إغلاق
 

Bookmark and Share

لسه جوانا شيء يعشق الحياة ! ::

الكاتب: ولاء الشملول
نشرت على الموقع بتاريخ: 16/07/2005

 

تعليقاً على مقال هل نمارس الحياة أم نستحق الحياة
للكاتبة هدى المنشور بتاريخ 29/6/2005

نحن حقاً نعيش بين السعادة والشقاء، وأقرب ما نكون لهذه وذاك، قيد أنملة من السعادة وبالمثل مع الشقاء، فنحن الذين نصنع السعادة ونحن الذين لا نرى من الحياة إلا الشقاء.
وأنا أرى السعادة داخلية ذاتية خاصة بكل إنسان دون الآخر، ومعيارها مختلف من شخص لآخر وفق عقله وقلبه وإحساسه بالحياة وبالناس وبالأشياء.

وأنا أرى السعادة في ابتسامة طفل برئ، في لوحة الغروب الساحرة بين سحب لترسم فناً بديعا ً يعجز أمامه أرق وأقوى الفنانين، وأرى السعادة في مجاهدة النفس للعلو فوق الصغائر والتوافه وفوق المصالح الدنيوية الزائلة، والقيم الاستهلاكية الزائفة، وهذه المجاهدة تخلق حلاوة في القلب حين نتخلص من مشاعر الغيرة والحسد تجاه من هم أغنى أو أرقى منا في مكان أو وظيفة أو مال. أو الذين نتخيلهم كذلك.

السعادة هي أن نبنى في الحياة بلا توقف مهما كان الآخرون يحقرون أو يسخرون مما نبنى أو حتى يهدمونه من بنيانه، المهم أن نترك في الحياة وجوداً وأثراً يشهد لنا أننا كنا هنا يوماً وبنينا وعمرنا.

والسعادة هي العطاء الإنساني بلا مقابل، ولا تردد، فدائماً كل الخير الذي نقدمه للعالم يرتد إلينا وفق قانون حياتي أساسي ثابت لا يتغير هو قانون الرجوع، حتى لو كان من أناس آخرين المهم أنه يعود إلينا أضعافا مضاعفة.

والسعادة هي أن نصبر على الصعاب فنتخطاها بعقل وحكمة وقدرة ودروس نتعلمها تزيدنا خبرة بالحياة، وأن نمر منها مبتسمين ثانية للحياة التي لا تتوقف عند مشكلة أو موقف صعب.

والسعادة أن نسامح الآخرين ليس تفضلاً منا ولكن للآخرين علينا كبشر وأخوان لنا في الحياة والإنسانية، كي نستغني عن الناس حقاً ونعلق قلوبنا برب الناس وخالقهم وحده فهو الذي يقلب القلوب ويقضى بمحبة الخلق لنا.

أن نصفى قلوبنا من الكره والكذب ونطهر نفوسنا من الأنانية، أن نكون فضلاء حتى لو كنا نعيش وسط عالم قبيح، هذه هي السعادة.

ونشعر بالسعادة حين نرضى بكل ما تأتى به الحياة بصدر رحب، فكما تأتى سنستقبلها ونعيشها ونستمتع بها، لأنها تستحق أن تعاش وتستحق أن نستمتع بها. بأن نصنع من المواقف الصغيرة لحظات سعادة حقيقية ونستمتع بها حتى لو كانت قليلة بأن نجعلها مهمة لأنها حياتنا ونحن الذين نعيشها، فالإنسان دائماً هو الذي يعطى لهذه الحياة قيمتها.

فلحظات الفجر الصافية العذبة تستحق أن نستمع لها ولصمتها المليء بالمشاعر والأفكار والحكايات والمعاني، وقطرات المطر التي تحتضن الأرض بعد طول غياب تقول أن الحياة تستحق أن تعاش، والكلمة الطيبة المشجعة تثبت أن الحياة بها الكثير من المعاني الجميلة التي يمكن أن نتذوقها من جديد، والصداقة الحقيقية الصادقة بلا أغراض تقول أن الحياة تستحق أن تعاش، وأن في الحياة ما يستحق الحياة.

وأظل أغنى مع غادة رجب وبكلمات الشاعر جمال بخيت : برغم كل شئ لسة جوانا شئ بيعشق الحياة .

ونحن لا نرى من الحياة إلا الشقاء حين نتصور دائماً أن ما ينقصنا في هذه الحياة مع ما يملكه الآخرون ! ونظل نتوهم أن فلان أفضل أو أغنى أو أرقى مكانة، ولا نرى أبدا ما في أيدينا من نعم ومن مصادر كثيرة يمكنها أن تكون مصادر سعادة دائمة لنا، فنقع في براثن الشقاء بأنفسنا، وننسى الرضا بما أتاحه الله لنا وهو ما لا يتعارض مع السعي والكد والتعب من أجل الأفضل دائماً.
ونقع في براثن الشقاء حينما نسعى لإيذاء كل من حاول إيذاءنا أو الإساءة إلينا، ولا نتخيل أن قمة القوة أن نسامح ونعفو ونغفر.

ويلهينا التفكير فيما يملكه الآخرون من مال أو مكان أو نعم على ما منحه الله لنا فلا نستطيع أن نستمتع بأي شيء في الحياة ونصنع شقاءنا بأيدينا .

الشقاء هو مشكلات الحياة التي لا نحاول أن نستخلص منها أي ملمح ايجابي أو درس جديد أو خبرة جديدة، فتظل المشكلات دائماً في نظرنا لحظات عذاب أو هي عقاب إلهي في أحيان أخرى!

ننسى أن الحياة مهما طالت فهي قصيرة ولا مبرر أبدا أن نضيع هذه الحياة القصيرة في حزن أو الم أو أي إحساس سلبي، ولتكن كل لحظات حياتنا موجهة نحو هدف أسمى وأرقى ... أن نقترب من الله اكثر وأن يرضى عنا أكثر... فتتحول كل لحظات حياتنا لخطة مرسومة وموجهة لأعلى حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت وما لا خطر على قلب بشر، وأن تكون حياتنا بهذا المعنى تستحق الحياة وتستحق أن نعيشها.

للنواصل:
 maganin@maganin.com

اقرأ أيضاً :

عندما تقول المرأة :"والنبي أنا عتريس..!"
يوميات ولاء: لو كنت كفيفة
ليسوا وحدهم أصحاب الديك البلاستيك !

 



الكاتب: ولاء الشملول
نشرت على الموقع بتاريخ: 16/07/2005