إغلاق
 

Bookmark and Share

إعترافاتي الشخصيةالغباء السياسي ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 05/06/2005

 


سألت عم عبده غفير عمارتنا الصعيدي:هل أدليت بصوتك في الاستفتاء علي تعديل المادة 76 من الدستور ولم أثقل عليه بالحديث عن إدخال المادة 192 مكرر منه...قال يعني من باب التبسط لكنه برضك لم يفهم قصدي فسألته مباشرة إديت صوتك النهاردة؟ فأجابني بأن صوته في البلد. فقررت أن ألعب معه بمنتهي الشر الطيب إلي النهاية.ولكن هكذا يا عم عبده يمكن أن يوقعوا عليك غرامة بعدم التصويت فأجابني بكل طمأنينة في مواجهة حرصي الساذج عليه: لأ ما هُمّا في البلد حيسددولي.

ولم أيأس فاستمريت في مراوغته وسألته ولكن ماذا يعرفون عن رأيك؟ ماذا لو أردت أن تقول لأ؟ فأجابني وابتسامة بلهاء تعلو وحهه.أنا أمّي عمري ما حأقول لأ...طيب ياعم عبده ماتعرفش تقرا وتكتب لكن تعرف إنت عايز إيه...فاتحفني بحكم المصريين الموغلة في الهوان..الميه مابتطلعش للأدوار العالية وأدرك أنه أفحمني فنظر إليّ بطرف عينه..واللا إيه يا مدام؟ فأجبته: بتطلع بالموتور يا عم عبده...فانطلق في موضوع آخر يهمه أكثر وهو ابنته المريضة نفسيا التي توقفت عن الذهاب إلي الطبيب عندما عرفت أنها حامل خوفا علي جنينها من أن يعطيها الطبيب دواءً..وكأنها أكثر وعيا من الطبيب فلطمت حيث إن طبيبها قد أخبرني بخطورة مرضها...ليس عم عبده فقط الأمي ولكن الجيل الثاني أيضا...والإقبال الجماهيري كان أعلي بالمحافظات علي الاستفتاء منه في القاهرة...إلام يشير ذلك؟هل لارتفاع الوعي السياسي خارج القاهرة أم ماذا؟

الفتيات اللاتي اشتركن في مظاهرة كفاية تعرضن تحت أعين رجال الشرطة والأمن في وسط البلد لما يشبه الاغتصاب علي يدي البلطجية وأين؟ أمام نقابة الصحفيين..فماهي الرسالة؟تلك اللخطة التاريخية من عمر الوطن تفرز العديد من الأسئلة التي يلزمها الاجتهاد للبحث عن إجابات بضمير...ومريم أعطتني درسا في حقوق المواطنة تلقته من مدرسها الفرنسي في مادة الدراسات المدنية عن الغباء السياسي عندما سألتني.هل أدليت بصوتك؟ فأجبتها بأن وقتي لن يسمح فصفعتني قائلة وكيف ستطالبين بحقوقك إذا لم تؤد واجبك هذا مايطلق عليه "الغباء السياسي".

وكان وقع الكلمة لطيفا لأنه جاء بالفرنسية ومؤثرا لأنه جاء من ابنتي فأنهيت مكياجي سريعا وتوجهت إلي الكوافير ألهث وانطلقت إلي مقر لجنتي الانتخابية أجري فوجدتها تهش وتنش ورحبت بي المشرفة علي لجنتي الفرعية وهي محامية ومسئولة نسائية بالحزب الوطني الديمقراطي وسألتني عن برنامج اعترافات ليلية ولماذا توقف وأجبتها بأن "كله خير" وأسرعت إلي عملي وجلست لأقرأ نشرة الأخبار عن توافد المواطنين علي اللجان الانتخابية بمصر الجديدة والزيتون والسيدة والمهندسين وجنوب الوادي والباجور ومدن القناة وشمال وجنوب سيناء وأنا في منتهي السعادة لأن شعبنا لا يعاني الغباء السياسي البتة..... 

للتواصل:
maganin@maganin.com

 
اقرأ أيضاً على مجانين :
اعترافاتي النفسية: أنا ناوية أتعالج نفسيا!
اعترافاتي الشخصية أسواري الواطية


 



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 05/06/2005