أصابتني في ليلة العيد عندما فاجأني كما فاجأ كثيرين أنه تقرر بعد اتفاق بين الأمريكيين و.....-ولا مؤاخذة- "الحَكومة العراقية" أن يتم تنفيذ حكم إعدام صدام حسين فجر السبت 30 ديسمبر 2006 أي صبيحة أول أيام عيد الأضحى ! يا لها من غصة خانقة ...... دعوت الله أن لا يكون.... لست مع إعدام الرجل مهما كان خلافي معه، ويبدو أنني هدأت نفسي قليلا لأستطيع النوم في ليلة العيد منتظرا أن يستحي من بيده القرار المؤسف.

في الصباح كان علي أن أنحر وأن أقسم الأضحية ....... ولم أتذكر شيئا من قصة إعدام صدام حتى ما بعد الظهر حيث سمعت النبأ في الجزيرة، وجلست أتابع ردود أفعال العالم الموتور الذي نعيش فيه.... بصراحة أغلقت نفسي وحزنت حزنا كبيرا ... ليس حبا في الرجل وإن يكن بالنسبة لنا هو الرئيس العراقي الشرعي، لأننا نرفض التدخل الأمريكي منذ البداية ولا نرى فيمن أتت بهم أفاعيل المحتل أي ملمح من ملامح الشرعية بل هم ظاهرون وظاهرة تبعيتهم للجميع، ليس حبا في الرجل وإنما شعورا كبيرا بالإهانة وغياب العدالة .... والمصيبة أن هناك من العراقيين من خرج شامتا والعياذ بالله !

العدالة التي تراها مجانين هي الحكم بالمثل على من فعلوا مثلما فعل صدام بالعراق وربما أكبر وأسوأ وأدهى وأمر ... وهؤلاء مع الأسف جاثمون على صدور أقطارهم لاعقون لأي تفلة تتفلها لهم أمريكا ومقبلون متباركون بكل حذاء ترميه لهم وهو ما يضمن لهم البقاء بعيدا عن مصير يشبه مصير صدام، أي حال مقرف هذا الذي نعيش!

والحقيقة أن الرجل أبلى بلاء حسنا طوال فصول محاكمته ويبدو أن استمرار كلامه أكثر من ذلك أو في قضايا لم تناقش مثل الاعتداء على الكويت ومثل الاعتداء على إيران وكل القضايا التي كان معروفا أن للأمريكان يدا فيها، أخطأ وأجرم صدام لكن من من الزعماء العرب لم يخطئ ولم يجرم، وبعيدا عن هؤلاء وفقدانا للأمل فيهم ... من حقنا أن نتساءل ألم تكن جرائم بوش نفسه أعظم؟ ألم تكن جرائم شارون أعظم؟ وما خفي ما خفي كان أعظم.

العدالة التي تراها مجانين هي أن يعدم الرئيس الأمريكي تماما كما يعدم صدام حسين، بل إنني أسأل أبناء العراق من إخوتنا : من قتل منكم أكثر؟ صدام حسين أم قوات التحالف؟ ليس ممكنا أننا أصبحنا بلا ثمن كل مقدساتنا تنتهك ولا حول ولا قوة إلا بالله ....... لماذا استعجلوا بهذا الشكل في التنفيذ؟ هل أرادت لا مؤاخذة "الحكومة العراقية" أن تقدم للشامتين هدية في العيد؟ هل بلغ جبنهم هذا الحد؟ أم أن للأمر أبعادا أخرى نجهلها؟ .... على كلٍّ نحن في انتظار آرائكم وتعليقاتكم،

ونحن ننعي صدام حسين لأنه بالنسبة لنا رئيس بلد عربي لا نراه يختلف عن آخرين إلا أنه غضب عليه الأمريكان لأنه لم يستطع مواصلة الانحناء ربما .... وربما لأن بقاءه قد يضر بالمصلحة الأمريكية الراهنة وربما لأنه أريد للعراق أن يندثر لا قدر الله نحن في انتظار مشاركاتكم.

واقرأ أيضًا:
من قصيدة لبغداد / سقوط بغداد / عن الانتخابات العراقية ! / من العيد إلى يوم العراق البعيد / على باب الله 13 /3 مع العراق / لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟ / لبنان لماذا؟ وفلسطين والعراق لا؟ مشاركة / مدونات مجانين: كيف ننجو بالعراق؟ / عن مهزلة الانتخابات الأمريكية في العراق! / ردا على المغالطات يقول العراقي الشريد / العراق وفيتنام .... أوجه التشابهالعراق بين مواكب الموت وصمت القبور(1)  / العراق بين مواكب الموت وصمت القبور(2)  

 



الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 30/12/2006