إغلاق
 

Bookmark and Share

مدونات مجانين(1): من فليكسْ إلى ميلِسْ ::

الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 05/11/2005


 

 ليلة العيد من فليكسْ إلى ميلِسْ

في آخر ليلة من ليالي رمضان الخير، وغدا عيد الفطر المبارك، -كل عامٍ وأنتم طيبون-، في ذلك المساء القريب كنت أستعد للنزول من مجانين "العيادة"  على عجلٍ بعض الشيء لألحق نشرة الجزيرة -12 مساء بتوقيت مصر- ضايقني أن سكرتيرتي لم تكن أغلقت كومبيوترها الموجود في صالة انتظار العيادة، كدت أنفعل لكنها طمأنتي !، قائلة الأخبار هذه الأيام كثيرة يعيدونها كثيرا وكل ساعة نشرة أخبار، قلت لا أريد الموجزة..... قالت:

أهم الأخبار أن سوريا يسحبونها قسرا في طريق.... نفس طريق العراق..... أمريكا هدها الله تستقوي ولا أحد في العالم يقول لها "كفايه!!"..... سوريا تقدم التنازل بعد التنازل وأمريكا تقول لا ليس كافيا ...

قلت لها : فقط، يكفي هذا... وتابعتُ : إن خيرا فيما يحدثُ رغم مرارته وقسوته، وأفضل ما في الأمر فضيحة النظام الأمريكي الذي تتكشف عوراته الأخلاقية.... صحيح أنه من تقرير فيليكس -عن أسلحة الدمار الشامل العراقية- إلى تقرير ميليس عن اغتيال الشهيد الرئيس الحريري رحمة الله عليه-، من فيليكسْ إلى ميليسْ يا قلبي لا تحزن...... ولكن فيه خير ... ثم أن الترتيب هكذا في أحاديث آخر الزمان العراق أولا تسقط ثم تحاصر سوريا ... ثم مصر... وأحس فما أراه حولي من أحوالي الناس أن مصر لن تبقى حتى تحاصر دمشق، على الأقل أخلاق الناس لم تعد، وأتمنى ألا أكون سوداويا ونحن في ليلة العيد، وهممت بأن أشرح لها أن ورود العراق ثم سوريا ثم مصر بهذا الترتيب، وتكرار ذلك هذه الأيام ليس دليلا كافيا على أننا في آخر الزمان لأن الحوادث التاريخية تشير إلى تكرار سقوط بغداد ثم دمشق وبيت المقدس في الطريق إلى مصر، هذه هي الجغرافيا الطبيعية وهذا هو التكرار على مر التاريخ، والطريق إلى سوريا عبر العراق طريق قديم.... وسقوط بغداد لابد يسبق سقوط دمشق، باختصار ليس هناك دليلٌ أننا في آخر الزمان وقد يكونُ من سوريا من يرد كرامتنا وقد يكونُ من مصر من يبرأ بعض جراح أمتنا الآسنة.

أنا لابد أن أجابه ما يعذبني من حال أهلي وأمتي وألا أستسلم لما يريدون أن أستسلم له، وإلا أكون كما يريدون، أنا مطمئنٌ إلى أن فضائح أمريكا المتتالية وهزيمتها المعنوية على الملأ والعسكرية في حدود ضيقة –أطال الله أيدي المجاهدين-، ومطمئنٌ لأن عورات إدارتها الأخلاقية متسارعة الفضح هذه الأيام كل ذلك لابد سيقعدها عجزا عن محاولة "قرطسة" العالم بالخديعة مرةً أخرى، إلا أن يجتمع العالم علينا لا قدر الله، في العالم خير وفي أمتنا ما تزال دماء حرة تسيل ودماء مقيدة تحترق، وهنا قالت:

ذكرتني يا دكتور بالدم واللون الأحمر في عروقنا لقد كتبت شعرا على قدي قلت فيه ما معناه أن الدم الأحمر هرب من العرب، ولكن حين عرضته على منتدى مجانين على الخط أحد الأعضاء الناشطين عارضني وقال لا ............ فقلت لها:

طبعا.... عندنا دم، بل في عروقنا كثيرٌ من الدم الأحمر يغلي ويندفع، وإلا فما الذي يحترق في أجسادنا .. ونحن نتابع الأحداث، ونتأمل المواقف، وأولادنا متفرجون أو متفرجون كما قال ابن عبد الله، لابد أنه دمنا الذي يسيل في الأحرار منا، ويغلي ويحترق داخل أجسدنا ويلهبُ أعصابنا فينا دم يحترق وما دام يحترق فهو موجود.

كنا على وشك أن يسلك كلٌ منا طريقا... قلت لها: كل سنة وأنت طيبة غدا عيد ...وقد أعود مجانين العيادة غدا ليلا لأفتح بريد مجانين لكن لك أجازة.... السلام عليكم، وانفردت ببقية المشوار إلى مجانين "المركز" تحت منزلي.

*للتواصل :
maganin@maganin.com

*واقرأ أيضا:
 /
التدخين والكافيين ورمضان / شيزلونج مجانين الثانية والأربعون  / مجانين على الشيزلونج:ماما.. أنا حامل من بابا! / يوميات مجانين: ماذا جرى يا ترى يا ترى ! / مجانين على شيزلونج: صفعتان وكفى! / منمنمات مجانين: ريقي ناشف / مدونات مجنونة عن استشارات مجانين (1) / يوميات مجانين: في مستشفى الجامعة / يوميات مجانين: سمك... زعل.. آه يا أبو هندي / يوميات مجانين: في الطريق إلى رأس سدر / يوميات مجانين: عربية المصريين. / يوميات مجانين: حسن خاتمة / يوميات مجانين: على مشارف الوسوسة / يوميات مجانين: معتكفا بالموبيل. / يوميات مجانين: الهزيمة فعلاً هزيمة العقول . / يوميات مجانين: الاستماع لسورة طـه


الكاتب: أ.د.وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 05/11/2005