إغلاق
 

Bookmark and Share

فوضى القلب والحواس .. ::

الكاتب: سماء
نشرت على الموقع بتاريخ: 28/06/2005

هذه الليلة ..دخلت على ( الماسنجر ) فوجدته .. سعدت جدا .. يمثل لي عالما أفتقد العيش في أرجائه ، والسير في مجاهله لأتعلم وأزداد فهما ومهارة وخبرة..

يمثل لي مصر بحبي لها الذي يتجدد يوما فيوم عشقا لا يرى إلا حسنها ويرى لشينها فضل على حسنها إذ يزيده جمالا ، فهو أي الشينحسن بالمجاورة والمضادة معا ! ..
ورحم الله يحى حقي فقد سجل في قنديل أم هاشم سطورا في عشق مصر لم أر أجمل منها بساطة وعمقا في آن واحد !

لكن رفيقي استأذن، ولم نكد نتحدث، عباراته قصيرة لا تروي الغليل ، ولا تبل القلب ، وانصرف على عجل ، بكلمة وداع مبهمة .. حزنت ، قلت لنفسي : لم ؟ هل أحببته ؟ أجابت بقلق هادئ شفيف يمتزج بحزن له غصة في الحلق : لا.. كيف أحب حبا مجتزئا ؟ فأنا لم أقابله مواجهة مرة .. إذن ما هذا الحزن ؟ أجابت : هو حب فقط للعالم الذي يمثله .. للحياة التي أفتقدها ..تذكرت حينها عبارة قديمة قرأتها ولم أفهم معناها حينها ، وتجلى لي معناها الليلة ..
((رغبتك فيمن يرغب عنك ذل نفس ،و رغبتك عمن يرغب فيك قصر همة ))

يرغب عنك زهدا فيك أو انشغالا عنك بما هو أولى أو...
" ذل نفس " وإن كان يعرف لك قدرك ؟

نعم فكيف تقف همتك في طلب الأنس أو الترقي أو حتى الحب عند من لا يبادلك الرغبة ذاتها والإقبال ذاته في التواصل؟ ، أليس في ذلك غمطا لحق هبة الله إليك ، نفسُك :
 السر الأعظم في جماله ، المتفرد في وحدانيته ، و لكأن الله عز وجل جعل من دلائل وحدانيته ، وأنه الفرد الأحد ، أن خلق كل نفس متفردة بخصائصها وجمالها ليدل ذلك التفرد عليه سبحانه ..

و كيف تقصر همتك عن بناء عالمك الخاص ، والسعي لخلقه ، تنوعا و إمدادا ليصبح بمستوى طموحك ، وتنال به بغيتك في الحياة التي تراها الأليق بك والأجدر بعقلك وقلبك وروحك !
إذن اصنع عالمك بنفسك ، واستعن بمن يرغبون فيك حبا و إقبالا و لا تزهد فيهم فزهدك فيهم قصر همة ..
إذ هو كقصر همتك عن الرغبة عمن يرغب عنك !

وهو قصر همة عن رؤية جمال صدقهم في حبك ، وروعة أن تتواصل مع روح أنسك لها أولوية في حياتها ..

ولو تعمق إحساسك ، وعمق فهمك ، لأدركت أن أنسك بها هو أولوية في حياتك أيضا قادرة أن تمدك بالكثير من المعاني الجميلة معنى ونفعا لكنك غافل عنها بطلبك لمن لا يطلبك .

وقفت أمام مكتبتي تناولت ( فوضى الحواس) لأحلام مستغانمي .. أحس أن ما تكتب ينقلني إلى التفكر فالفعل لأصنع عالمي الذي أطمح إليه بل أعيشه مع سطورها قبل أن أخلقه ..
هذا ما أضافته إلي قراءتي في " ذاكرة الجسد " ..

قالت لي أختي : قرأت الجزء الأول ( ذاكرة الجسد ) فلم يعجبني ، ولم أتمه .. ليست رواية ، ليس هناك حدث ..

قلت لها : هي خليط من الرواية والمقالة والتأملات و النقولات الجديرة بالوقوف عندها .. هي تجليات لمشاعر وقيم ووقائع متنوعة في تطرفها و اعتدالها .. عمقها وهشاشتها..

صلاحها وفجورها .. رقيها وفسادها .. أحس أن قراءة كل ذلك يعطيني نضجا وفهما وخبرة أكبر .. قد يقول البعض ما تكتبه أحلام مستغانمي فساد محض .. لكني لا أوافقهم على ذلك كما لا أوافقها في منطلقاتها أو بعضها .. لكن ما تقدمه أدب حقيقي يجعل الإنسان أكثر عمقا ، ويضيف إلى رصيده فقط لو أحسن التأمل والاستفادة :و (الحكمة ضالة المؤمن ) ..

أترككم الآن لأقرأ ( فوضى الحواس ) ولنا لقاء إن شاء الله ...




 



الكاتب: سماء
نشرت على الموقع بتاريخ: 28/06/2005