إغلاق
 

Bookmark and Share

المرأة الإعلامية.. تاريخ أحمله على كتفي ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 23/07/2007

 

اعترافاتي الشخصية: المرأة الإعلامية.. تاريخ أحمله على كتفي

أتذكر الأيام التي كنت أجري فيها تغطيات لبرنامج صباح الخير يا مصر. الحمد لله أنها كانت مرات قليلة حيث كانوا يبعثون بنا لبلاد الله ببدلات سفر فضيحة نضطر معها لأن نمد يدنا للطرف الداعي. ولم تخل مرة من وضع مهين وجارح لا أجدني حتى بقادرة على الإفصاح عنه علنا لما يمثله من جروح لم تلتئم داخل النفس رغم مضي سنوات عليها. وكان الاعتذار عن تلك المهام هو السبيل للخروج من تلك المواقف التي كانت قد أوصلت الإعلامي المصري لمد يده للجهة المفروض أن يغطي أحداثها وهو ما يتنافى مع بديهيات العمل الصحفي ألا وهو استقلالية الصحفي.

ووصلت الأوضاع المتردية إلى مظاهر لا يمكن أن يصدقها عقل كأن يعين مندوبو الأخبار كمستشارين إعلاميين للوزارات التي يقومون بتغطية أنشطتها والنتيجة الطبيعية لهذه الظاهرة هو إعلان عن أنشطة تلك الوزارات مما أفقد الإعلام المصري أية مصداقية لدى مشاهده الذي أعرض عن مشاهدة نشرة أخباره التي تعرض الإنجازات التي لا يلمسها المواطن في أي منحى من مناحي حياته إلا على شاشة تلفزيونه الرسمي.

لم تقتصر تلك الظاهرة على الأنشطة الرسمية للدولة بل بالطبع كان التعامل مع كل الأخبار يسير بنفس النهج. وأذكر هنا واقعة حدثت لي عندما ذهبت إلى أوغندا لتغطية رحلة لسيدات أعمال مصر والتي كان ينظمها استثماري مصري مشهور وكانت ملاحظتي الأولية على هؤلاء السيدات هو شبههن الشديد بست سنية اللي كانت سايبة المية نازلة ترخ من الحنفية في الإعلان المصري الشهير القديم ولن يفهم ملاحظتي إلا الأجيال التي عاصرت الإعلان أما الجيل الجديد فعليه أن يحصل علي التفسير من أمه وأبيه.

المهم أن إحدى هؤلاء المستثمرات استفردت بي على الطائرة سائلة إياي عما أفعل فأجبتها بصدق أنا مذيعة أخبار فأومأت بأنها تعرفني ولكنها تسألني عن ما أفعله فأصررت على أن عملي الوحيد هو الإعلام. فنظرت إلي مستخفة وغير مصدقة، مستفسرة بشكل مباشر عن المشروع الذي أديره كي أتكسب قوتي و عيشي. ساعتها أدركت النظرة السائدة عن الإعلاميين المصريين بأن عملهم لا يعدو كونه واجهة لعمل آخر. ومع ذلك ليست الأمور بتلك القتامة فحتى الإعلاميين الشرفاء في هذا الوطن يمكنهم أن يتكسبوا عيشهم بشرف من خلال إستغلال أصواتهم ومواهبهم بفيلم تسجيلي هنا وإعلان من هناك.

وأذكر زميلا شريفا على درجة وظيفية مرتفعة قابلته عند إحدى زميلاتي القديمات حيث كنا نحتفل بزيارة أحد زملائنا الذي يعمل بإذاعة عربية لمصر. انتهت سهرتنا بعد منتصف الليل عرضت علي زميلي المذيع ذي الصوت الرائع الذي لا يملك سيارة بأن أقله لأقرب وسيلة مواصلات فأخبرني بأن عليه أن يتوجه لاستوديو صوت في هذه الساعة المتأخرة بعد يوم عمل شاق، مفسرا بأن تلك هي الطريقة الوحيدة لكي يدخل ابنه مدرسة معقولة ويضمن عيشة مناسبة وليس رغدة. فأوصلته وأنا أدعو له بالصحة وأفكر أن الشرفاء كثير. وأقتبس كلمة للزميل سيد علي "لن توجد صحافة مصرية محترمة إلا بأجور محترمة لصحفييها".

اقرأ أيضاً:
اعترافاتي الشخصية: مين إللي بيدفع التمن؟ / اعترافاتي الشخصية: فاطمة من دحروج / اعترافاتي الشخصية: وادي الكباش / اعترافاتي الشخصية:الأطفال يهدون الدمار / إعترافاتي الشخصية: لماذا هم قصار القامة؟ / اعترافاتي الشخصية: لحظة لإعادة النظر / جولة في شرايين القاهرة / أجمل معزوفة ضد الفساد / الضحك قال ياسم ع التكشير / اعترافاتي الشخصية:أيام بيروت السينمائية / خسارة الصديق هي الحل الوحيد؟ / الطفل.. أكبر محترف لتتغيير الأقنعة 
/ أفلام العيد أمام سينما مترو / اعترافاتي الشخصية: حتى لا نخسر أصدقائنا / الفرق بين المُزَّة والمناضلةهل تعاني من المخاوف المرضية؟ / اعترافاتي الشخصية: متى نشعر بالخوف؟تقليل الضغوط يحمينا من الأمراض/ اليوجا، وما وراء المادة: قاعدة الانتشار في الفراغ / اعترافاتي الشخصية: تعبت من كثرة التفكير؟ / اعترافاتي الشخصية آه يا قلبي / اعترافاتي الشخصية بنت مصر / انطباعات أولية من السويد / اعترافاتي الشخصية: العودة إلى الوطن / اعترافاتي الشخصية يومي في الشوري / اعترافاتي الشخصية: ما يحكمش / اعترافاتي الشخصية : ناس عايزة تفهم / اعترافاتي الشخصية ديمقراطية بال3.



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 23/07/2007