إغلاق
 

Bookmark and Share

إعترافاتي الشخصية: الفتاة ذات النظارة الطبية ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 24/07/2005


هي ذات شعر قصير
وملامح جادة، جسمها أقرب إلي الصبي .تحب القراءة، وارتداء الجينز.

في الصف الثالث الابتدائي لم تنجح في مادة الحساب.

أخبرت المدرسة أمها أن إجابات ابنتها كانت صحيحة ولكن لامتحان آخر، فمعظم أرقام المسائل لم تكن كتلك المكتوبة علي السبورة. فتوجهت بها أمها إلي طبيب العيون وبعد الكشف تبين أن ابنتها تعاني من قصر النظر .

ماذا تعني تلك الصديقة "النظارة " لفتاة كأي فتاة تحب أن تكون جاذبة للشباب، كيف تمارس الرياضة البدنية في حصة الألعاب؟ وعندما تتهيأ الأسرة لالتقاط صورة فوتوغرافية تصر علي خلع النظارة الطبية فكم أحبطتها صورتها عندما ينعكس الفلاش علي زجاج النظارة فتبدو بلهاء.

وعندما وصلت للسن التي سمحت لها والدتها بأن تستخدم بعض أدوات التجميل خاصة في بعض المناسبات العائلية كالأفراح مثلا، كانت تهتم بتكحيل عينيها وتستغرق وقتا طويلا في محاولة إبراز سحرهما وعندما ترتدي نظارتها تري عينيها صغيرتين بفعل العدسات الطبية. تحاول إخفاء إحباطها وتردد أن الجمال هو جمال الروح وتألق الشخصية، لكن شخصيتها خجولة. فتقرأ وتهتم بالفنون بحثا عن نقاط تميز تعوضها عن ما حملته إياها تلك النظارات الطبية من أعباء.

لكن العلم والاختراعات الحديثة جاءت بالحل الجذري
"العدسات اللاصقة" ولكن يا فرحة ما تمت، سنة والثانية ثم أصابتها حساسية مزمنة. قال لها الطبيب جفونك أصبحت من الداخل مليئة بالمرتفعات والتكلسات ولا بديل عن العودة للنظارة الطبية فلم تستسلم رغم أنها تزوجت ولم تعد في حاجة لاجتذاب إعجاب الشباب. ليست الأمور بتلك البساطة.

ولكن ما باليد حيلة فالعناد لا يفيد، إحساس دائم برمال داخل العين فلا تتوقف عن البربشة ولا تقولوا لها إن العلم تقدم وهناك عمليات الليزر، لأنها عايشت تجربة صديقتها التي كادت تفقد بصرها عندما لم يلتئم الجرح نتيجة الملوثات الموجودة في الجو. إضافة إلي ما تقرأه في الصحف من آراء متباينة مؤيدة ومعارضة . فاكتفت بارتداء العدسات في أضيق الحدود.

وعندما ارتدت ابنتها نظارة طبية فرحة لشرائها شيئا جديدا، تذكرت كيف كانت في طفولتها تجلس أقرب ما يمكن أمام شاشة التلفزيون فهم يتحدثون عن مضار تلك العادة وتأثيرها علي النظر. فقد أرادت التشبه بشقيقتها الكبرى التي ترتدي نظارة طبية "طيب اشمعني أنا لأ".

لكن هناك دائما أمل، فقد تفنن مصممو النظارات الطبية في ابتكار خطوط عصرية وظهرت نظارات بدون إطار.

وتمر الأيام وتتسع اهتماماتي وأعبائي ولا تلهيني عن التفكير في شكلي وجمال عيني وأتجاوز مخاوفي وأجري عملية الليزك وأتخلى عن النظارة الطبية نهائيا "إنها حقا معجزة" ومع ذلك يظل سؤال يعبرني كلما صادفت إعلانا لفتاة شديدة الجاذبية ترتدي نظارة طبية . أمال عقدة النظارة دي جت منين .. يا جماعة المشكلة مش في النظارة الموضوع أكبر من كده بكتير علي الأقل بالنسبة للستات والبنات.

للتواصل:
maganin@maganin.com

اقرأ أيضاً  :
اعترافاتي الشخصية:اوصفولي الحب

إعترافاتي الشخصية:العسراء

اعترافاتي الشخصية: خوفي من السلبية
إعترافاتي الشخصية عشتها من قبل بشكل أو بآخر
اعترافاتي النفسية: أنا ناوية أتعالج نفسيا!
 اعترافاتي الشخصية أسواري الواطية 
إعترافاتي الشخصيةالغباء السياسي
إعترافاتي الشخصية:عندما تحشمت

 



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 24/07/2005